علي طريقة الفنان العظيم نجيب الريحاني في فيلم أبوحلموس الذي شرح لناظر الوقف كيف يستطيع كتابة قيمة الخروف ودهان الغرفة البحرية بمبلغين فلكيين فقسم له المبلغ إلي كحت البياض القديم وتقطيب الثقوب وترميم الثقوب ودهان كل وجه علي حدة وبالنسبة للخروف فقد اقترح حبلا ومخلة وجردل وقص شعر وطبيبا بيطريا بنفس هذه الطريقة حددت شركة المجاهد للمقاولات العامة بنود العمل وقبضت بالفعل مستخلصاتها من جهة الاسناد وهي المجلس الأعلي للآثار في عملية ترميم منزل أثري بمنطقة خان الخليلي في قلب القاهرة يسمي منزل عبدالواحد الفاسي في واقعة هي الاغرب والأكثر دلالة علي مال الآثار السائب في مجال الترميم, ففي المستخلص الجاري التثميني رقم8 نجد المقاول يحدد سعر تكسير المرحاض القديم علي هذا النحو فك مرحاض بلدي بكامل مشتملاته500 جنيه ولايتركنا المقاول لنتصور ان المشتملات هذه هي صندوق الطرد أو مواسير الصرف لهذا المرحاض البلدي وإنما يجعلنا نضرب اخماسا في اسداس بحثا عن هذه المشتملات الخفية لانه يحدد في نفس المستخلص سعر فك صندوق طرد بكامل مشتملاته أيضا ب200 جنيه! وكل من المراحيض وصناديق الطرد يبلغ عدده16 أي أن فك هذه الوحدات تكلف11 ألفا ومائتي جنيه أما فك مواسير التغذية التي يفترض انها أيضا من المشتملات فقد تكلف فك المتر الطولي منها200 جنيه ويوضح الكشف ان المنفذ250 مترا والمتبقي115 وثمن المنفذ50 ألف جنيه, ثم فك مواسير صرف صحي300 جنيه للمتر الطولي أيضا وثمن المنفذ16 ألفا وخمسمائة جنيه وبالطبع فهذه المبالغ تعتبر كدعابة داخل هذا المستند الذي يفضل فيه أيضا فك الابواب عن فك الحلوق فالحلق الواحد يتكلف فكه2000 جنيه لعدد47 حلقا تكلف فكها94 ألف جنيه, بينما تم فك الباب نفسه بمبلغ2000 جنيه وبلغ سعر فك الابواب375 ألف جنيه لعدد187 ونصف باب!! وهكذا فإن قيمة المستخلص رقم8 تصل إلي45 مليون وسبعمائة و28 ألف وخمسمائة جنيه قبل الاضافي الذي اضاف إلي هذا الرقم مايزيد علي مليون جنيه, وبالطبع لايدهشنا ان تكون قيمة تدبيس المتر المربع من شروخ في الحائط بقطع استينليستيل علي شكل حرف يو لايمكن ان يزيد عددها في المتر الواحد علي3 قطع6 آلاف جنيه وهو البند الذي انفق فيه مائة و14 مليون جنيه وتم وضع هذه التدبيسات المفترض أن ترمم بها الحوائط الأصيلة القديمة فقط وبدلا من ذلك وضعت أيضا بطريقة عشوائية في حوائط تم بناؤها حديثا بطوب أحمر, وهكذا فإن المستخلصات جميعها تثبت خللا واضحا لايسري علي هذه العملية وحدها حيث قامت نفس الشركة المحظوظة بترميم مساجد رشيد برشيد بنفس المنهج الرشيد ولعل النموذج الصارخ الذي يدعو لطلب التحقيق الفوري مع هذه الشركة ومع من اسندت لها العمليتان هو هذا البند الذي يحدد فك وازالة جميع التجهيزات الصحية بمليون جنيه ويحدد البند أن هذا المبلغ مقطوعية وهو ما يعني بلغة المقاولات انه لازالة كل التجهيزات في كل المساجد ثم اذا به يضرب المبلغ في5 ليصبح خمسة ملايين جنيه أما فك وازالة وحدات الإضاءة وجميع الشبكات مقطوعية أيضا فقد جعلها بمليون وضربها في6 فاصبحت6 ملايين وحتي تكون الصورة واضحة للقاريء فإن هذه الأسعار فائقة الارتفاع, حيث يقدم مركز هندسة الآثار والبيئة بجامعة القاهرة لكل عملية ترميم مبالغ استرشادية كان لاينبغي ان يتجاوزها سعر المقاول وهي129 ألفا و335 جنيها بالمقطوعية لفك وازالة وحدات الإضاءة المذكورة وتشوينها في صناديق خشبية وتسليمها إلي مخازن المجلس الأعلي للآثار ونفس المبلغ بالضبط لفك وازالة التركيبات الصحية بنفس الشروط السابقة في المذكورة في وحدات الإضاءة.