أعرب عدد كبير من أهالي قرية ميت الحارون التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية عن استيائهم الشديد من استمرار أزمة الأدخنة السامة والتلوث البيئي الناتج عن قيام بعض الورش بعملية حرق كميات كبيرة من الكاوتش يوميا والتي أصبحت تمثل صداعا مزمنا في رأس مسئولي جهاز البيئة بوسط الدلتا بعد مواصلة العاملين في صناعة وإعادة تدوير كاوتش إطارات السيارات المستعملة باستخدام ذات الطرق البدائية والأساليب القديمة في حرق الكاوتش وفي أماكن مكشوفة مع عدم الالتزام باشتراطات الأمن الصناعي مما حولها إلي كابوس مزعج لأهالي القرية والقري المجاورة نتيجة تعرض العديد من المواطنين للإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة الناتجة عن التلوث البيئي. وأشار الأهالي إلي انه رغم إطلاقهم العديد من الاستغاثات للمطالبة بسرعة التدخل لإنقاذهم من الخطر اليومي الذي يحاصرهم من كل جانب واتخاذ إجراءات رادعة تجبر أصحاب هذه المهنة علي اتباعها وفقا لقانون حماية البيئة لكن للأسف لاتزال تحركات المسئولين لا تتناسب مع حجم الأزمة ومدي خطورتها علي حياة وصحة المواطنين. يقول صبري عمار أحد الأهالي ان قرية ميت الحارون نجحت في السنوات الأخيرة في تكوين إمبراطورية ضخمة تخصصت في مهنة إعادة وتدوير صناعة إطارات السيارات والتي أصبحت تمثل مصدر رزق أساسي ورئيسي للغالبية العظمي من أبنائها حيث يقومون بتجميع70% من الكاوتش علي مستوي مصر وإعادة تصنيع هذه الإطارات التالفة وتحويلها الي صناعة اخري مثل أدوات نقل البضائع والأحذية وخراطيم الري بالإضافة إلي حرق الإطارات لاستخراج الأسلاك من باطن الكاوتش لاستخدامه في أعمال البناء وخلافه إلا ان هذه المهنة أصبحت تتسبب في حدوث تلوث بيئي وخطورة علي الصحة العامة أمام استمرار عمليات حرق الإطارات الكاوتش المستعملة الذي ينتج عنه أدخنة لا يمكن احتمالها لاحتوائها علي مواد سامة تصيب الرئة والصدر ولابد من إيجاد حل لهذه الظاهرة. ويضيف محمد عمران عبدالباسط من قرية سندبسط سئمنا من الشكوي المتكررة للمسئولين من استمرار القائمين علي صناعة حرق الكاوتش وإعادة تدويره في عمليات الحرق بعد ان أصبحوا يمثلون مافيا لا يمكن لأحد أن يتصدي لهم أو يعترض طريقهم رغم الكارثة البيئية التي يرتكبونها يوميا في حق الأهالي والمواطنين دون رادع. ومن جانبه أعلن الدكتور جمال الصعيدي رئيس قطاع الفروع الإقليمية بوزارة البيئة انه يتم شن حملات مفاجئة للتصدي لهذه الظاهرة كان منها توجيه عدة حملات تفتيشية مؤخرا علي الأماكن التي يتم بها الحرق المكشوف للكاوتشوك بمنطقة قرية ميت الحارون وقد تمكنت الحملة من ضبط25 طنا من الكاوتش كانت معدة ومجهزة للحرق وضبط كميات كبيرة من أسلاك الكاوتش ومصادرة جميع الأدوات والماكينات المستخدمة في عمليات حرق إطارات الكاوتش. وأكد رئيس القطاع ان هناك مشروعا تتم دراسته حاليا للتخلص من هذه المشكلة عن طريق مواجهة الأدخنة الناتجة عن حرق إطارات الكاوتش بطرق آمنة.