قال السينارست سيد فؤاد إن حل أزمة صناعة السينما في القارة السمراء يحتاج إلي إرادة سياسية تدعم الصناعة في الدول الإفريقية, مؤكدا ضرورة الاهتمام بالسينما لأنها هي التي يمكنها الوقوف في مواجهة الإرهاب والتطرف وكل أشكال العنف. وأضاف خلال حفل ختام الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مساء أمس لا أعتقد أن السينما تخيف أحدا إلا الضعفاء, وأتمني أن يقف رؤساء وحكام القارة الإفريقية إلي جانب صناعة السينما. وقال محمد بدر محافظ الأقصر إن نجاح هذه الدورة من المهرجان يرجع إلي وجود المزيد من الدول الإفريقية والضيوف المحبين للسينما الإفريقية وخاصة ساحل العاج وفرقتها المتميزة التي أبدعت بعزفها في حفلات المهرجان موجها الشكر لكل من حضر وشارك في المهرجان. وأضاف أن صناعة السينما هي من السياسات الناعمة التي تثري الثقافة وتساهم في التنوع والتبادل بين الدول, مشيرا إلي أن السينما في العالم الآن أصبحت تجارية وتمول من كبار رجال الأعمال, مؤكدا أنه علي استعداد لتقديم المساعدة والتسهيلات لأي عمل فني يتم تصويره في المحافظة, وأن كل الوزارات وخاصة السياحة والآثار علي استعداد لتقديم التسهيلات والتعاون مع الأعمال الفنية التي تبرز تاريخنا وأصالة الفن المصري. وقالت المخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان إن هذه الدورة شهدت اجتماع مديري المهرجانات الإفريقية ووصل عددهم إلي17 ممثلا لمهرجانات إفريقية مختلفة وتقرر تأسيس هيئة لدعم صناعة السينما الإفريقية. كما تحدث المخرج هايلي جريما الأب الروحي للمهرجان خلال حفل الختام عن تجربته مع ورشة الطلبة لإنتاج الأفلام القصيرة, مشيرا إلي أنه يحب التدريس للشباب لأنه يتلقي منهم بالإلهام السينمائي وهذه الورشة بالتحديد أكدت له أن شباب القارة الإفريقية ليسوا مجرد وعاء خال تملأه الدول الغربية بما تريد فكل منهم يحمل مخزون حضارته وقادر علي تطويره وتطويعه سينمائيا. وأخرج حفلي الافتتاح والختام أيضا المخرج تامر كرم والتجهيزات الفنية والإضاءة أبو بكر الشريف, وشهد حفل الختام فقرة فنية لفرقة ساحل العاج للطبول الإفريقية صاحبها رقص إفريقي لمدة نصف ساعة أمتع جمهور المهرجان. علي جانب آخر حصل الفيلم النيجيري مني للمخرج أنطوني أبوش علي جائزة النيل الكبري لأحسن فيلم روائي طويل في الدورة الخامسة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية, بينما حصل فيلم بلا ندم للمخرج ماك ترابي من ساحل العاج علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأحسن فيلم روائي طويل. وحاز فيلم دولة حرة من جنوب إفريقيا علي جائزة أحسن إبداع فني في فيلم روائي طويل للمخرج سالاس دي ياخار ومدير التصوير توم ماريس, كما حصل فيلمان علي تنويه خاصة من لجنة التحكيم وهما هواجس الممثل المنفرد بنفسه للمخرج حميد بن عمار من الجزائر وفيلم جوع كلبك للمخرج هشام العسري من المغرب. وطالبت لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها الفنانة درة وخالد الحجر والمخرج منصور صورا إدارة المهرجان بتخصيص جوائز في الدورات المقبلة لأفضل ممثل وأفضل ممثلة نظرا لتميز الجانب التمثيلي في أفلام المهرجان. وأعلن المخرج مجدي أحمد علي جوائز الفيلم التسجيلي الطويل حيث حصل فيلم أبدا لم نكن أطفالا للمخرج المصري محمود سليمان علي جائزة النيل الكبري لأحسن فيلم تسجيلي طويل بالإجماع, وقالت عنه لجنة التحكيم إنه حصل علي الجائزة لاختياره موضوعا إنسانيا يعكس أحوال مجتمعه عبر جيل كامل, ومثابرته ودأبه الشديد علي تحقيق موضوعه بحس فني متميز دون الوقوع في فخ الميلودراما واليأس أو افتقاد الكرامة الإنسانية. وحصل فيلم سامبين للمخرجين سمبا جادجيجو و جيسون سيلفرمان من السنغال علي جائزة لجنة التحكيم لأهميته التاريخية والفنية المتميزة في تقديم واحد من عباقرة السينما في إفريقيا والذي عكست حياته وأفلامه أحلام وآمال القارة في التحرر الوطني ومقاومة التخلف, وأظهرت دور السينمائي المعاصر في تبني قضايا الإنسان الإفريقية بشجاعة وإنسانية نادرة, الأمر الذي يعتبر ملهما لكل صناع السينما الإفريقية الحديثة. وحصل علي جائزة الإسهام الفني المتميز فيلم في رأسي دوار للمخرج حسن فرحاني من الجزائر لبراعة اختيار كادراته وتكويناته وتحميلها بالمشاعر الإنسانية والعلاقات المعبرة. وحصل الفيلم التونسي غصرة للمخرج جميل نجار علي جائزة النيل الكبري لأفضل فيلم روائي قصير, بينما حصل فيلم عايدة لميسون المصري من مصر علي جائزة النيل الكبري لأحسن فيلم تسجيلي قصير. وحاز علي جائزة أحسن فيلم طلبة فيلم جوي للمخرج سليمان أونيتا من نيجيريا, وذهبت جائزة أحسن إسهام فني لمخرج فيلم طلبة عن فيلم أوسوانكا للمخرج نوندو ميزو بوثليزي من جنوب إفريقيا. أما جائزة الحسيني أبو ضيف لأحسن فيلم عن الحريات فحاز عليها فيلم إلي غابة السحب للمخرج روبن هونزينجيز إنتاج فرنساوساحل العاج, ومنحت اللجنة شهادة تقدير لفيلم الموت في كيس للمخرج إيمانويل بارو من فرنسا وشهادة تقدير أخري لفيلم الرجل الذي يصلح النساء للمخرج تييري ميشيل من بلجيكا. ومنحت مؤسسة شباب الفنانين المستقلين جائزة رضوان الكاشف لأفضل فيلم يتناول قضية إفريقية لفيلم وجوه بيضاء للمخرج روبرت كاتوجو من أوغندا, وحصل علي جائزة الكونفدرالية الإفريقية للنقد السينمائي التي يقدمها المهرجان لأول مرة هذا العام الفيلم المغربي جوع كلبك إخراج هشام العسري.