السلام عليكم.. في الحقيقة المشكلة مش مشكلتي أنا، مشكلة أختي، وأنا نفسي أساعدها ومش عارفة إزاي.. هي أختي الكبيرة عندها 27 سنة كانت بتحب الهزار وبتضحك، بس من ساعة ما دخل في حياتها زميلها في الشغل وحياتها اتقلبت 180 درجة، بقت كئيبة على طول وحزينة.. زميلها ده متجوز وهي اتعلقت بيه جامد أوي، وموضعهم بدأ من حوالي 3 سنين. هو زميلها جه اتقدم لها وفي البيت رفضوا وقالوا إنهم مش يقبلوا بواحد متجوز، اتقدم كذا مرة والرد هو هو ما اتغيرش، أختي تعبانة جدا بسببه، مش عارفة تنساه ومش قادرة تبعد عنه، وكذا مرة تشوفه هو ومراته صدفة في شارع كانت بتموت فعلا، وكل مرة تقول هابعد عنه مش بتبعد، ماما نصحتها وبابا وناس كتير بس مافيش فايدة، هي سابت الشغل قلنا ممكن لما يبقى بعيد عنها تنسى، بس بالعكس بيكلمها على التليفون، وكل ما تاخد قرار إنها تبعد عنه يكلّمها ويتحايل عليها وما تبعديش عني وكلام من ده، وتضعف وتفضل معاه. بتقول إن هو صعبان عليها عشان عنده القلب، وساعات بتقول إنها بتكلمه عشان مافيش واحد في حياتها تتكلم معاه.. آخر مرة شافته مع مراته بالصدفة أغمى عليها في الشارع، وقعدت تعيّط، وانهارت لدرجة إنها راحت له عند بيته الساعة واحدة بالليل وقعدت تشتم نفسها، وفضحته في الشارع، وعملت تصرفات غريبة جدا، مش تربيتنا ولا أسلوبنا.. أنا وماما مش عارفين إيه الحل، نتصرف معاها إزاي؟ ماما تعبانة جدا بسببها وأنا مش عارفة أفكّر، مش لاقية حل لأختي، ما بقتش تتكلم معايا أوي زي الأول، عشان أنا ضدها في موضوع زميلها.. أنا بجد محتارة جدا، ومش عارفة أعمل إيه، وناس كتير اتقدموا لها بس مش مناسبين، وحكاية إن إخواتها اللي أصغر منها واحدة اتجوزت وأنا اتخطبت، حاسة ده مأثر فيها أكتر عشان هي الكبيرة، هي راحت قبل كده لدكتور نفساني بس مش ارتاحت.. وعلى فكرة زميلها ده مش أول واحد في حياتها، هي حبّت قبل كده مرة بس مش حصل نصيب منه، بس مافيش حد أثر معاها زي ده، وهي دايما تقول اشمعنى ده اللي متعلقة بيه كده؟ هي مش عارفة ليه، ولا إحنا، وماما كلمت زميلها كذا مرة عشان يبعد عنها بس ما كانش بيبعد. ياريت تردو عليه ضروري.. بجد أنا محتارة جدا، ونفسي في حل، عايزة أعرف أتكلم معاها أقول إيه أو ماما تقول لها إيه عشان تشيل الموضوع ده من دماغها؟ mony تألمت كثيرا عند قراءتي لمشكلة أختك عدة مرات، وأدعو لها من كل قلبي بطرد هذا الرجل من حياتها فورا وللأبد، ولكي يحدث ذلك بمشيئة الرحمن بالطبع، لا بد من قيامك أنت ووالدتك بتغير كافة أساليبكما في التعامل معها. ولا بد من إقناعها بأنها تستحق رجلا أفضل يكتفي بها، وأنه ليس صادقا في حبه لها، وقد رأته بنفسها يتنزه مع زوجته أكثر من مرة، أي أن الحياة بينهما على ما يرام، وهذا مؤشر "كاف" بأنه يريدها "كإضافة" عاطفية في حياته، وليس لكي تكون المصدر الوحيد للعاطفة في حياته، وأنه إذا تزوجها فإنه سيسارع بتطليقها في أقرب وقت، كما حدث في الحالات المشابهة التي عايشتها بنفسي؛ إذ بعد أن يهدأ فوران العاطفة يسارع الزوج "باختيار" الخضوع لزوجته الأولى وتطليق الثانية. ولا شك أن هذا الرجل أناني؛ لأنه لا يقبل لأخته أو لابنته بأن يقوم رجل متزوج بمطاردتها. أما عن قولك بأنها تشفق عليه لأنه مريض بالقلب فلا بد من إخبارها بأنها يجب أن تشفق على نفسها حتى لا يضيع عمرها؛ لأن استمرارها في هذه العلاقة الفاشلة، سيسرق منها إقبال من يرغب في الزواج بها؛ لأن انشغالها به يحرمها من التعرف على غيره. قولي لها: لقد نجحت في نسيانه لأنك ذكية، ولكنه كان يسارع "بإيذائك" بالاتصال بك مجددا لإرضاء غروره، لذا لا بد من منعه بجدية من خلال تغيير رقم هاتفك المحمول وبريدك الإلكتروني أيضا.. وتوقفي عن التعامل معه على أنه حبيب؛ لأنه عدو، وهو ليس مصدرا للمتعة فهو لن يمنحك سوى الألم، فهو مثل الأرض الصحراوية التي لا تنبت سوى الصبار المليء بالأشواك. وأختك صادقة بقولها إنها لم تبتعد عنه لعدم وجود غيره في حياتها، وأخبريها بأنها لن تجد غيره ما لم "تسارع" بالابتعاد عنه فعندما تكون الفتاة مشغولة عاطفيا فإن ذلك يبدو عليها رغما عنك مما يصرف عنها أيّ رجال آخرين. أخيرا.. أختك ليست بحاجة إلى طبيب نفسي، ولكن لا بد أن تثق أنها تظلم نفسها إذا واصلت التعامل معه على أنه "آخر" فرصة لها في الحب والزواج، وأن عليها الاكتفاء بخسارة ثلاثة أعوام من عمرها، وطرد "الخوف" من الحياة بدونه، واليقين بأن الحياة لن تعطيها أفضل مما تعطيه لنفسها، ولا بد أن تثق أنها "أغلى" من أن تقوم بدور "الكومبارس" في حياته، والأفضل انتظار من يكتفي بها لتكون البطلة الرئيسية في حياته، مع ضرورة تحاشي المقارنة بينه وبين غيره، وأن تعتبره "كابوسا" مر في حياتها وليس حلما جميلا بأي حال من الأحوال، وأن تتعلم من التجربة القاسية ضرورة التمهل قبل إعطاء مشاعرها "مجانا"، وأن تبتعد عن الرجال المتزوجين، وعن الشباب العابث أيضا، وأن تتأكد من نجاح التجربة قبل التورط فيها؛ فلا شك أن القفز من التجربة الفاشلة يكون أسهل عند بدايتها. لا بد أن تقول أختك لنفسها يوميا: أنا أحب نفسي وأحترم حياتي بعمق، ولن أضيع ثانية واحدة في التفكير فيمن يمنح نفسه وعمره وجسده لغيري، ويلقي إليّ "بالفتات" العاطفي، وكأنني لا أستحق أكثر من ذلك. وأتمنى أن تقومي أنت ووالدتك بصلاة ركعتي الحاجة لتنجو أختك من هذه التجربة المسيئة، وأن تكثرا من الإلحاح بالدعاء للرحمن لمساعدتها في ذلك، والتوازن بين متبابعتها بلطف وبين منحها الفرصة "لاختيار" الابتعاد عنه، مع ضرورة تشجيعها على ملء أوقات فراغها بما يفيدها ويمنحها من المباهج المشروعة بالطبع، ويمكنها الالتحاق بدورات سواء لتعلم مهارات الأشغال الفنية أو اللغات أو الانضمام لعمل تطوعي، وممارسة الرياضة في أي مركز رياضي نسائي لإفراغ شحنات التوتر، وأيضا لتكوين صداقات جديدة، ولا تبالغي في إظهار فرحتك بخطيبك أمامها، وأيضا لا تتعاملي معها بحساسية زائدة حتى لا تفقدي صداقتها وتابعينا بأخبارها، لنطمئن عليها، وتقبلي احترامنا لاهتمامك بأختك ودعائنا لها بحياة أفضل تستحقها. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا