أنا متزوج وعندي طفل، مشكلتي إني حبيت اتنين أثناء فترة المراهقة.. أعرف أنه من الصعب أن يحدث ذلك؛ فأنا رجل عاقل ومتعلم، وناجح في أعمالي والحمد لله؛ ولكن حدث وأحببت الاثنين، ولا أستطيع أن أختار بينهما؛ فحدثت مشكلة مع إحداهما، وكانت النتيجة أنني ابتعدت عنها تمامًا لمدة 3 سنوات. وبعدها كنت قد تزوجت، واكتشفت بعد زواجي أنها ليست طرفًا في المشكلة التي حدثت، وأنني ظلمتها؛ فحاولت جاهدًا أن أصل إليها وأعتذر، ووصلت بالفعل واعتذرت؛ ولكن وجدت نفسي مغرقًا في الشوق والحب والكلام معاها.
أقنعت حبيبتي بالزواج مني، وأن نعيش سويًّا، ووافقت، وبعد سنتين رفضت؛ لأن أهلها لن يوافقوا.. حاولت أن أبعد؛ لكني لم أستطع، ورجعت لها ثانيًا بعد 4 شهور..
بجد أنا في حالة صعبة جدا، والله بحب الاثنين بنفس القدر، وبنفس الشكل.. آسف على الإطالة.
almar
الحب الأول عادة ما تكون له ألاعيب صعبة الفهم، وأجاره الله من يقع فيها! لهذا فإني يا عزيزي لست مندهشًا مما جرى لك؛ ولكن دعنا نركز على الأطراف الثلاثة الآخرين للمشكلة: زوجتك - جنينها - فتاتك السابقة..
أنت تقول إنك تحب زوجتك كما تحب فتاتك بالضبط؛ وهذا يعني أن ما وقع بينكما من مشكلات إنما سببه ما طرأ عليك من استيقاظ حبك القديم؛ فما تصفه من "عدم الإحساس بها" إنما هو -كما يبدو لي- شعور طارئ؛ فشخص ذو طبيعة عاطفية مثلك لم يكن ليستمر في زيجة لمدة ثلاث سنوات مع زوجة لا يحسها!
إذن فأنت بين نارين: زوجتك وفتاتك.. المشكلة أن زوجتك لها أفضلية هنا؛ تتمثل في وجود ابنك/ ابنتك في أحشائها، والمفروض من أي زوج أو زوجة أن يقيما حسابات علاقتهما على قاعدة وجود طفل بينهما؛ أي أن على كل منكما أن يضع ذلك الجنين في حساباته قبل كل شيء، وعلى أساس ما فيه مصلحته -الابن- يكون القرار المتخذ أيًّا كان.
بصراحة كان يمكنني أن أبادرك بالنصائح التقليدية من نوعية "دعك من هذا الهراء وحافظ على بيتك"، أو "اتق الله في بيتك".. وهي نصائح لها وجاهتها واحترامها؛ ولكني أضع في الحسبان أن من يده في الماء ليس كمن يده في النار، وأن الضغط العاطفي ليس بالشيء البسيط.
عليك إذن أن تفكر بينك وبين نفسك لتجيب عن هذه الأسئلة: - ألا يمكن أن يكون استيقاظ مشاعرك لحبك القديم ناتجًا عن وجود نقص في التفاعل العاطفي بينك وبين زوجتك، ووجود احتياج عاطفي عندك تحتاج لإشباعه؟
- هل لديك القوة الكافية للتضحية بحبك القديم؛ لأجل استمرار حياتك مع زوجتك لصالح هذا الابن؟
- في حالة ضحيت بحبك القديم، هل ستكون حياتك مع زوجتك ممكنة ومتمتعة بالاحترام والحب المتبادلين؛ بحيث ينشأ طفلكما في بيئة صحية؟
- في حال كانت إجابة السؤال السابق بالنفي -لا قدر الله- فهل سيكون انفصالك عن زوجتك عاملًا سلبيًّا في قيامك بدورك الكامل كأب لابنك/ ابنتك؟
عليك أن تبحث وحدك عن إجابات لهذه الأسئلة، وعلى أساس تلك الإجابات يكون تصرفك، وتكون قراراتك؛ فإما أن تنساق "عمياني" لهاتف الحب والعاطفة دون أن تحسب حسابًا لمن ترتبط حياتهم بك؛ وهذا ما لا يليق بك لا كرجل ولا كزوج ولا كأب..
فكر في كلامي يا عزيزي، وليوفقك الله تعالى لما فيه الخير.. تحياتي..