محتاجين نتكلم مع المصريين ونقولهم علي سبيل المثال احتياجاتهم السنوية كام وتكلفتها المالية كام, دولة بحجم مصر وعدد سكانها, حجم الطاقة الذي تحتاجه منالبترول ومشتقاته قد ايه, وبيكلفنا كام' هذه بعض الكلمات التي ذكرها الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح بعض المشروعات الكبري بمحافظة دمياط يوم الأحد الماضي.. في الحقيقة إن سماعي لهذه الكلمات- كأستاذ متخصص في إدارة أعمال جعلني أمعن النظر في الوضع الاقتصادي في مصر فوجدت أن هناك العديد من الإنجازات التي حققها الاقتصاد المصري خاصة في العامين الماضيين في العديد من المجالات والتي يمكن أن نذكر أمثلة منها مثل انخفاض الدين الخارجي بمقدار2 مليار دولار, وزيادة تدفقات النقد الأجنبي المباشر ليصل إلي6.4 مليار دولار, وصول الاحتياطي من النقد الأجنبي إلي16.5 مليار دولار في فبراير2016, وتوقع مؤسسة بي أي أم التابعة لمؤسسة فيتش العالمية للتصنيف الإئتماني أن يكون معدل نمو الاقتصاد المصري4.6% في العام المالي2016/.2017 بعد مراجعتي لمثل تلك الإنجازات بدأ يثور في ذهني العديد من التساؤلات مثل لماذا يتم في معظم الأحيان الحديث في وسائل الإعلام عن الأمور السلبية فقط التي يعاني منها الاقتصاد؟..كيف يمكن للاقتصاد الاستفادة من تلك الانجازات الكبيرة التي تحققت في فترة قصيرة؟..والإجابة من وجهة نظري تكمن في ضرورة عدم التعامل مع تلك الإنجازات بالقطعة ولكن يجب أن تكون هناك رؤية واضحة للاستفادة منها تقوم علي تبني استراتيجية مناسبة لتسويق انجازات الاقتصاد. نعم نحن نحتاج إلي تسويق منتجنا ألا وهو' إنجازات الاقتصاد المصري'. بشيء أكثر دقة نحن نحتاج في ظل تداخل وتتابع الكثير من الإنجازات والمشروعات إلي معرفة كيفية توصيل' الإنجاز' المناسب إلي الفئة المناسبة في المكان المناسب والوقت المناسب. آخذين في الاعتبار عند تسويق' سلعتنا' مبدأ مهما في علم التسويق وهو أن' العملاء لا يشترون ما تقدمه لهم ولكن يشترون ما يمثل لهم قيمة'. إن تسويق إنجازات الاقتصاد المصري بشكل صحيح يحتاج إلي القيام بالعديد من الأنشطة منها: تجزئة الفئات التي نريد توصيل تلك الإنجازات لها إلي مجموعة من الشرائح السوقية حيث تكون كل شريحة ذات اهتمامات ورغبات واحتياجات وأولويات مشتركة..ومن ثم يتم تصميم وتنفيذ استراتيجية تسويقية مناسبة لكل شريحة. تحديد الرسالة' أو الإنجاز' الذي نريد أن نسوقه لكل فئة من الفئات أو الشرائح. فالإنجازات التي يجب تسويقها للمواطن البسيط تختلف عن تلك التي يجب تسويقها إلي المستثمر وعن تلك التي يجب تسويقها للمؤسسات الدولية. فالحديث للمواطن البسيط عن تحسن التصنيف الإئتماني للاقتصاد المصري, أو زيادة معدل النمو المتوقع للاقتصاد مثلا لن يكون ذا فائدة. القصد هنا يجب اختيار' لغة' الإنجاز المناسبة لكل فئة من الفئات المعنية بتلك الإنجازات..ودعني اذكر هنا القول المأثور' حدثوا الناس بما يعرفون'. تحديد الوسيلة المناسبة لتوصيل' الإنجاز' المناسب للفئة المناسبة. فاختلاف طبيعة الفئات المستهدفة تتطلب استخدام وسائل مختلفة للتسويق..فالوسيلة التي يجب الاعتماد عليها عند التعامل مع فئة الشباب تختلف عن تلك التي يمكن الاعتماد عليها عند تسويق الإنجازات للمستثمرين. وضع آلية للحصول علي التغذية المرتدة بالمعلومات..بعد ان يتم توصيل الإنجاز المناسب إلي الفئة المناسبة باستخدم الوسيلة المناسبة يجب أن يتم توفير معلومات عن مدي فاعلية عملية تسويق كل نوع من الإنجازات للتأكد من مدي تحقق الأهداف المرجو تحقيقها من تسويق تلك الإنجازات. وكيل كلية التجارة بجامعة عين شمس ا[email protected]