عداء المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لحماس له جذور، حتى قبل أن تعتزم الوزيرة السابقة الترشح للرئاسة. ففي عام 2009 اعتبرت كلينتون أن الحوار بين الفصائل الفلسطينية لن يتمخض عن نتائج إلا إذا اعترفت حماس بالكيان الصهيوني وبالشروط التي حددتها الرباعية الدولية، الأمر الذي اعتبرته حماس تدخلًا سافرًا في الشأن الفلسطيني لا يمكن القبول به. الخلاف بين كلينتون وحماس في ذلك الحين عكس قناعات كلينتون تجاه حماس وما تريده المرشحة الأمريكية منها. وتأتي تصريحاتها الأخيرة ضد حركة حماس في هذا الإطار، إلا أن الجديد فيها هو محاولة استثمار قناعاتها ضد حماس؛ لكسب المزيد من النقاط عند اللوبي الصهيوني، خاصة في هذا التوقيت الحساس، وهو السباق الأمريكي على الرئاسة. وعلى الرغم من كون هيلاري كلينتون صاحبة الحظوظ الأوفر في الحصول على بطاقة الترشح للرئاسة من الحزب الديمقراطي، إلا أن منافسها في الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز أزعجها بمنافسته. ويبدو أن كلينتون تريد كسب المزيد من النقاط قبل انتخابات ولاية نيويورك المقبلة، حيث يشتد تنافس المرشحين على الأصوات الليبرالية واليهودية بشكل كبير في الانتخابات المقررة 19 إبريل؛ ما دفع كلينتون لتبني مواقف أكثر حدة وتطرفًا لمنافسها الديمقراطي فيما يخص الموقف من فلسطين عمومًا وحماس على وجه الخصوص، حيث قالت كلينتون إن للدولة اليهودية الحق في الدفاع عن نفسها من حركة حماس الحاكمة في غزة. وقالت كلينتون لبرنامج "حال الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" الأحد: "حماس تستفز إسرائيل. غالبًا ما يتظاهرون بأن لديهم أشخاصًا بثياب مدنية يتصرفون وكأنهم مدنيون، في حين أنهم مقاتلون لحماس". وبررت كلينتون الهجوم الصهيوني على غزة بالقول "عندما يتعرض جنودك للهجوم، عليك الرد. إنها مهمة مختلفة جدًّا لإسرائيل باستهداف أولئك الذين يستهدفونها. وأعتقد أن إسرائيل اضطرت للدفاع عن نفسها، ولديها الحق في الدفاع عن نفسها". جاء كلام كلينتون ردًّا على تصريحات لساندزر صباح الأحد، قال فيها إن إسرائيل ردت بقوة مفرطة خلال حملتها العسكرية ضد حماس في قطاع غزة في 2014. وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" قال ساندرز إن 10 آلاف مدني قُتلوا جراء استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في هجومها على أهداف في غزة خلال الصراع، أكبر بسبع مرات من الأرقام التي تحدثت عنها حركة حماس، وأعلى بكثير من التقديرات الإسرائيلية لعدد الضحايا. وقتها لاقت تصريحاته انتقادات من رابطة مكافحة التشهير ومن مسؤولين صهاينة كبار، من بينهم السفير الصهيوني السابق لدى الولاياتالمتحدة وعضو الكنيست الحالي عن حزب (كولانو) مايكل أورن. ساندرز، الذي تراجع خطوات إلى الوراء بإقراره خلال نهاية الأسبوع أن الرقم الذي صرح به لم يكن صحيحًا، قال بأنه مصمم على اتخاذ موقف أكثر توازنًا حول إسرائيل من سياسيين أمريكيين آخرين. ويبدو أن حال ساندرز الداعم للكيان الصهيوني لم يختلف كثيرًا عن نظيرته كلينتون، حيث قال في لقاء مع برنامج "حال الاتحاد" إنه يدعم الكيان الصهيوني، ولكنه أصر على أن الحملة العسكرية في غزة كانت مبالغًا فيها، وأضاف "بالطبع سندعم إسرائيل، ولكن لا يمكن تجاهل احتياجات الشعب الفلسطيني"، وتابع "لن ننجح بجلب السلام إلى هذه المنطقة ما لم نعامل الفلسطينيين أيضًا بكرامة واحترام". يُذكَر أن كلينتون، والتي احتفت بالكيان الصهيوني، وأعلنت أنها ستلتقي رئيس حكومتها اليميني المتطرف والمتشدد بنيامين نتنياهو، في الشهر الأول من دخولها إلى البيت الأبيض، نالت حتى الآن تأييد أكثر من نصف عدد المندوبين الضروري للفوز بترشيح الديمقراطيين، ويقل عنها ساندرز بواقع مائتين وخمسين صوتًا.