وزير الأوقاف المصرية رجل نشيط, قوام علي شئون الدعوة.., لا يهدأ أبدا, متنبه لما يدور في مساجدنا, قلق من ارتياد غلمان صغار لمنابرها, يحاول ضبط إيقاع مشايخنا.. خطبا وفتاوي.., يسعي إلي تجديد الخطاب الديني علي طريقته حتي غدا صاحب مذهب في التجديد يضارع الأستاذ الإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية, رائد التنوير والتجديد في القرن الماضي..! أقول لكم: لم لا نحسن الظن بالرجل؟؟ فهو يحاول ضبط أمور الدعوة ومنع استخدام المساجد في غير ما خصصت له ويحول دون خلط السياسة بالدين ويمنع دعاة الفهم المغلوط للدين من بث فكرهم عبر المنابر.., أتراه لهذا لجأ الي الخطبة الموحدة..؟, ان كان ذلك كذلك.. فمن حقه وقد تختلفون معي وقد يؤيدني البعض.., لا بأس فالخلاف اذا حسنت النوايا لا يفسد( لجمعة قضية)..شخصيا احترم وجهة نظره عند حدود الخطبة الموحدة..!! لكن الرجل أراد أن يتحفنا, أو يدهشنا بجديد قراراته.., انتقل من الخطبة الموحدة الي الخطبة المكتوبة الموحدة..!!, أقول يا مولانا الوزير: كيف سولت لك نفسك أن تأتي بهذا الكلام الغريب الذي لا نرضاه لإئمتنا ولا يليق بداعية ولا يصح ان يصدر من وزير كان استاذا بالجامعة, فالمسجد جامعة شعبية, جامعة مفتوحة, مدرسة غير نظامية, ومعلوماتي أن وظيفة إمام المسجد في البطاقة الشخصية يكتب أمام المهنة خطيب وداعية ومدرس ولا أظنها تغيرت.., فهل يصح أن يصدر وزير التربية والتعليم قرارا يلزم المدرسين بالقاء درس مكتوب يقرؤنه علي التلاميذ دون ان تظهر قدراتهم في توصيل المعلومة فيتساوي المدرس المجتهد بالخامل؟؟ أو أن يصدر وزير التعليم العالي قرارا بإلزام الأساتذة بمحاضرة مكتوبة موحدة يقرؤنها علي الطلاب؟؟.., أين الإبداع, ولم الشهادات والبدلات والحوافز؟ ممكن خادم المسجد يقرأ الخطبة ثم ينادي اقم الصلاة وتنتهي العملية.., أليس كذلك؟ يا معالي الوزير حسك الأمني عال جدا ولا بأس في هذا, لكن أن تصادر منابر مصر كلها, أن تصادر وتقتل مهارات دعاة مصر جميعا حماية للمنابر من المتطفلين فهذا كمن يمنع المرور في الشوارع نهائيا ليمنع حوادث السيارات..!!, هذا قرار متعجل, اختلف معك فيه وعليه. سيدي الوزير من الذي أفهمك أن توحيد الخطبة وجعلها مكتوبة للجميع وارغام كل المنابر علي تلاوتها تجديد للخطاب الديني؟؟ من الذي منحك سلطة مصادرة عقول الدعاة في ربوع مصر..؟؟ يا معالي الوزير تجديد الخطاب الديني مرهون بآليات كثيرة من بينها مراجعات ضرورية لتراثنا الإسلامي يجب ان تشغل نفسك ومساعديك بها, بل والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية الذي يتبعك.., ثقف موظفيك وأئمة المساجد وحرضهم علي إعمال العقل وقراءة العصر ومعطياته. يا معالي الوزير ليس من تجديد الخطاب الديني قمع الدعاة ومصادرة المنابر ومبارزة الأزهر شيخا وجامعا وجامعة ووعاظا واجبارهم علي تلاوة خطبك العصماء فوق المنابر بدعوي الضبط.., ألا تعلم يا وزير الأوقاف أن الأزهر بالأساس مؤسسة دعوية من قبل ان يكون بالدولة وزارة أوقاف؟؟ وأنه يعلو بسلطته طبقا للدستور علي سلطاتك؟؟ يا معالي الوزير عندك هيئة الأوقاف أولي بجهدك ونشاطك فيها مليارات المسلمين لا تدر دخلا ولا تلقي العناية اللازمة اهتم بها واترك الخطبة المكتوبة ولا تفتح بابا للفتن, وتعامل برفق مع شيوخك علماء الأزهر فقد علموك وتتلمذت علي أيديهم أم أن كرسي الوزارة ينسي.. يا معالي الوزير ما هكذا يجدد الخطاب الديني أو نحمي منابرنا؟؟