أبدا لن أنساها... أبدا لن أنسي أيام التقيت بها في مسلسل كنا نصوره في دبي.. أيام حركة السفر إلي الأردن وسوريا.. والعراق.. والمغرب... وتونس.. ولبنان.. نصور فيها أفلاما.. ومسلسلات كثيرة.. وكانت السينما المصرية... ونجومها والمسلسلات التليفزيونية.. بنجومها ونجوم السينما في كل قلوب العالم العربي الذي كان يعيش معنا بحب صادق خالص الوفاء.. أبدا لن أنساها.. وأنا أقدم معها مسلسل أمي الحبيبة وكانت هي تقوم بدور أمي... وأنا ابنها المتزوج من زوجة تحاول كل أحداث المسلسل أن تبعدني عن أمي الحبيبة... وكان لقائي بها هو رحلة عمر لا أنساها مع النجمة التي وهبت حياتها للفن... وظلت تعيش للفن.. طوال رحلتها الفنية التي وصلت إلي أكثر من70 عاما ولم تبعد عن حب حياتها الفن.. حتي آخر لحظات حياتها.. وهي علي كرسي متحرك.. ويتم توصيلها إلي مكان تصوير مشاهدها في أواخر أعمالها.. والغريب أنها لحظة بداية دوران الكاميرات كانت تنطلق بنشاط المعجزة الإلهية.. لتمثل بكل الإبداع واليقظة.. وتبهر كل من في الاستوديو من أدائها ونشاطها وكانت تقول إن الفن في داخلي هو وقود طاقتي الذي لايهدأ إلا بعد رحيلي... أمي الحبيبة.. النجمة الاسطورية أمينة رزق.. كنت أجلس معها في فترات الراحة وتحدثني بصراحة عن قصة حياتها... وأسرار بدايتها... منذ ميلادها في مدينة طنطا يوم15 إبريل عام1910 حتي جلستها معي... وغنت لي بعض الأغاني القديمة... بصوت جميل.. وكيف اشتركت بعد موت والدها.. وحضرت إلي القاهرة... واشتراكها مع خالتها في أغاني كورس عند مسرح علي الكسار... ثم إصرارها لتمثل مع يوسف بك وهبي.. رائد المسرح والسينما.. وكيف دخلت مسرح رمسيس وداومت علي دخولها المسرح.. وكأنها ابنة أحد العاملين فيه... حتي التقت بيوسف وهبي قائد الفن المبدع... وفي أول لقاء معه.. طلبت منه أن يجعلها تمثل في فرقته.. وكانت جرأتها.. وصوتها وطريقة كلامها... سر اكتشاف يوسف وهبي لموهبتها.. وبدأت معه المشوار الطويل في مسرحياته... ورشحها يوسف وهبي لأول الأفلام المصرية الناطقة عام1932 فيلم أولاد الذوات واعترفت لي بأنها أحبت يوسف وهبي حب التلميذة لأستاذها.. والصديق... لصديقته.. وبينهما كل الاحترام للفن الذي ربط بينهما.. وعلاقة راقية بحبهما للفن.. ومشوار حياتهما الفنية. وبعد أن انتهينا من أمتع رحلة لي.. وصداقتي الراقية بأمي الحبيبة... ولا أنسي أثناء عرض المسلسل.. وكنت أقوم فيه بتفضيل زوجتي علي أمي... في حلقات عديدة... وبعد اكتشافي لألاعيب زوجتي لتبعدني عن أمي.. تركت زوجتي بقسوة.. وعدت إلي أمي الحبيبة ولا أنسي.. الزغاريد التي أطلقتها النساء في كل أحياء مصر ترحيبا بعودتي لأمي الحبيبة وحدثتني في التليفون الأرضي تبارك لي نجاح مسلسلنا.. ونجاحي أنا.. وإن كان نجاحي هي السبب فيه لأني فعلا شعرت أنني مع أمي الحبيبة. وتابعت مشوارها السينمائي الرائع في أفلامها.. ومسلسلاتها.. ومنها بداية ونهاية لصلاح أبوسيف... ولم ترفض أن تقدم أدوار مشاهدها قليلة.. وكل فيلم تقدم فيه مشهدا واحدا تترك أثرا كبطولة أستاذة كبيرة في عالم السينما.. مشهد في فيلم أريد حلا... ومشهد في فيلم ناصر56.. وهي تسلم أحمد زكي.. جلباب أحد أقاربها.. الذي مات في حفر القناة.. بعد تأميم ناصر لقناة السويس... وعشت معها رحلتها الرائعة ولم أنس ذكري ميلادها الذي كان يوم15 ابريل عام1910 ورحلت24 أغسطس2003.. وداعا ياأمي الحبيبة. رابط دائم :