عاش مؤمن حياته منذ صغره في ظروف معيشية سيئة بإحدي المناطق العشوائية بضاحية السيدة زينب عاني خلالها الأمرين ذاق فيها كل معاني الهوان والذل بعد نشأته في اسرة فقيرة تجد قوت يومها بالكاد, لم تستطع الانفاق عليه لاكمال تعليمه, فاضطر إلي الاعتماد علي نفسه في البحث عن ذاته متنقلا بين الحرف ساعيا وراء المال للبعد عن نار الفقر والحرمان. حلم مؤمن( عامل رخام) بتحسين أوضاعه المادية والعيش ميسور الحال بعد ادخاره واقتراضه مبلغا لابأس به حاول استثماره في شراء سيارة ميكروباص تعوضه عن حياته البائسة خاصة بعد ان تعرف علي احد الميكانيكية بالمنطقةبعد6 شهور من انتقاله للإقامة بمساكن النهضة يدعي مسعد يكبره ب18 عاما وقربت بينهما العزومات وأصبح يتردد عليه كثيرا ويقيم معه بعض الليالي بشقته ويعمل علي سيارته النقل مقابل اجر يومي وصار بينهما عيش وملح. أخبر مؤمن صديقه مسعد الميكانيكي برغبته في أن يشاركه في شراء ميكروباص يدر عليهما المال اللازم للمعيشة وأنه بحوزته20 الف جنيه استطاع ادخارها من عمله ليل نهار. تمكن الصديقان من شراء الميكروباص بعد دفع مقدمه وبدأ في العمل عليه لدفع الأقساط المتبقية من ثمنه ومرت الايام والشهور والحال علي ماهو عليه لا يجني مؤمن من وراء شراء الميكروباص اي اموال شعر معها بأن حلم حياته ضاع هباء بدون جدوي في ظل الأقساط المتتالية المتراكمة علي السيارة. وفي إحدي الليالي السوداء كان الشيطان فيها ثالثهما جلس الصديقان يبحثان عن حل لأزماتهما المتكررة والخلافات المالية المستمرة بينهما حدثت مشادة كلامية بينهما تطورت إلي تبادلهما السباب واللعنات وانتهت بمشاجرة عنيفة لم يستطع خلالها الصديقان تمالك أعصابهما لتمتد يد مؤمن إلي سكينةمتواجدة علي ترابيزة المطبخ.. لمع سلاحها في عينيه في جزء من الثانية رأي فيه خلاصه من إحباطه وفشله وفقره ومساوئ أخري كسرت أحلامه.. شاهد مؤمن كفه ترتفع وتهبط وهو يسدد طعنات متتالية إلي صدر وبطن صديقه الذي لم يستطع صد الضربات ليسقط علي الارض غارقا في دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة. لم يصدق مؤمن ما اقترفته يداه في حق صديقه وأصابه الذهول والصدمة بعد أن رأي جسد صديقه ممددا علي الأرض تسيل منه الدماء وبعيون زائغة وأيد مرتعشة قام بحمل الجثة ووضعها اسفل سرير غرفته واسرع متسللا خوفا من أعين السكان والمارة وتوجه إلي السايس طالبا تسليمه الميكروباص, إلا أنه رفض متعللا بعدم تواجد مالك السيارة. مرت4 ايام علي جريمته الشنعاء تعفنت خلالها الجثة وبدأت تنتشر رائحتها في الأجواء فعاد القاتل إلي مكان جريمته وقام بلف الجثة داخل ملاية ووضعها في سجادة وجرها من الشقة إلي أسفل البلوك السكني لإلقائها بإحدي المباني المهجورة إلا أن أحد أهالي المنطقة شاهده فارتاب في أمره وقام بإبلاغ المقدم أيمن الطنطاوي رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان والذي تمكن وبصحبته القوة المرافقة من ضبطه متلبسا بجريمته. كان اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من العميد أحمد محمد الألفي رئيس مباحث قطاع الشرق يفيد ورود بلاغ للمقدم أيمن طنطاوي رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان بتمكن الاهالي من ضبط شخص أثناء قيامه بإلقاء سجادة بداخلها جثة بمدخل محل مهجور كائن ب بلوك رقم20. انتقل ضباط وحدة مباحث القسم برئاسة العقيد بهاء الشافعي مفتش مباحث فرقة السلام وبالفحص عثر علي جثة مسعد سعيد38 سنة ميكانيكي ومقيم بمنطقة بولاق أبو العلا وله عنوان آخر بدائرة القسم ملفوف ب ملاية داخل سجادة ومربوطة بسلك كهربائي وبه إصابات طعنية بالبطن والصدر والجثة في حالة تعفن رمي. بمناقشه المتهم مؤمن محمد20 سنة عامل ومقيم بمنطقة السيدة زينب أمام العقيد بهاء الشا فعي مفتش المباحث اعترف بارتكاب الواقعة بسبب خلافات مالية بينه وبين المجني عليه وأقر بتوجهه لمسكن المجني عليه لمطالبته بمبلغ مالي20 ألف جنيه كان قد سلمها له نظير مشاركته في شراء سيارة إلا أن المجني عليه ماطله في رد المبلغ فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلي مشاجرة قام علي إثرها المتهم بإحضار سلاح ابيض سكين من داخل المطبخ وتعدي عليه بعدة طعنات. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول الوزير لأمن القاهرة امر باحالته للنيابة التي تولت التحقيق حيث أمر المستشار محمد الجرف مدير نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية بحبس المتهم4 أيام علي ذمة التحقيق.