يبدو أن المرشح الجمهوري لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب سيضيف إلي قائمته السوداء التي تشمل المسلمين والمكسيكيين الأمريكيين الذين توعدهم بإجراءات مشددة حال وصوله إلي البيت الأبيضوهم أشخاص آخرون, وهم الأمريكيون من أصول صينية وتايوانية, وذلك بسبب الكشف أخيرا عن جاسوس أمريكي من أصول تايوانية يعمل قائدا كبيرا بالبحرية الأمريكية. فقد أعلن مسئول أمريكي أن ضابطا كبيرا في البحرية, يواجه اتهامات بالتجسس وتسريب أسرار عسكرية حساسة إلي الصين أو تايوان علي الأرجح. ورغم أن صحيفة الاتهام أخفت اسم المشتبه به, ورغم رفض البحرية الأمريكية تقديم أي معلومات عن شخصيته, إلا أن صحف ومواقع إلكترونية إخبارية أمريكية تداولت القضية ذكرت علي لسان المسئول الأمريكي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته قوله إن المشتبه به هو الليفتانت كوماندور إدوارد سي لين, الأمريكي من أصول تايوانية, طبقا لما ورد في مقال كتب عنه في نشرة البحرية عام.2008 المشتبه به وفقا لصحيفة الاتهام كان يعمل في مقر مجموعة البحرية للدوريات والاستطلاع, التي تشرف علي جمع المعلومات الاسخباراتية في الخارج, وجهت له السلطات تهمة تسريب معلومات أمنية حساسة في واقعتين, ومحاولة القيام بذلك ثلاث مرات مع ممثل حكومة أجنبية بقصد أو للاعتقاد بأنها ستستخدم لصالح دولة أجنبية. ولم تذكر صحيفة الاتهام اسم الدولة الأجنبية المتورطة, إلا أن المسئول أكد أن الصينوتايوان هما الدولتان المرجحتان, مشيرا إلي أن التحقيقات لا تزال جارية. يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه للمشتبه به اتهامات تتعلق بالانخراط في الدعارة والزنا. يذكر أن إدوارد لين رهن الحجز الاحتياطي منذ ثمانية أشهر. وذكر موقعUSNI الإخباري المتخصص في نشر أخبار وتحليلات البحرية الأمريكية أن لين يجيد التحدث بلغة الماندرين بطلاقة وهي اللغة الرسمية لجمهورية الصين الشعبية زس ز س الأصلي مع عائلته عندما كان في الرابعة عشر من عمره, وتنقل بين عدد من الدول قبل وصوله مهاجرا إلي أمريكا, وأنه كان يردد دائما أنه طالما حلم بالهجرة إلي الولاياتالمتحدة التي يصفها ب أرض الميعاد, وأنه نشأ علي اعتقاد يفيد بأن كل الطرق في أمريكا تؤدي إلي ديزني لاند. من جانبها رفضت كل من وزارة الخارجية الصينية ووزارة الدفاع التايوانية التعليق علي الخبر, حيث نفت الأولي معرفتها بأية معلومات عن القضية, وكذلك فعلت الأخيرة. ورغم ضبط إدوارد لين واحتجازه رهن التحقيق قبل ثمانية أشهر إلا أن قضيته لم يكشف عنها للرأي العام إلا بعد جلسة استماع عقدت لأخذ أقواله قبل مثوله للمحاكمة يوم الجمعة الماضي والتي سيتحدد عليها ما اذا كان سيواجه محاكمة عسكرية من عدمه. ووفقا للمسئول الأمريكي فإن المؤشرات الأولية تؤكد تجسس لين لصالح الصين أو تايوان, فيما تواصل دائرة التحقيقات الجنائية البحرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاتهما في القضية. تجدر الإشارة إلي أن آخر وظيفة شغلها لين كانت قائدا لدوريات الاستطلاع البحرية في نورفولك المكلفة بتوفير المعلومات اللازمة لحرب الغواصات والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع باستخدام طائرات من طرازP-8A بوسيدون, وطائرة أوريونP-3 وMQ-4 طائرات من دون طيار, حتي تم اعتقاله في مطار قيادة منطقة المحيط الهادي, وهو الآن محتجز في إحدي القواعد البحرية في تشيسابيك بولاية فيرجينيا. ووفقا للائحة الاتهام, فإن لين متهم بارتكاب سبعة جرائم من بينها التجسس ومحاولات التجسس, وانتهاك القانون بنقل مواد مصنفة علي أنها سرية, وتسريب معلومات متعلقة بالدفاع لشخص لا يحق له الحصول عليها, ورعايته لعاهرة, إضافة لتهمة الزنا!, والتوقيع علي طلب إجازة مع عنوان مزور, بدلا من الوجهة الخارجية الفعلية التي توجه لها, ومحاولة معرفة معلومات سرية تتعلق بالدفاع الوطني لتسريبها إلي حكومة أجنبية. من جانبه أكد المتحدث باسم البحرية الأمريكية اللفيتنانت كوماندور تيم هوكينزأنه لا يمكنه تقديم معلومات إضافية عن القضية في هذا الوقت نظرا لأن التحقيقات مازالت جارية وذلك ردا علي سؤال عن مزيد من التفاصيل. القضية التي لم يكشف النقاب عنها إلا أمس الأول فقط تصدرت عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية الأمريكية وشبكات التليفزيون الإخبارية نظرا لما أحدثته من صدمة في أوساط الأمريكيين والمهتمين بالشئون العسكرية والأمنية, وأثارت جدلا واسعا بشأن سبل تأمين الأسرار العسكرية, بعد سنوات من هدوء نسبي أعقب انتهاء الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة وعدوها التقليدي الاتحاد السوفييتي السابق والتي شهدت فصولا ساخنة في حرب الجواسيس بين القطبين الأعظم.