وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة تبدأ غدا بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أعمال القمة العربية الأمل برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز, عقب تسلمه رئاسة القمة في دورتها الحالية رقم27 من الرئيس عبد الفتاح السيسي, رئيس القمة العربية السابقة, حيث تعقد القمة الحالية في مرحلة عربية بالغة التعقيد والتحديات, حيث يتطلع المواطن العربي أن تكون نتائج قمة الأمل في نواكشوط علي مستوي التحديات وتفتح الآفاق الواعدة لتجاوز هذا الوضع العربي الصعب. وتتناول القمة جملة من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية, وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في هذه المجالات الحيوية والخروج بنتائج إيجابية لخدمة المواطن العربي وتطلعاته. وسيناقش القادة العرب خلال قمة الأمل مشاريع القرارات الستة عشر, التي أقرها وزراء الخارجية وتشمل: قضايا التكامل العربي, وتطورات الأوضاع في المنطقة بشأن فلسطين, والتدخل الإيراني في شئون بعض الدول,والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن, ودعم الصومال وخروج قوات اليوناميد من دارفور في السودان, وانتهاك الجيش التركي سيادة العراق. كما سيبحث القادة العرب مقترحات قدمتها بعض الدول الأعضاء إلي المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول دمج القمة العربية الاقتصادية مع القمة العادية, وضرورة استحداث آليات جديدة لمواكبة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي. كما ستركز القمة علي محاربة الإرهاب, وصيانة الأمن القومي العربي, فيما ستعرض موريتانيا تجربتها في هذا الصدد علي البلدان العربية للاستفادة منها في تجفيف منابع التطرف, الذي يهدد الوجود العربي. من جانبه حذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من تنامي ظاهرة الإرهاب وتهديده لاستقرار الدول العربية, مؤكدا أن صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب تمثلان أهمية قصوي لحماية الدولة الوطنية من المخاطر التي تهددها, وللحفاظ علي مكتسبات وثروات ومقدرات الأمة العربية. ودعا أبو الغيط, في كلمته أمام افتتاح اجتماعات وزراء الخارجية العرب أمس, إلي تضافر الجهود لاجتثاث الإرهاب من جذوره, ودحر أفكاره وأيديولوجيته المدمرة. وطالب الأمين العام بضرورة تبني رؤية عربية شاملة تأخذ في الاعتبار جميع الأبعاد ذات الصلة بالسياسات الاقتصادية والثقافية والدينية علي أن تحتل قضايا الشباب وتطلعاته ومشاركته في الحياة العامة موقع الصدارة في هذه الرؤية. وشدد أبو الغيط علي أن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يتوقف علي حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمرجعيات المتفق عليها لعملية السلام وعلي رأسها مبادرة السلام العربية, مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية. كما دعا أبو الغيط إلي تحركات سريعة لإيجاد الحلول السياسية للأزمات في سوريا وليبيا والعراق واليمن بما يعيد الأمن والاستقرار لهذه الدول وفقا للقرارات التي اتخذها مجلس الجامعة والمرجعيات الدولية, محذرا من تهديداتها المباشرة للأمن الإقليمي العربي.