أكثر ما يؤرقني بعد ثورة25 يناير وقبلها عنصر الوقت وهو حياتنا التي من المفترض انها أغلي من جميع الاشياء إلا أنني كنت في حالة من عدم وضوح الرؤية بسبب الضبابية التي تكتنف حياتي وكثير من الشباب وبعد تلك الأحداث الأخيرة وما صاحبها من تغيرات مختلفة سوف تؤثر علي أفراد المجتمع بأسره بدأت الحالة الضبابية والظلامية التي سيطرت علي أفكارنا وآمالنا تنقشع شيئا فشيئا وشعرت ان فجرا جديدا قد لاحت انواره في الأفق وسطعت شمس جديدة علي المصريين الذين عرفوا التقويم قبل شعوب الدنيا وحددوا المواقيت واستطاعوا ان يقيموا حضارة تعتمد في الاساس علي العلم وقيمة الوقت. ولا أشك ان يختلف معي عاقل في ان الايام التي نعيشها الان والشهور المقبلة من أخطر الفترات التي تمر بها مصر والمخلصون من ابنائها وكل من يعرف قيمتها الحقيقية وتأثيرها ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل في العالم المشكلة هي تقييمالمصريين رجالا ونساءا وشبابا موظفين وعمالا تجارا وصناع فلاحين وطلابا الجميع ينبغي عليه الدخول في صراع مع الوقت كل في مجاله حتي نستطيع انتشال مصر من هذا المأزق والفوضي العارمة التي من المؤكد ان تنزلق فيها البلاد إذا لم يفق كل شخص حريص علي مصلحته ومصالح اسرته ومجتمعه ووطنه فسوف تكون احداث لا تسر احدا جميع الامكانات فلدينا العلم فلدينا علماء في جميع المجالات ولدينا الاقتصاد بمختلف فروعه من زراعي وصناعي وتجاري وخبراء فيه من كبار الاقتصاديين ولدينا ايضا الشباب الذي يمثل اكثر من ثلث عدد السكان واعتقد انهم بعد25 يناير يتطلعون الي البناء والاجتهاد وها هي قد اتت الفرصة كما يقولون وهذا هو الملعب وبرغم ما يتردد من كلام حول ثروة مصر وتحويلها للخارج فإن ثروة مصر الحقيقية القادرة فعلينا تغييرها هم شبابها المتطلع لغد افضل واجمل فالأرض التي انبتت الخير منذ اجدادنا قدماء المصريين هي الارض ذاتها لم تبخل علينا يوما من الايام بخيراتها فأرض مصر مليئة بالكنوز والمقدرات تنتظر من يقول لها انا الشاب الذي يسعي لاستعادة عزتك وشموخك وكبريائك وهي الام التي تعطي دائما ولا تبخل وتحضرني قصة للخليفة المأمون الذي ذكرت في مجلسه مصر فطلب من كبار وزرائه السفر إليها ورؤيتها علي الطبيعة وبعد ان وصل المأمون مع موكبه من الوزراء والعلماء الاسكندرية ثم مدن الدلتا وجد فيها من الخيرات والمناظر الرائعة من الانهار والترع والنخيل والثمار وطيبة قلوب المصريين الذين التفوا حوله قال الخليفة المأمون لوزرائه ما كنت أحسب ان مصر بهذا الجمال فرد عليه كبير وزرائه يا مولاي ما ظنك ببلد قد دمره الله ان هذه الخيرات ليست كالتي كانت من قبل فتعجب الخليفة واندهش لأنه كان يعتقد ان ارض الفرات هي التي تعتبر حاضرة العالم ولايوجد سواهاعلي المعمورة! فقال كبير الوزراء يا مولاي كانت المرأة في مصر تخرج من بيتها لزوجها في الحقل وهي تحمل المقطف الذي يمتلئ بالثمار والفواكه التي كانت تتساقط عليها اثناء سيرها بدون أي عناء يذكر.