في حوارتليفزيوني سأل المذيع شابة تقوم بتنظيف الشارع فسألها لماذا لم تقومي سابقا بهذاالعمل فقالت له( خلاص البلد بقت بلدنا) وكأنه كان هناك احتلال أو سيطرة فئة من الناس علي البلد وما فيها فلما قامت ثورة25 يناير. وطردت الرءوس الفاسدة وكشفت عن الفئة المحتلة لكل موارد الدولة تنفس شباب التحرير وانضم لهم كل الأجيال السابقة التي كانت عاجزة عن الكلام والحركة وتغيرت معالم مصر القديمة واصبحنا نعيش في عصر مصر الجديدة بفضل شبابها المخلصين وكان جيلنا نحن( العواجيز) كبار السن في صمتنا مرغمين ومخدوعين وعاجزين وعادت إلينا العافية بفضل هؤلاء الشباب الذي كشف لنا حقيقة الأمر الواقع وان أقل من5% من مجموع الشعب البالغ اكثر من ثمانين مليون نسمة يعيشون في قصور ويمتلكون سيارات وطائرات ويستوردون المأكولات الفاخرة من الخارج وباقي الشعب يقف في طابور الخبز ويبحث عن مكان يعيش فيه حتي لو كان غرفة وحماما والمرتبات الضعيفة, موظف يتقاضي خمسمائة جنيه وزميل له يحمل نفس المؤهل الدراسي يتقاضي خمسة آلاف جنيه يعني عشرة اضعاف لأسباب أهمها ان هذا علي علاقة بأهل الصفوة والآخر لايعرف وأنا لن أخوض في هذا الموضوع كثيرا لأنه معروف وكثيرون يملكون الكتابة فيه ولديهم المعلومات وحتي لا أخرج عن إحساسي بأن البلد بقت بلدنا وان الشباب أعاد لنا الحيوية والشبابية واصبح المصريون يتكلمون في السياسة ويناقشون مواد الدستور وتغيرت كل اجهزة الإعلام اذاعة وتليفزيون وصحافة تناقش كل الموضوعات الخاصة والعامة والرأي والرأي الآخر بدون أي خوف وبما ان البلد بقت بلدنا أين الفن والفنانون أين الموسيقي والغناء والمواكب لهذه الثورة العظيمة ان ما يحدث في مصر هذه الفترة وقفة من الجميع لتمجيدها فنيا كما ممجدنا ثورة سنة1952 ورفعنا من شأننا وكما وقفنا في حرب1956 وفي بناء السد العالي وفي حرب1973 أين أنتم أيها الفنانون يا أصحاب الملايين لماذا لم تقدموا شيئا يستحق الذكر لن أذكر أسماء لأني أعرف ان مصريتهم ضعيفة وتحتاج لتقوية وثقافة وطنية وليست ماديه ألم تقرأوا تاريخ الفن السياسي والوطني ألم تسمعوا ان شباب الفنانين الذين عاصروا ثورة1952 لم يطلب منهم أحد أي عمل بل قاموا وعلي حسابهم وبدون أجور( المؤلفون والملحنون والمطربون والمطربات والموسيقيون) بالأعمال التي تسمعونها حاليا والتي لجأ إليها التليفزيون والإذاعة لأنها لم تجد في الإنتاج الجديد شيئا يستحق العرض. ثورة25 يناير2011 يغني لها عبدالوهاب وام كلثوم وعبدالحليم حافظ وفايدة كامل وشادية وكارم محمود وقنديل واين مطربو عصر الفساد هل اصبحوا كلهم فاسدين أين تمورة وعمورة والمطرب الأخنف صاحب المطعم والكافيتريا مطربو الوسط مظلومون لأنهم عاصروا الزمن الجميل ويعيشون اليوم في زمن الفاسدين وأنا أقول للجميع والمسئولين عن الفن والفنانين لابد من صحوة تعيد للفن المصري كرامته وريادته وان يعلموا ويرددوا ما قالته الفتاة التي كانت تقوم هي وزملاؤها بتنظيف ميدان التحرير( خلاص البلد بقت بلدنا)..تحيا مصر والله ولي التوفيق