حكاية فاتن

عاشت منذ صغرها وسط أسرة فقيرة بمركز أطسا حاولت بقدر المستطاع توفير المال اللازم للإنفاق علي تعليمها بالرغم من متطلبات الحياة الأخري إلا أن فاتن لم تستطع إكمال تعليمها مثل أقرانها فتسربت من التعليم بعد إنهاء المرحلة الإعدادية وخرجت الي سوق العمل لمساعدة أسرتها علي تلبية متطلبات أشقائها الصغار التي تتزايد يوما بعد الآخر.
حلمت الفتاة كغيرها بابن الحلال الذي يطرق باب اسرتها طالبا يدها ينتشلها من حياة الفقر والحرمان اللتين اكتوت بنارهما وسارت غير قادرة علي التأقلم معها حتي وجدت ما تحلم به بعد ان تقدم لخطبتها احد شباب قريتها ووجدت أسرتها فيه الزوج المناسب ليرفع عن كاهلهم عبئا كبيرا وبالفعل تزوجت من سيد الذي وعدها بالحفاظ عليها وتلبية كل متطلباتها..
مرت الشهور تتبعها السنوات والحياة سعيدة بين الزوجين حتي بدأت أحوالهما المعيشية تسوء بعدما تنقل سيد بين أكثر من عمل وعدم قدرته علي الاستمرار في الأعمال والحرف التي يقوم بها في ظل رفضه تحكم أصحاب الأعمال فيه كما صور له عقله حتي أصبح بدون عمل وضاقت ظروفهما وتكالبت عليهما الديون بعد ان اقترض الزوجان بعض الأموال من أقاربهما وجيرانهما.
اضطر الزوجان الي النزوح من قريتهم بمركز إطسا بمحافظة الفيوم الي مركز الخانكة بمحافظة القليوبية بعد ان اقتنع سيد بفكرة احد بلدياته بالعمل في إحدي الورش باليومية وأنها السبيل لتلبية احتياجات اسرته خاصة بعد ان رزق بطفل وزادت عليه متطلبات الصغير إلا أنه بعد مرور فترة من الوقت بعمله الجديد تعرف علي بعض شباب المنطقة سيئي السمعة وأصبح يتردد عليهم بصفة مستمرة ينفق كل ما يدخره في جلساته معهم في تعاطي المواد المخدرة حتي أدمن تناول الاقراص المخدرة وتكررت جلساتهم.. اهمل سيد عمله وبدأ يتأخر كثيرا في الوصول الي الورشة التي يعمل بها حتي تم طرده وساءت ظروفه وأحواله المادية وبدأت المشاحنات والمشادات تنشب بين سيد وزوجته فاتن التي قامت بتحميله مسئولية الاوضاع التي المت بهما بسبب ادمانه المواد المخدرة.. اضطرت فاتن إلي الخدمة بالبيوت لتوفير المال للانفاق علي متطلبات صغيرها بعد أن فقدت الامل في زوجها واصبحت تتردد علي اصحاب الشقق بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة حتي استقر بها المقام في العمل لدي سيدة تقوم بخدمتها في تنظيف المنزل وشراء ما تحتاجه من الخارج واغدقت عليها السيدة بالأموال وكانت تعود يوميا بالمأكل والمشرب لزوجها وصغيرها مما تعطيه لها سيدتها..
وبعد مرور فترة كبيرة من العمل لدي السيدة لعب الشيطان برأسها الصغير وهيأ لها امكانية سرقة مخدومتها بعد ان رأت بعينيها مدي الثراء الفاحش التي تعيش فيه السيدة بصحبة زوجها المحاسب فاختمرت في ذهنها الفكرة ولجأت الي زوجها سيد المدمن الذي وافق علي فكرتها فورا وقام بالتخطيط معها علي تنفيذ مخططهما ونجحت بالفعل فاتن في سرقة مشغولات ذهبية غالية الثمن ومبالغ مالية كبيرة إلا أن الرياح تأتي بما لاتشتهيه السفن بعدما تمكن الرائدان ممدوح الشافعي وحاتم رضا معاونا مباحث التجمع الخامس من كشف غموض الواقعة وضبطها وزوجها بعد ورود بلاغ بالسرقة الي المقدم عمرو الوكيل رئيس المباحث.. كان اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء محمود خلاف يفيد بورود بلاغ الي المقدم عمرو الوكيل رئيس مباحث التجمع الخامس من حسام محمد56 سنة محاسب قانوني ومقيم شمال الشويفات باكتشافه سرقة مصوغات ذهبية عبارة عن سبيكة و8 سلاسل و حلق و إنسيال و محبس و دلاية و سلسلة ماس و3 جنيهات ذهب ومبلغ31 ريالا سعوديا و3000 دولار و2800 جنيه.. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان عبد العزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية وهشام عامر رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة باشره العميد سامح الحميلي مفتش المباحث ضم الرائدين ممدوح الشافعي وحاتم رضا معاوني مباحث قسم التجمع الخامس لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها.. تبين من التحريات ان وارء واقعة السرقة فاتن37 سنة ربة منزل ومقيمة الجبل الأصفر مركز الخانكة- قليوبية ومسقط رأسها أطسا- الفيوم والمحكوم عليها في القضية رقم8887 لسنة2014 م الأزبكية تسول والمقضي فيها بالحبس شهرا خادمة سابقة طرف المجني عليه وزوجها سيد محمد28 سنة عاطل ومقيم بذات العنوان..
عقب تقنين الاجراءات وبالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام وأمن القليوبية وبإعداد الاكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يترددان عليها وبالقرب من محل سكنهما أمكن ضبطهما وبمواجهتهما أعترفا بارتكاب الواقعة وقررت الأولي بانها نظرا لسابق عملها طرف المجني عليه وعلمها بثرائه خططت لارتكاب الواقعة بالاشتراك مع زوجها.. تم بإرشادهما ضبط جميع المسروقات بمسكنهما عدا3000 دولار أقرا بإنفاقها علي متطلباتهما الشخصية.
بعرض المضبوطات علي المجني عليه تعرف عليها واتهمهما بالسرقة تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة آمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.