هي فعلا حالة من الحيرة أصابت نجوم السينما من المخرجين والمؤلفين.. ووضعتهم ثورة التحرير في لحظة مهمة جدا في تاريخ السينما المصرية.. هي لحظة الاختيار التي تحتم علي أهل السينما من المخرجين والمؤلفين أن يحددوا إلي أين يتجهون؟ هل إلي حيث تحملهم الثورة إلي نقطة الاختيار الصحيحة.. والتي تحقق للسينما ما ترجوه لتقديم أفلام عن هذه الثورة المذهلة؟ أم هل علي السينما أن تنتظر سنة أو أكثر حتي تختمر فكرة الثورة في خيال ووجدان المسئولين عن صناعة الأفلام وإبداعها من المؤلفين والمخرجين؟ أم تحملهم الثورة إلي التفاعل مع حرارة لحظة الأحداث ونبضها وحيويتها والتي يصعب الهروب منها ومن تسجيلها في أفلام سينمائية تحتوي علي الأحداث الحية الواقعة في زمن الثورة الذي يتلاحق بسرعة الفيمتوثانية, والذي يجب ألا تترك هذه الأحداث فترة زمنية للحاق بها والعيش في روعتها الحية.. وفرصة التفاعل الحي بين الأحداث والكاميرا والصورة التي تلتقطها لتسجل مشاهد الفيلم الصادقة.. والحية التي تحدث علي أرض الواقع.. فالثورة سبقت بأحداثها الخيال والإبداع بحيث أصبح لا يوجد وقت للضياع.. وأصبح من الصعب علي السينما أن تنتظر!! وتغيرت كثيرا أفكار المؤلفين والمخرجين واختاروا وكان اختيارهم هو عدم الانتظار.. وعلي السينما أن تعيش اللحظة التاريخية بكل جمالها وصدقها وحقيقتها المقنعة بأحداثها التي سيشاهدها الجمهور علي الشاشات السينمائية في مصر والعالم بذهول لقدرة السينما المصرية علي الإمساك بهذه اللحظات التي تمتليء بكل هذه الخيوط الدرامية.. وكل شخوص صناعها الذين يعيشون واقعا ولكل منهم خط درامي يعجز خيال المؤلفين عن تصوره وكتابته.. فالحقيقة التي سوف تسجلها السينما فعلا لأحداث هذه الثورة وشبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها.. سبقت كل خيال!! ومن المخرجين والمؤلفين الذين اختاروا لحظة الانطلاق دون أي تأخير أو انتظار هم شباب السينما المستقلة الذين قاموا بتصوير أفلام تسجيلية قصيرة.. وأفلام درامية طويلة أبطالها نجوم حقيقيون وأفلام الديجيتال.. فيها أفلام تم الانتهاء من تصويرها مثل فيلم أنا والأجندة للمخرجة نيفين شلبي.. وأبطاله من الشباب المشارك في الثورة يدلون بشهاداتهم.. وهناك مجموعة كبيرة قامت بتصوير اللحظات الساخنة للثورة استعدادا لتقديمها في مشاريع أفلام سيقدمونها منها كاملة أبوذكري وعمرو واكد وسعد هنداوي وأحمد رشوان ومجموعة كبيرة من الشباب الذين عايشوا الثورة ولحظاتها الساخنة وسجلوها علي شريط سينمائي تمهيدا لتقديمها في أفلام ستتم كتابتها. وهناك عدد من المخرجين الكبار ينتظرون المؤلفين الذين وعدوا بكل حماس تأليف سيناريوهات سينمائية للثورة منهم وحيد حامد ومحمد صفاء عامر وكثير من الشباب كتاب السيناريوهات طارق الأمير ويوسف معاطي. وقد غيرت الأحداث الساخنة وجهات نظر بعض المخرجين وأوصلتهم الأحداث الساخنة إلي اختيارها والبدء في تجهيز وتصوير أفلام الثورة من الآن, ومن أحداثها.. منهم المخرج خالد يوسف الذي كان مع الانتظار.. ولكنه بدأ في الإعداد لتصوير فيلم جديد تدور أحداثه عن الثورة ومن خلال أحداثها الحية, وقد انبعثت فكرته من أحداث الثورة. وطبعا يقوم مجدي أحمد علي في تصوير أحداث الفيلم الذي يدور حول دكتور القلب الشهير الذي حضر الأحداث وأقام مستشفي هو وأسرته في الميدان, واختار شبابا لكل منهم قصة رائعة ويشارك في بطولته مني هلال وأحمد زكي ونهي العمروسي وأحمد مجدي وأحمد عبدالعزيز والفيلم من تأليف المخرج. والمخرج خالد الحجر يستعد الآن لتصوير فيلم شوارع الجنة تدور أحداثه حول ستة من الشباب لكل منهم قصة, ومنها قصص لجان الشباب حراس الأمن في شوارع أسرهم.. وسوف يبدأ التصوير بعد انتهاء السيناريست أسامة الحبشي من كتابة السيناريو.. وهناك أعداد كبيرة من مشروعات الأفلام التي أعلن نجومها عن القيام بتصويرها الأيام المقبلة.. منها فيلم سيقوم بإنتاجه طارق علام وهو سيناريو حمدي يوسف, وتدور أحداثه حول اللجان الشعبية التي كان هو أحد أفرادها لحماية الأحياء من البلطجية واللصوص, وأكد كل من الممثلة جيهان فاضل وأحمد عيد أنهما يستعدان لتقديم فيلمين عن أحداث الثورة التي اشتركا فيها طوال الأيام الماضية, وأعلن المخرج سامح عبدالعزيز عن أنه يعكف مع السيناريست أحمد عبدالله علي تقديم فيلم عن الثورة اسمه حظر تجول ويرصد فيه حالة المجتمع في ميدان التحرير وفي البيوت التي واجهت تهديدات من البلطجية واللصوص, وقام سامح بتغيير نهاية فيلم صرخة نملة وأضاف10 دقائق بدلا من نهاية الفيلم الموجودة وأضافها إلي نهاية الفيلم وكلها من أحداث ميدان التحرير, ويقوم المخرج ناصر عبدالرحمن ببعض التعديلات التي فرضتها أحداث ثورة التحرير علي سيناريو فيلمه الجاهز الذي كان من المقرر أن يخرجه الراحل يوسف شاهين وسيقوم المخرج خالد يوسف بتصويره.. الفيلم اسمه الشارع لنا. وهناك عدد كبير من الذين اختاروا الانتظار وهم من المخرجين والمؤلفين والمنتجين حتي تختمر أحداث الثورة في أفكارهم ويقدمون علي تصويرها.. ومنهم من يعد من الآن سيناريوهات للأفلام المقبلة, وأول الذين سيصورون فيلما عن الثورة بعد تحويل قصة أجنحة الفراشة وهي مسرحية تأليف محمد سلماوي إلي سيناريو بعد شرائها وتقوم ببطولتها سميرة أحمد لمصلحة شركة إنتاج زوجها. ومع استمرار ثورة اللوتس.. وانتهاء لحظة الاختيار والاستقرار علي تصوير الأفلام المذهلة التي ينتظرها الجمهور.. ننتظر نحن والجمهور لنشاهد ثورة السينما المصرية وهل تذهل العالم بأفلام ثورتها!! س. ع