يكثر اللغط ويزداد اللجج ويحتدم الجدل حول زي المرأة المسلمة من حين لآخر والشريعة الغراء تهدف في كل مقاصدها إلي المصلحة العامة وحماية أفراد المجتمع من بعضهم البعض وإلزام المرأة بالحجاب يصب في مصلحتها بوجه خاص ومصلحة المجتمع بوجه عام. والمرأة بطبيعتها تميل إلي حب الزينة والحرص علي ارتداء الملابس التي تبدي جمالها وأناقتها وإظهار ما تتزين به من حلي, وحتي تكون المرأة المسلمة بعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال الإغراء لمن يقع نظره عليها من الرجال, شرع الإسلام زيا مخصصا لها يسترها ويحميها من الفتنة. يقولالشيخ علي أبوالحسن أمين عام مساعد مجمع البحوث سابقا ورئيس لجنة الفتوي سابقا إن الإسلام شرع للمرأة لباسا معينا يسترها حتي لا يقع ما يعطل مسيرة الإنسان في الحياة بسبب انشغال الرجال في المجتمع بما يظهر من جمالها ومفاتنها. والحق تبارك وتعالي يقول:' قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم إن الله خبير بما يصنعون'( النور الآية30), وبدأ المولي عز وجل بالمؤمنين الذكورلأن الرجل بطبيعته أشد انجذابا إلي المرأة بمجرد أن يقع بصره علي زينتها وزيها خاصة إذا كان غير محتشم ويظهر جمالها ومفاتنها, وبعدها جاءت الآية التي تليها:' وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن'( النور الآية31), وهنا جاء الأمر للمرأة بغض البصر بعد الرجل نظرا لأنها أقل تأثرا بما يرتدي من زي أو يتزين بزينة, والمرأة المسلمة جعلت لها ملابس خاصة تسترها وتحفظها من شروطها أنها لا تصف جسدها, ولا تشف عما تحتها, وألا يكون ثوبها زينة في ذاته, وألا يكون معطرا, وأن يكون فضفاضا غير ضيق, ويراعي ألا يشبه هذا الثوب ثوب الرجل, ويجب أن يغطي ما أمكن تغطيته من جسدها إلا ما كان للضرورة وهو الوجه لتري, والكفين لتقضي حاجتها بهما, والنبي صلي الله عليه وسلم حينما سأل عن لباس المرأة أو عن عورتها قال:' كل جسدها عورة إلا هذا وأشار الي الوجه وهذا واشار الي الكفين'. ويقول الشيخ عبد الجواد الرفاعيمن علماء الأزهرإن العلماء اختلفوا من خلال فهمهم للنصوص إلي فريقين, فالأول يري أن الحجاب هو تغطية كل البدن عدا الوجه والكفين فإنهما ليسا من العورة, أما الفريق الآخر فقد ذهب إلي أن جميع البدن بما فيه الوجه والكفين تجب تغطيته, ويقصدون النقاب, والجمهور أجمع علي الرأي الأول وهو المختار عند أكثر أهل العلم, قال تعالي:'وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن' النور: الآية31), و قوله تعالي:'يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما'( الأحزاب:59). واشترط العلماء في الزي الشرعي للمرأة المسلمة أن يكون ساترا لجميع البدن والزينة المحرم إبداؤها بحضرة الرجال,وأن يكون واسعا مريحا لحركة أعضاء البدن فلا يكون ضيقا يصف تقاطيع الجسم كالبنطلون ونحوه لضيقه ولما فيه من تشبه بالرجال و ألا يكون شفافا يظهر ما تحته من مفاتن الجسد. قال صلي الله عليه وسلم' صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا' أخرجه مسلم.,وقال صلي الله عليه وسلم' لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. ويستطرد الشيخ رفاعي قائلا: أيضا يشترط فيه أن يكون جميلا نظيفا غير مزركش ولا مزخرف يلفت أنظار الرجال لقوله صلي الله عليه وسلم:' من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة', وللإمام الالباني كتاب يرد به علي من تشددوا في وجوب النقاب وأما النقاب فعند جميع العلماء القائلين بعدم فرضيته فإنهم يرون إلا قليلا من المتأخرين انه دين ندين به إلي الله لانأمر به ولا ننهي عنه ولا يجوز النكران علي من الزمت نفسها به و لا وصفها بالمتشددة ونحوه, كما لا يجوز للمنتقبة أن تفرضه علي غيرها أو ترميها بالتفريط والضلال. أما من ظهروا في الآونة الأخيرة ينكرون الحجاب أو يرونه حرية شخصية حتي وان ورد الأمر به في القران والسنة فهؤلاء نسأل الله لهم الهداية والرشاد.