رحلتي الفنية مع أمي الحبيبة أمينة رزق أم الفن بكل عناصره أبدا لن أنساها وكل عام وأقدم بكل الحب الحقيقي لأمي الحبيبة أول لقاء معها في مسلسل اسمه أمي الحبيبة وكنت أنا ابنها وهي أمي وكان هذا اللقاء هو أول رحلتي معها طوال مشوارها الفني منذ لقائي معها حتي رحيلها, وكانت رحلتي معها رحلة عمر مشواري الفني الذي لا يمكن نسيانه معها حتي رحيلها, ومع كل عام كنت ومازلت أقدم لها في عيد الأم حكايتي السينمائية والفنية التي لا تنسي أبدا. وكان اللقاء التاريخي الذي عشت فيه معها لأول مرة في مشواري السينمائي في مسلسل أمي الحبيبة وكنا نصوره في دبي أيام السفر إلي دبي والأردن والمغرب وسوريا والعراق والكويت ولبنان واليونان وفرنسا وكثيرا من دول العالم الأوروبي والعربي نصور فيها أفلاما ومسلسلات بنجوم ونجمات السينما المصرية والتليفزيونية, وكنا نعيش في قلوب العالم العربي الذي يعيش معنا ويلتقي بنا بالورد بحب ووفاء!!. كنت أجلس في فترات الراحة ونحن نصور أحداث أمي الحبيبة وتحدثني بصراحة عن قصة حياتها بعد أن نشأت بيننا صداقة صادقة وتحكي أسرار بدايتها منذ ميلادها في مدينة طنطا يوم15 أبريل عام1910 وجلست معي وغنت لي بعض الأغاني القديمة بصوت جميل, وكيف حضرت إلي القاهرة بعد موت والدها واشتراكها مع إحدي قريباتها في أغاني كورس الجماعية عند مسرح علي الكسار ثم إصرارها علي التمثيل مع يوسف بك, وهبي رائد المسرح والسينما وكيف دخلت مسرح رمسيس مسرح يوسف وهبي وكأنها ابنة أحد العاملين في المسرح حتي التقت مع يوسف بك وفي أول لقاء معه طلبت منه أن يجعلها تمثل في فرقته, وكانت جرأتها وصوتها وطريقة كلامها هما سر اكتشاف يوسف بك لموهبتها, وبدأت معه المشوار الطويل في مسرحه ومسرحياته, وأظهرت قدراتها بشكل مذهل ورشحها يوسف بك لبطولة أول الأفلام الناطقة عام1932 وهو فيلمأولاد الذواتوبدأت علاقتها بيوسف بك بحب صادق بينهما كحب التلميذة لأستاذها. واستمر مشوارها الفني السينمائي الرائع والتليفزيوني وقدمت مع المخرج صلاح أبو سيف بطولة فيلم بداية ونهاية مع فريد شوقي وسناء جميل وعمر الشريف. ولم تكن ترفض القيام بتمثيل مشهد واحد وتقدمه بإبداعها الذاتي. ومنها فيلم أريد حلا مشهد في المحكمة, وهو الذي أبكي بطلة الفيلم فاتن حمامة, والمشهد العبقري الذي قدمته في فيلم ناصر56 وأمامها الراحل أحمد زكي في شخصية الزعيم جمال عبد الناصر, وهي تقدم له جلباب أحد أقاربها الذي مات مع زملائه أيضا, وهم يحفرون قناة السويس والتي راح أكثر من مائة ألف فرد من الفلاحين الذين حفروا قناة السويس التي أسسها الزعيم جمال عبد الناصر الذي قام بتقديم شخصيته أحمد زكي. وكان مشهدا خطيرا في أدائه ومعناه الكبير وإبداع لم ينته من النجمة الراحلة أمي الحبيبة التي ظلت تعمل في الفن السينمائي, وهي مريضة وتذهب إلي استوديو التصوير, وهي تركب عجلة المرضي, وفجأة تقف بقوة تحصل عليها بالإيمان والإبداع وتذهل جميع المشاركين في المشهد. وأنا وغيري لن ننسي أمنا الحبيبة أمينة رزق التي رحلت عام2003 عن93 عاما. وإلي لقاء يا أمي الحبيبة!!.