ضاقت بحياة الشقاء والحرمان منذ نعومة أظافرها..فلم تستكمل تعليمها وسعت منال للبحث عن فرصة عمل لجلب المال اللازم لمساعدة اسرتها علي شراء ما يلزمها من احتياجات ومتطلبات الا انها عجزت عن تحقيق ذلك بعد ان عانت لعدم إلمامها بالقراءة والكتابة.. طال بحث الفتاة عن عمل للحصول علي المال لتحقيق حلم حياتها في الارتباط بابن الحلال الذي ينتشلها من حياتها البائسة تتمكن من خلاله من الاستقرار في عش الزوجية معتمدة عليه في الإنفاق عليها إلا أن احلامها ذهبت أدراج الرياح مما كان سببا في ترددها علي العديد من المحال بمنطقة سكنها بمساكن الزلزال للعمل كعاملة نظافة الا أنه لم يطل بها الحال بسبب المبالغ القليلة التي كانت تتحصل عليها من وراء عملها بالاضافة الي المجهود الكبير الذي كانت تبذله. بدأت منال تتردد علي اصحاب الشقق بالمنطقة لمساعدتهم في الأعباء المنزلية والتسوق واستطاعت خلال فترة وجيزة تدبير الأموال اللازمة لتجهيز نفسها منتظرة من يطرق باب أسرتها لطلب يدها بفارغ الصبر لتحقيق حلمها بالزواج وإنجاب الأطفال, وبالفعل كان لها ما ارادت بعد ان عثرت علي ضالتها في أحد شباب المنطقة الذي تقدم طالبا يدها من اسرتها. عاشت الخادمة فترة من الوقت تتنقل بين المنازل بمنطقة التجمع الخامس الي ان استقر بها الحال في العمل في خدمة زوجة مهندس ثري حيث كانت لاتبخل عليها وتعطيها شهرية كبيرة ومما يفيض لديها من طعام استمرت منال في العمل لفترة ليست بالقليلة لدي الاسرة الثرية كانت خلالها مبهورة بالانتيكات والتحف التي تمتلئ بها الغرف يشد انتباهها الثراء الفاحش الذي يعيش فيه المهندس وزوجته.. لعب الشيطان في رأس منال وسيطر علي كل حواسها بأن الطريق الوحيد لتخليص نفسها من الديون التي اثقلت كاهلها هي سرقة مخدومتها خاصة في ظل إلمامها بكل التفاصيل الخاصة بالمنزل ومعرفتها بالاماكن التي يحتفظ فيها الزوجان بأموالهما إلا إنها تخوفت في بدء الأمر من انكشاف فعلتها وان يشك فيها الزوجان وما يترتب عليه من فضيحة وسط الاهل والاقارب وبعد ان مرت ذكريات حياتها سريعا امام عينيها وخوفها علي أنجالها من المصير المجهول اختمرت الفكرة في ذهنها وبدأت تنفذ مخططها في سرقة مخدومتها وبالفعل استطاعت ارتكاب فعلتها اكثر من مرة والاستيلاء علي بعض المتعلقات الشخصية من الاسرة دون ان تساور الزوجين الشكوك فيها الي أن وقعت في شر اعمالها. كان اللواء هشام العراقي مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي اخطارا من نائبه اللواء محمود خلاف يفيد بورود بلاغ للمقدم عمرو الوكيل رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الخامس من محمد ياسر53 سنة مهندس باكتشافه سرقة مبلغ7700 دولار و30 الف جنية من داخل الفيلا سكنه ولا يتهم او يشتبه في احد. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان عبد العزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية وهشام عامر رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة باشره العميد سامح الحميلي مفتش مباحث الفرقة ضم الرائد ممدوح الشافعي معاون مباحث القسم لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبها. وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة منال محمد35 سنة ومقيمة بمساكن الزلزال دائرة قسم شرطة القطامية بعد تقنين الاجراءات وعقب استصدار اذن من النيابة وبإعداد الاكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي تتردد عليها وبالقرب من محل سكنها بمعرفة المقدم عمرو الوكيل رئيس المباحث تمكن الرائد ممدوح الشافعي معاون المباحث وبصحبته القوة المرافقة من ضبطها. وبمناقشتها اعترفت بارتكاب الواقعة وأضافت بأنها نظرا لمرورها بضائقة مالية وعملها كخادمة طرف المجني عليه وعلمها بثرائه واحتفاظه بمبالغ مالية بمسكنه قامت بمغافلته والاستيلاء علي المبالغ المالية علي فترات. وأضافت إنفاقها تلك المبالغ علي شراء9 غوايش و سلسلة بدلاية و هاتف محمول ضبطت بإرشادها وإنفاقها باقي المبلغ المالي علي متطلباتها الشخصية. تم تحرير محضر للمتهمة وبإخطار اللواء خالد عبدالعال مساعد اول الوزير لامن القاهرة أمر بإحالتها للنيابة التي قررت حبسها4 ايام علي ذمة التحقيق.