كان عبدالحليم يلازمها في أغلب أوقاتها, تستمع إلي أغانيه وهي غارقة في خيالها ينظر إليها ينصت حين تتكلم, تبيح له عن مشاكلها دون خوف أو خجل, فإذا بابنها ينظر إليها ويقول لها: انتي علي طول سرحانة والنبي ياشيخة اسرحي فينا لاحسن إحنا ميتين من الجوع. حينها دق الباب, أسرع بفتحه وفرح عندما أعطاه والده أكياسا امسكها ودخل مسرعا لوالدته ففتحتها, عاد بخيبة أمل لانه وجد الاكياس تمتلئ طماطم وغيرها, قال لوالده في غضب شديد: تصدق فيه اختراع جديد السنة دي اسمه موز, حرام التلاجة طماطم وخيار وبطاطس. الأب: دي نعمة انا مش جبتلك بلح امبارح الابن: بلح هو ده مكتوب علينا شتا وصيف طري وناشف الأب: حاضر بس بسرعة الغدا علشان صحابي مستنيني الابن: اجي معاك متخفش لو شوفت حاجة مش بتكلم دخلت الأم فمال عليها ابنها متخفيش هقولك كل حاجة بس خليني انزل معاه أنا مخنوق. نظرت إلي زوجها تلومه بعينها علي خروجه كل يوم بعد عودته من العمل وعدم جلوسه معها, خرج زوجها واخذ ابنه معه, دخلت هي الاخري تجلس علي الحاسوب كعادتها تقلب صفحاتها, وجدت شابا كلما أرسلت له طلبا رفضها ولكنها ظلت ترسل إليه حتي قبلها أخيرا قبلني شاب مش متجوز أنا كمان مش متجوزة: لو قالي بتشتغلي إيه هقوله دكتورة هو يعني شايفني. عند علمه بأنها طبيبة انجذب إليها, تجاوب معها في الحديث أحست براحة شديدة كلما تكلمت معه, ينصت لها حين تتكلم تتطاير إلي السماء مع كلماته, تطور الحال بهما, أصبح لايفترقان. بعد مرور فترة طويلة علي علاقتهما صرح له بأنه متزوج وانه علي خلاف مع زوجته ويريد أن يتزوجها, وكان يخشي أن يقول لها ذلك لكي لاتبتعد عنه, اعترفت هي الأخري أنها متزوجة وكانت تبحث عن صديق ولكنها لاتعلم كيف انجذبت إليه وأنها لاتتحمل أن تبتعد عن زوجها وابنها. رد عليها ردا عنيفا لأنها كذبت عليه وكيف أنه احبها, قرر ألايتحدث معها, بعد أيام هدأت عاصفة غضبه, صرح لها بأنه سوف يصبح صديقا لها يقف إلي جانبها, وأنهما لابد أن يلتقيا رفضت, ظل يلح عليها وأقنعها بأن هذا الشيء ليس حراما لانهما سيلتقيا في مكان أمام الجميع يتحدثان عن قرب, بعد إلحاح منه وافقت. استقلت سيارة ودفعت ثمن الأجرة من مصروف منزلها, كانت تتلهف لرؤيته اقتربت منه تلفت لها, نزع نظارته الشمسية من علي عينيه ليشاهد حبيبته, وجدها تنظر إلي قدمها صرخ في وجهها, فتحت عينيها بشدة ونظرت إليه ثم صرخت لأنها وجدته زوجها, زوجها الذي يتحدث إليها منذ وقت طويل, جرت مسرعة من أمامه وجدت حافلة لوحت لها حتي أوقفتها. صعدت سلم الحافلة فأمسكها من يدها بقوة فصعد معها واجلسها إلي جانبه, جلس الاثنان ينظران أمامهما هو يحترق علي حبيبته التي احبها من قلبه وعلي زوجته التي كانت ستلتقي برجل غيره وهي تبكي علي حبيبها الذي وجدته زوجها.