نظمت لجنة الوفد بسمنود ندوة دينية بعنوان «نعمة الأمن والأمان» استكمالاً لعدة ندوات دينية ألقاها الشيخ خالد السعدني والشيخ محمد عمر. حضر الندوة المهندس محمد البرعي نائب رئيس اللجنة العامة للوفد بالغربية ورئيس لجنة الوفد بسمنود وقيادات الوفد بسمنود المهندس عبدالرحمن شعيب وتامر فؤاد ومحمد الزيادي ومن الشباب محمد جمعة وصابر محمد، ومن لجنة المرأة هند القطرى وأم قاسم الدجلة. وحضر جموع من أعضاء الوفد من الرجال والسيدات وتحدث الشيخ السعدنى إمام مسجد البدراوى بسمنود، مشيراً إلي أن نعمة الأمن والأمان من ضروريات الإنسانية، ومن مقاصد الشرائع السماوية وفيها يعبد العبد ربه، ويؤدى واجبه، فيها يتعلم المتعلم، ويدعو الداعي إلي الله تعالى، ويسعي الساعي في كل ما يحقق له سعادته في الدنيا والآخرة. بالأمن تطمئن النفوس، وتنشرح الصدور، ويتفرغ العباد لمصالح دينهم ودُنياهم، فأبونا إبراهيم عليه السلام عندما فرغ من بناء البيت دعا لسكانه بتلك الدعوات، قال الله تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات)، فبدأ بنعمة الأمن، لأن بحصوله يتحقق الخير بتوفيق من الله سبحانه. إن الأمن في الأوطان يتحقق بعبادة الله وحده لا شريك له، والخضوع له، والقيام بشرعه، قال الله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون). والأمن يدفع الإنسان إلي القيام بواجبه نحو ربه ودينه ومجتمعه، الأمر الذي يجعله يطمئن علي نفسه ومعاشه وقوته، لذلك جعل الله تعالي المسجد الحرام آمناً لأن الصلاة لا تحقق مرادها فيه، إلا بالشعور بالأمن والأمان. وأضاف: يتحقق الأمن بالمحبة والألفة بيننا والاعتصام بحبل الله تعالى (لإيلاف قريش إيلافهم. رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). هذه السورة مفصولة عن التي قبلها في المصحف، بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم وإن كانت متعلقة بما قبلها. من سورة الفيل، كما صرح بذلك محمد بن إسحاق وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم، لأن المعني عندهما: حبسنا عن مكة الفيل وأهلكنا أهله (لإيلاف قريش) أي: لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين. وفي حديث عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه» (صحيح مسلم) وحديث آخر «خيركم من يرجي خيره، ويؤمن شره، وشركم من لا يرجي خيره، لا يؤمن شره» (سنن الترمذي). قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «من أشار إلي أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتي يضعها وإن كان أخاه لأبيه وأمه». رواه البخارى. وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «من سل علينا السيف فليس منا». رواه مسلم. وعن أبي هريرة، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «لا يشير أحدكم إلي أخيه بالسلاح، فإنه لا يدرى أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار» مسلم. فلا ينبغي للمسلم أن يكون مصدر خوف أو تهديد لأخيه المسلم حتي ولو كان يتهدده ولا يريد قتله لأن الشيطان يسكن في جسده عندما يغضب ويشير لأخيه بالسلاح، وهنا لفتة جميلة، فالرسول صلي الله عليه وسلم يسمي الخصم أخاً حتي لا ننسي أننا إخوة، ولا ينبغي للمسلم أن يفزع المسلم حتي ولو كان مازحاً مداعباً له بمعني (مقلب ضاحك) فإن الإسلام نهي عن ذلك. عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال حدثنا أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلي الله عليه وسلم فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلي حبل معه فأخذه ففزع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً.