مما قيل في عبدالله بن عباس ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم: قال عمر رضي الله عنها إنه فتي الكهول له لسان مسئول, وقلب عقول من كان سائلا عن شيء من القرآن فليسأل ابن عباس وقالت سيدتنا أم سلمة رضي الله عنها: هو أعلم من بقي. وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أعلمنا ابن عباس, وعن النضر بن إسماعيل: نعم ترجمان القرآن ابن عباس, وعن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة ولا أجلد رأيا, ولا أثقب نظرا حين ينظر من ابن عباس وقالت السيدة عائشة رضي الله عنهت في الحج: هو أعلم من بقي بالمناسك. وقال أبي بن كعب: هذا حبر الأمة, أوتي عقلا وفهما, وقد دعا له رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يفقهه في الدين وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما حين بلغه موته: مات أعلم الناس, وأحلم الناس, ولقد أصيبت به أي بموته مصيبة لا ترتق. الشخصية العلمية لابن عباس رضي الله عنهما وصفه أحد خواصه عبيدالله بن عبدالله بن عتبة: كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: يعلم ما سبقه, وفقه فيما احتيج اليه من رأيه, وحلم, ونسب, وتأويل, وما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم منه, ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم منه ولا أفقه في رأي منه, ولا أعلم بشعر ولا عربية, ولا بتفسير القرآن ولا بحساب ولا بفريضة منه, ولا أثقب رأيا فيما احتيج إليه منه, ولقد كان يجلس يوما ولا يذكر فيه إلا الفقه, ويوما للتأويل, ويوما للمغازي, ويوما للشعر, ويوما من أيام العرب, ولا رأيت عالما قط جلس اليه إلا خضع له, وما رأيت سائلا قط سأله إلا وجد عنده علما أسد الغابة188/3, الطبقات لابن سعد122/2 كان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حريصا علي العلم يقول عن نفسه: كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار, فأسألهم عن مغازي رسول الله صلي الله عليه وسلم وما نزل من القرآن في ذلك, وكنت لا أتي أحدا منهم إلا سر بإتياني لقربي من رسول الله صلي الله عليه وسلم, فجعلت أسأل أبي بن كعب رضي الله عنه يوما: عما نزل من القرآن بالمدينة, فقال نزل بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة. وكان موسوعي العلم يقول عطاء: كان ناس يأتون ابن عباس للشعر, وناس للأنساب, وناس لأيام العرب ووقائعها.. ومجلسه يأتيه من يسأل عن القرآن وتأويله, من يسأل عن الحلال والحرام, ومن يسأل عن الفرائض, ومن يسأل عن العربية والشعر فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وذادهم. منهجه في الفتوي: كان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في فتاويه مستمسكا بالنص الشرعي: القرآن الكريم والسنة النبوية,ولا يتجاوز النص إلي التأويل والاجتهاد الفردي الشخصي, فإذا لم يجد بحث عن شيء لأبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم وإلا اجتهد برأيه وكان يدون العلم فتروي سلمي رضي الله عنها: رأيت عبدالله بن عباس رضي الله عنهما معه ألواح يكتب عليها عن أبي رافع شيئا من فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم. وكانت له صدارة الفتوي بالمدينة. ومرجعيته في تفسير القرآن الكريم لا تضارع,تحقق فيه دعاء سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم له: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ومن نماذج ذلك: سئل عن قول الله تعالي وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فقال: لم نعن بها, إنما عني بها أهل الكتاب ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله فهم يؤمنون ههنا وهم يشركون بالله. ختاما: كان يجل العلماء فقد وقف إجلالا لسيدنا زيد بن ثابت رضي الله عنه وأخذ بركاب دابته قائلا: وهكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فقبل زيد يده خلسة قائلا: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا( مات بالطائف اجتنابا لفتن وعن ابن سبعين سنة.