كسر بيرني ساندرز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قاعدة تاريخية في سياسة المرشحين الأمريكيين للرئاسة فانتقد إسرائيل وتحدث مباشرة عن محنة الفلسطينيين قبل الانتخابات التمهيدية في نيويورك. تحدث ساندرز بشكل مطول عن محنة الفلسطينيين في قطاع غزة حيث تبلغ نسبة البطالة40%, ونقل للناخبين الأمريكيين مشاهد البيوت التي تم تدميرها علي يد إسرائيل, ونظام الرعاية الصحية المتهالك والمدارس التي تم تدميرها في الحرب الاسرائيلية الاخيرة علي القطاع مما أشعل النقاش المحتدم مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بشأن إسرائيل ومصير الفلسطينيين. من جانبهم استغرب السكان اليهود في نيويورك من حديث ساندرز الصريح والمباشر بشأن معاناة الفلسطينيين وانتقاداته اللاذعة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل لم يحدث من قبل في الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية. وذكرت صحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) ان ساندرز كسر قاعدة دعم إسرائيل وهو أمر لم يحدث منذ عقود في الانتخابات الأمريكية. ونقلت الصحيفة عنكيماوية شاليف مراسل صحيفة( هأرتس) الاسرائيلية: لقد كانت لحظة استثنائية في السياسة الامريكية فمن النادر جدا لمرشحي الرئاسة التعبير عن تعاطفهم مع الفلسطينيين, ولم يكن هناك رؤساء أمريكيين أقرب لهذا الموقف مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عام1967 والرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما عام.2008 وبينما تحدث ساندرز عن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كشرط أساسي لتحقيق الأمن لإسرائيل, بدت هيلاري كلينتون علي النقيض من ذلك وفية لقواعد الرئاسة الأمريكية حيث رفضت التعامل مع القضية الفلسطينية بينما عبرت عن تعاطفها مع الإسرائيليين الذين وصفتهم بأنهم يعيشون تحت وطأة إرهاب حماس, كما دعمت بشكل صريح الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ووصفتها بأنها دفاع عن النفس. من جانبها تري حملة هيلاري كلينتون دعم ساندرز العلني لفلسطين بمثابة مكافأة انتخابية لهيلاري حيث ركزت حملتها علي الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل, ووصفت علاقة هيلاري بتل أبيب بأنها عبارة عن30 عاما من الصداقة والقيادة والقوة. ويلعب اليهود دورا حيويا في سياسة ولاية نيويورك فالمدينة تعد ثاني أكبر مكان لتجمع اليهود خارج تل أبيب, وذلك علي الرغم من تراجع عدد اليهود بها من2 مليون في الستينيات الي نحو1.2 مليون في الوقت الراهن. وذكرت الصحيفة أن هناك تحركات مزلزلة داخل المجتمع اليهودي من حيث علاقته بالشرق الأوسط خلال العقد الماضي وهو الأمر الناجم عن الصراع المطول بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأظهر استطلاع للرأي اجرته( جي ستريت) عام2014 أن الدعم اليهودي للحزب الديمقراطي أصبح صخرة صلبة وهو يمثل69% ولكن إسرائيل تأتي في المرتبة العاشرة علي قائمة14 قضية أساسية حفزت الناخبين الأمريكيين, ويأتي الاقتصاد والرعاية الصحية في مراتب متقدمة. وذكرت الصحيفة أن هناك أيضا تحول بالنسبة للجيل الجديد من يهود نيويورك, حيث انهم أكثر انفتاحا علي أزمة الشرق الأوسط, حيث يعتبرونه صراع ذو وجهين وانه ينبغي أن يعطوا للقضية الفلسطينية الاهتمام الواجب لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, ولذا فان ساندرز يلعب علي هذه الديمغرافية الجديدة, كما يتوجه بحديثه لليساريين في الحزب الديمقراطي الذين يؤيدون فلسطين.