الأمن حاجة بشرية وفريضة شرعية وقد عاش الإنسان منذ بدء التاريخ يبحث عن الأمن بجميع أشكاله وجاءت الشرائع السماوية لتوفر له هذه الضرورة التي لا تستقيم الحياة بدونها. وقد امتن الله تعالي علي قريش بأنه أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف, فقال سبحانه : بسم الله الرحمن الرحيم{ لإيلاف قريش(1) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف(2) فليعبدوا رب هذا البيت(3) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}, قريش:14]. وكانت شريعة الإسلام وهو كلمة الله الخاتمة إلي البشرية هي أقوم السبل, وأحسن الطرق لكي ينعم الإنسان بالأمن. ولتحقيق الأمن في المجتمع المسلم جعل النبي صلي الله عليه وسلم من علامات إيمان المؤمن أن يأمنه الناس فقال: المؤمن من أمنه الناس علي أموالهم وأنفسهم, رواه ابن ماجه وصححه الألباني]. وقد حرم الله مكانا وزمانا وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم مدي حرمة النفس المسلمة وأنها علي امتداد الزمان والمكان, أما المكان فمكة والمدينة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : المدينة حرم ما بين عير إلي ثور, فمن أحدث فيها حدثا أو آوي محدثا, فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, صحيح البخاري], وأما الزمان فالشهر الحرام, وأما حرمة المسلم فهي علي امتداد الزمان والمكان قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه, صحيح مسلم], كما نعم الناس علي اختلاف أديانهم بالأمن علي أنفسهم, وأموالهم وأعراضهم في رحاب الإسلام فإذا ذاق الإنسان الأمن في البلد الحرام وفي الشهر الحرام وعلم مكانة النفس الإنسانية في دين الإسلام تاقت نفسه إلي الحياة الآمنة وعلم أنه لن ينعم بها إلا في ظل الإسلام.