هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وأمه أم الفضل: لبابة بنت الحارث الهلالية أخت السيدة ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنهم جميعا. ويوضح الدكتور محروس حسين عبد الجواد أستاذ الحديث وعلوم القرآن بجامعة الأزهر أن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ولد ببني هاشم وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات ولما ولد حنكه الرسول صلي الله عليه وسلم ودعا له فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل والهمه رشده واستجاب الله تعالي دعوة نبيه فيه فكان معروفا بغزارة العلم والفقه حتي قصده المسلمون من كل مكان وشدت اليه الرحال من أجل الفتوي والرواية وظل يفتي الناس بعد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قرابة خمس وثلاثين سنة. لقبه رسول الله صلي الله عليه وسلم بترجمان القرآن وقال الناس في تفسيره لو سمعه أهل الروم لأسلموا وسئل يوما: بم نلت العلم ؟ فقال: بلسان سؤول وقلب عقول. روي عن علي وعمر وأبي بن كعب وروي عنه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك. بلغت احاديثه التي رواها الفا وستمائة وستين حديثا ذكر النسائي أن أصح الأسانيد إليه في الحديث: ما رواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتب عن ابن عباس وأضعفها ما يرويه: محمد بن مروان السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح وهذه تسمي سلسلة الكذب. كان بن عمر يقول: ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل علي محمد ولما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة رضي الله عنه مات اليوم حبر الأمة ولعل الله أن يجعل ابن عباس منه خلفا وكان سيدنا عمر يدعوه ويقربه ويقول: إني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح رأسك وتفل فيك وقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. وشهد ابن عباس رضي الله عنه حنينا والطائف وفتح مكة وحجة الوداع وغيرها وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين هجرية وصلي عليه ابن الحنفية.