أجبرت المعارك العنيفة التي تشهدها محافظة حلب في شمال سوريا عشرات الآلاف علي النزوح من منازلهم, والقت بظلالها علي المفاوضات غير المباشرة الجارية في جنيف برعاية الاممالمتحدة. ويتزامن التصعيد العسكري وتأزم الوضع الانساني في حلب مع اليوم الثالث من جولة المفاوضات في جنيف حيث التقي موفد الاممالمتحدة الي سوريا ستافان دي ميستورا وفد الحكومة السورية والمعارضة. ومن جانبها أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية أمس انها لا تمانع مشاركة دبلوماسيين او تكنوقراط من النظام الحالي في هيئة الحكم الانتقالي الي جانب ممثلين عن المعارضة, وفق ما افاد متحدث باسمها. وقال سالم المسلط لوكالة فرانس برس في جنيف لا يمكن قبول مشاركة اطراف اقترفت جرائم بحق الشعب السوري في هيئة الحكم الانتقالي, لكن هناك الكثير من الموجودين لدي النظام او المستقلين في سوريا, هناك أضا الكثير من الدبلوماسيين والتكنوقراط. وتدور في محافظة حلب معارك علي جبهات عدة تصاعدت حدتها منذ بداية الاسبوع الحالي. وذكرت منظمة هيومان رايتس واتش ان المعارك الجارية قرب الحدود التركية بين تنظيم داعش والفصائل المقاتلة دفعت30 الف شخص الي النزوح من منازلهم ومخيماتهم خلال اليومين الماضيين. وبحسب المنظمة, أجبر زحف داعش في13 و14 ابريل ما لا يقل عن نصف سكان مخيمات اللاجئين شرق اعزاز قرب الحدود التركية البالغ عددهم60 الف نسمة علي الفرار. وتنتشر مخيمات النازحين علي مقربة من الحدود التركية, وهي مكتظة باكثر من51 الف مدني منذ هجوم قوات النظام السوري قبل الهدنة المعمول بها في سوريا منذ فبراير ضد مواقع للفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي. وغرد مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة علي حسابه علي تويتر ان الآلاف يفرون من المعارك في شمال غرب سوريا. وارفق التغريدة بخريطة تظهر حركة النازحين وخصوصا من المناطق التي تشهد معارك بالقرب من الحدود مع تركيا. ومن جانبها قالت منظمة اطباء بلا حدود أنها قلقة بشدة علي أمن الناس الذين اضطروا مجددا إلي الهروب من منازلهم, ومن عدم توفر الرعاية الطبية لهم ومن الظروف التي سيعيشون فيها. وأكدت ان ارتفاع حدة القتال تجبر مجددا عشرات الآلاف من الأشخاص علي الهروب بحثا عن الأمان باتجاه الحدود التركية. وبالإضافة الي المعارك قرب الحدود التركية مع الفصائل المقاتلة, يخوض تنظيم الدولة الاسلامية معارك ضد قوات النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي. علي جبهة اخري, تخوض قوات النظام السوري معارك ضد جبهة النصرة والفصائل المقاتلة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي, كما في مناطق واقعة شمال مدينة حلب. وتستكمل هذه القوات هجوما هدفه قطع طريق الكاستيلو, المنفذ الوحيد للاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة, وبالتالي محاصرة تلك الاحياء. وردا علي سؤال حول التطورات الميدانية في حلب وتأثيرها علي محادثات السلام الجارية, قال سالم المسلط, المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية, لوكالة فرانس برس في جنيف يدفع النظام بالقتال ويلجأ الي التصعيد الذي يسبق دائما كل جولة مفاوضات, لكن نريد ان تتخذ خطوات لوقف هذا الدمار وهذا القتل. وتابع هناك عشرات الآلاف علي الحدود التركية ممن تركوا المخيمات حتي وليس بيوتهم, بعدما هربوا من الموت والة القتل. ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل210 عناصر منذ الاحد الماضي علي جبهات حلب كافة, وهم82 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها و94 مقاتلا في جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها, فضلا عن34 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية. وتعد معارك حلب الحالية الاكثر عنفا منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الاعمال القتالية. وبرغم ان الاتفاق يستثني جبهة النصرة وتنظيم داعش, الا ان انخراط جبهة النصرة في تحالفات عدة مع فصائل مقاتلة ومشاركة الفصائل في المعارك, من شأنه ان يهدد الهدنة. وخلال مؤتمر صحفي في جنيف, اكدت فصائل معارضة ممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات ان الهدنة باتت مهددة نتيجة المعارك في حلب. وقال الرائد اياد شمسي من فصيل الجبهة الشمالية ان ما يحدث في حلب خرق كبير للهدنة. واضاف اذا استطاع النظام قطع طريق الكاستيلو سيصبح نحو مليون شخص تحت الحصار في مدينة حلب.