علي الرغم من محاولات الرئيس الإيراني حسن روحاني في إجراء إصلاحات ومكاسب اقتصادية وسياسية للبلاد التي خرجت من عباءة نظام الرئيس السابق احمدي نجاد الذي عرف بسياساته المتشددة مع الغرب, ورغم إشادة كثير من وسائل الإعلام العالمية بجهود روحاني التي أدت إلي اتفاق نووي تاريخي بين طهران والقوي الكبري سواء اتفق معه البعض أو اختلف آخرون, إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة أثبتت أن الشارع الإيراني فقد الثقة في حكومة روحاني والتي وصفوها بالمخيبة للآمال. ويبدو انه بعد عام من إبرام الاتفاق النووي الذي اخرج إيران من عزلتها الاقتصادية والدولية والتي تنازلت علي اثره عن تطوير قدراتها النووية, لم يجد الإيرانيون ما كانوا يحلمون به من نهضة اقتصادية تؤدي إلي تحسين أوضاعهم المعيشية بل زادت الأمور تعقيدا سواء علي الصعيد الاقتصادي او السياسي وهو ما أكدته استطلاعات الرأي الأخيرة التي أشارت الي ان75% من الايرانيين ممن أيدوا الاتفاق ونزلوا للشوارع للاحتفال به يرفضونه الان بعدما اقتنعوا انه لم يدر عليهم باي منفعة, وانخفضت نسبة المؤيدين للاتفاق الي اقل من20%. ومن جانبها اكدت صحيفة المونيتور البريطانية ان الرئيس السابق احمدي نجاد يحلم بالعودة للقصر الرئاسي من جديد وذلك بعد تأكيده خوض السباق الرئاسي المقرر إجراؤه في يونيو2017, وحكم نجاد ايران طوال8 سنوات منذ عام2005 وحتي2013 عانت فيها من عزلة دولية واقتصادية نظرا لسياساته المتعنته تجاه الغرب والمجتمع الدولي ووصلت وقتها المفاوضات النووية الي طريق مسدود وهو ما شجع الغرب علي فرض المزيد من العقوبات التي انهكت الاقتصاد الإيراني, واعتقد الإيرانيون ان انتصار روحاني في سباق الانتخابات التي اجريت عام2013 يكتب نهاية حكم المتشددين وعلي رأسهم نجاد الا انهم تسرعوا في حكمهم. ويلاحظ أن نجاد قرر ان يخوض السباق معتمدا علي الخلافات الكبيرة بين المرشد الأعلي علي خامنئي والرئيس روحاني والتي كانت علي مسمع ومرأي وسائل الإعلام التي اكدت ان خامنئي اختلف مع روحاني في كثير من الملفات كالملف النووي الذي يعتبره كثير من الإيرانيين تفريطا في حقوق بلدهم مقابل مكاسب مجهولة لم تعرف حتي الآن وحلم الاصلاحات الاقتصادية والسياسية الذي لم يتحقق حتي الآن. وتصاعدت الحرب الكلامية بين خامنئي وروحاني بعدما اتهم خامنئي حكومة روحاني بالفشل في حل المشكلات الاقتصادية التي تواجه البلاد رغم رفع الحظر, ورد روحاني بانتقاد مواقف واراء المقربين من خامنئي مؤكدا انه ليس من الشطارة ان نعادي دولا ربطتنا بها علاقات صداقة طويلة وان عدونا الحقيقي أمريكا. وبعد ان اكد انه سيعود للحياة السياسية وسيخوض السباق الرئاسي, بدأ نجاد في كسب الدعم والترويج لنفسه بالقاء الخطب صاحبة الكلمات الرنانة المناهضة لروحاني في الاحياء والمدن الفقيرة.