لم ينل هشام الشهير بلقب ويا حظه من التعليم بسبب تمرده منذ نعومة أظافره وهروبه الدائم من المدرسة في المرحلة الابتدائية واتجه للبحث عن حرفة يجيدها ولم يستقر في واحدة منها وعندما اشتد عوده بدأ يسهر خارج منزله ويجلس مع أصدقاء السوء يتعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها حتي أدمن الهيروين بشراهة بالحقن والشم. واضطر لدخول عالم الإجرام لإيجاد السيولة المادية للصرف علي مزاجه الشخصي وبدأ يمارس السرقة بالمغافلة والإكراه وهو تحت تأثير المخدرات همه الوحيد جمع المال ولا يعنيه أذي الآخرين الذين يسلبهم متعلقاتهم الشخصية حتي سقط في قبضة الأجهزة الأمنية مرات عديدة ودخل وخرج من السجن ورفض إعلان توبته بناء علي النصائح التي أسداها المقربين إليه بالكف عن اسلوب السرقة وكسب قوت يومه بالحلال. فكر اللص في تغيير نشاطه للاتجار في البودرة لكي يوفر الجرعات اللازمة له ويطرح الآخر لزبائنه ووجد ضالته في هذا المجال الآثم حيث اعتاد علي القيام برحلات مكوكية لمنطقة السحر والجمال الكائنة علي مقربة من مدينة العاشر من رمضان للحصول علي الكميات اللازمة من تجار الكيف الكبار تمهيدا لترويجها واستقطاع جزء منها لإدمانه الشخصي. وظل علي هذا الحال وذاع صيته بين المدمنين ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب استهدافهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري إلقاء القبض عليه متلبسا وبحوزته تذاكر البودرة أثناء تعامله مع زبائنه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة كيفية القضاء علي البؤر المتحركة والثابتة التي يروج من داخلها تجار الكيف الأصناف المختلفة من الهيروين والحشيش والأفيون والبانجو والبرشام. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدمين محمد سليمان مفتش المباحث الجنائية وأحمد الصغير رئيس مباحث ثالث ومعاونيه النقباء محمد سكر ومحمد المحمدي ومصطفي عاطف وعمرو رجائي وأحمد السيد ودلت تحرياتهم أن المدعو هشام الشهير بلقب ويا52 سنة- عاطل- سبق اتهامه في عشرات قضايا السرقة والمخدرات وخرج من السجن قبل عامين وبدلا من البحث عن مصدر مشروع للكسب منه والبعد عن الطريق الحرام وإذا به يعود من جديد لترويج الهيروين واتخذ من ميدان إبراهيم سلامة وكرا له لاستقبال عملائه الذين يتوافدون عليه وغالبيتهم من الشباب الذين لا يزيد عمرهم علي25 عاما يتوقفون بسياراتهم الملاكي ويمنحهم فورا التذاكر بعد اتصال هاتفي يتم قبل وصولهم للتعامل معه وهو إجراء احترازي يتبعه دائما في تجارته المحرمة. وأضافت التحريات أن ويا حقق ربحا ماديا لا بأس به خلال الأشهر الماضية وانتفخت جيوبه بالمال الذي يدخر جزءا منه ويصرف الباقي علي ملذاته الشخصية. وأشارت التحريات إلي أن الزبائن الذين يقصدونه بين الحين والآخر لديهم إدراك تام بجودة الصنف الذي يقومون بشرائه وعدم خلطه بأي مواد أخري مثلما يفعل بعض تجار المخدرات لزيادة هامش ربحهم لذا نال شهرة واسعة بين المدمنين وبعرض التحريات علي النيابة, تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في ميدان إبراهيم سلامة وقت ظهوره وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا إليه دون أن يدري ونصبوا حوله كردونا أمنيا وأمسكوا به وحاول الفرار مستغلا كثرة عبور السيارات إلا أنه فشل وتم تفتيشه وعثر بحوزته علي كميات من تذاكر الهيروين ومبلغ مالي وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بحيازته المضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي أحمد حجازي وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد النحاس مدير نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.