اسمها شادية عبد المنعم الصعيدي سيدة مصرية مكافحة وبسيطة تعمل موظفة بمديرية الشئون الاجتماعية بدمنهور بمحافظة البحيرة ومنتدبة منذ اكثر من25 عاما للعمل بالاتحاد الاقليمي للجمعيات الاهلية بالبحيرة ولديها ابنان الاكبر احمد طالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة حلوان والثاني خالد طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة انجليزي جامعة دمنهور. وشاء القدر ان يتوفي زوجها محمد الداهش منذ5 سنوات وكان زميلا لها في مديرية الشئون الاجتماعية وعانت السيدة شادية في تربية احمد وخالد ومرت بظروف صحية صعبة وقامت منذ عامين باجراء عملية قلب مفتوح الا ان ظروفها المرضية الصعبة لم تمنعها من مواصلة الكفاح في تربية نجليها. وكان الابن الاصغر يقف بجوارها باستمرار ولم يتركها لحظة واحدة وكان يقف بجوارها كلما اشتدت بها الظروف المرضية الصعبة ورغم تفوقه وذكائه الشديد الا ان الظروف المرضية الصعبة لوالدته اثرت علي دراسته في الثانوية العامة, حيث كان متوقعا له ان يلتحق بإحدي كليات القمة. وشادية كانت دائما مثالا رائعا في الالتزام في عملها وكان جميع زميلاتها وزملائها في العمل يضربون بها المثل والقدوة ولم تشتك ابدا لا من ظروفها المادية او المرضية وكان لسان حالها دائما هو قولها الحمد لله علي كل شيء. وتقول شادية عبد المنعم الصعيدي ل الاهرام المسائي لم أكن اتوقع أبدا أن أحظي بلقب الأم المثالية التي ستكرمها مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للاعمال الخيرية والانسانية ولكن فوجئت بخطاب الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة الذي ارسله للمجلس القومي للمراة والذي رشحني فيه كام مثالية ليتم تكريمي من قبل مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الاحتفال الذي يقام لتكريم الأم المثالية بالقاعة الكبري بجامعة القاهرة غدا الاحد واتقدم بكل الشكر والتقدير والعرفان للزميلتين الفاضلتين في العمل وهما نهي وسحر اللتان لم تترددا لحظة واحدة في ترشيحي كام مثالية لانهما كانتا علي معرفة تامة بكل نواحي حياتي الاسرية والعملية وقاما بإرسال قصة كفاحي للمهندسة زكية رشاد مقررة المجلس القومي للمرأة بالبحيرة. وتقول.... الحمد لله علي الفوز بهذا اللقب الذي لم أكن أتوقعه ابدا ولكنها ارادة الله وجزاؤه لمن احسن عملا, وهذا اللقب تستحقه كل امرأة مصرية كافحت وعاشت من اجل مصر وأسرتها مؤكدة انها علي الرغم من ظروفها المرضية والمعيشية الصعبة الا انها كانت دائما تناشد المولي عز وجل ان يقف معها ومع اسرتها الصغيرة والكبيرة مصر. وتؤكد انها عاشت ظروفا صعبة للغاية خلال الاحداث التي مرت بها مصر منذ احداث25 يناير وكانت دائما تشعر بالخوف والقلق علي احمد وخالد الا انها كانت في قمة السعادة بعد نجاح ثورة30 يونيو مؤكدة انها رغم ظروفها المرضية الصعبة خرجت الي الشوارع للمشاركة مع نساء ورجال وشباب مصر في ثورة30 يونيو. وناشدت شادية كل المصريين الشرفاء الوقوف خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي صفا واحدا من اجل استمرار واستقرار الدولة المصرية لانه لا تزال مصر تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية. ومن جانبه أعرب خالد الداهش الابن الاصغر عن سعادته لفوز امه بهذا اللقب مؤكدا انها تستحقه وقال ان اصعب فترة مرت علينا هي فترة الايام التي قضتها والدته في مركز ناصر بالقاهرة حين اجريت لها عملية القلب المفتوح فكنا نشعر بالخوف من اننا نفتقدها فهي بالنسبة لي انا واخي احمد الام والاب ولم تشعرنا لحظة بأننا فقدنا والدنا رحمة الله عليه ولم تقصر يوما في التواصل مع جدتي والدة والدي وكانت دائما تصل الرحم مع اخوات والدي حتي بعد وفاته اما عن رعايتها لنا فحدث ولا حرج فلم تقصر معي انا واخي في اي شيء نطلبه منها ورغم ان اخي في كلية تحتاج لمصرفات كثيرة فلم تقصر معه كما لم تقصر معي انا ايضأ. وقال المهندس سعيد بسيوني رئيس الاتحاد الاقليمي للجمعيات والمؤسسات الاهلية إن شادية كانت علي مدي عملها في الاتحاد موظفة ملتزمة جدا ولم تقصر في اداء عملها وكانت دائما حريصة علي علاقتها الممتازة بزملائها في العمل مؤكدا انها تستحق هذا التكريم. ومن جانبها قالت المهندسة زكية رشاد مقررة المجلس القومي للمرأة بالبحيرة ان شادية تم اختيارها من ضمن العديد من القصص التي تم عرضها علي المجلس لما تتميز به من كفاح واصرار علي تعليم ابنائها رغم ظروفها الصعبة التي مرت بها بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل في الصباح بوظيفته وفي المساء كان يعمل بأحد المحلات التجارية لكي يتمكن من الصرف علي اسرته ورغم فقد شادية كل هذه الموارد المالية كافحت وأصرت علي مواصلة المشوار وتمسكت بالحياة حتي كتب الله لها الشفاء لتواصل مشوارها. وقالت إنه لفت نظرها من البداية ان الذي قام بترشيح شادية هما زميلتان في العمل وعندما تم اختيارها من المجلس حرص الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة ان يقرأ قصة كفاحها وان يلتقي بها وكان سعيدا جدا بهذه السيدة المصرية العظيمة.