نعرف جميعنا خطر الشائعات علي المجتمع وللأسف الشديد أصبحت أكثر خطورة مع التطور التكنولوجي الهائل بعد انتشار السوشيال ميديا لأنها ساعدتها في الانتشار بشكل كبير فما إن تخرج الشائعة من شخص إلا وتنتشر بفضل الإنترنت بسرعة البرق حيث تنتقل من حساب لحساب وتصل للجميع في وقت صغير جدا وقد اجتمع علماء الدين علي خطورة هذه الشائعات التي قد يصل ضررها للأمة كلها وللناس أجمعين ولهذا شددوا في حذرهم منها والتعامل مع مروجها بشدة حتي لا يكرر فعلته حيث أكدوا أن الله حرم الكذب والشائعات ونشر الأخبار التي ينبغي سترها لأن فيها إيذاء للناس وهي تعمي عن الحق وضررها أشد من القتل. وأكد الشيخ محمد زكي أمين عام الفتوي بالأزهر أن الإسلام دائما وابدا ما يحارب الشائعات لأنها تعمل علي إضعاف الروح المعنوية للناس وتخويفهم وترويعهم وقال لابد وأن تواجه هذه الشائعات بقوة الإيمان ثم بالتوكل علي الله عز وجل وعدم تصديق أصحابها قال تعالي: وإذا جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ثم إن صاحب الشائعة فاسق وقال تعالي إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وفي بعض القراءات فتثبتوا كما أن شهر رمضان الكريم به ما ينهي عن ذلك لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه لأن تأثير الشائعة يكون سلبيا ويقتل الروح المعنوية للناس بقصد ترويعهم وتخويفهم ليتوقفوا عن مواصلة جهادهم وعلي جميع المسلمين الا يلتفتوا لمثل هذه الشائعات ولا يصغوا إليها ولا يخافوا لقوله تعالي: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ومن يتوكل علي الله فهو حسبه واشار زكي إلي عقوبة مروجي الشائعات فقال لن يدخل الجنة نمام ولا فتان لأن الفتنة أشد من القتل لقوله تعالي' اجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور' ان الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا فتهوي به في نار جهنم. ويري الشيخ عبد العزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث أن الشائعات تساعد بشكل كبير علي هدم المجتمعات وتفكك بنية أي أمة ومن هنا حرم الإسلام الانسياق خلفها قبل التأكد من مصدرها فقال تعالي' إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا وخاصة هذه الأيام التي تشهد صراعات كبيرة تجعل الشائعات أكثر انتشارا وأبلغ تأثيرا مما قبل, لقد دمرت الشائعات مجتمعات وهدمت أسرا وفرقت أحبة وأهدرت أموالا وضيعت أوقاتا وأحزنت قلوبا وأورثت حسرة واشعلت نار الفتن بين الأصفياء من أبناء الوطن الواحد ولهذا قال عنها الله عز وجل انها أشد من القتل, فالقتل يقع علي نفس واحدة بها حرمة مصونة بالتشريع أما الفتنة فتهدم بنيان الحرمة لمجتمع بأكمله, فالشائعات التي لم يسلم منها مجتمع من المجتمعات جاء الإسلام ليحرمها لقوله صلي الله عليه وسلم اياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافقوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تنابذوا وكونوا عباد الله إخوانا, لقد أمرنا الإسلام بحفظ اللسان وحذرنا من الغيبة والوقيعة بالأعراض والكذب والبهتان والنميمة, وكل هذه الأمور هي دعائم الشائعات لذلك قال الله تعالي إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ولهذا علينا بالتراحم والتعاطف والصفاء والمحبة والمودة والتعاون والقيم التي تتحطم أمام انتشار الشائعات. ومن جانبه حذر الدكتور عبدالمهدي عبدالقادر عالم في رواية الحديث من أثر الشائعات حيث قال حكمها شرعا إن كان مروجها يريد ويسعي لإيذاء المجتمع فلابد وأن يحكم عليه القاضي بعقوبة تردعه عما فعل بل وسلبه الوسيلة التي من خلالها أشاع أكاذيبه لقوله تعالي: إن الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون. فالإسلام يدعو ويحث الناس علي قول الصدق. وحذر عبد القادر من نوع آخر من الشائعات يراه أشد خطرا مما نعرفه وهو محاولة لهو الناس ببث ألوان من المسلسلات والفوازير في رمضان مؤكدا أن الغرض منها هو إلهاء الناس عن الدين والعبادات التي يجب أن يقوموا بها في رمضان فضلا عن التسبب في إيقاعهم في المعاصي وطالب وسائل الإعلام الجادة بمحاربة مثل هذا والقيام برسالتها كاملة خاصة ونحن نري تدهورا في أخلاق الناس وسلوكهم بما لا حول له ولا قوة, وأشار إلي أهمية استغلال شهر رمضان في تحسين الأخلاق وتهذيبها وقال استفيدوا من شهر كريم واتركوا فيه كل ما يغضب الله ومنها الشائعات التي تثير الفتن.