منذ بداية صناعة أفلام السينما في العالم كله ظهرت مع أحداث كل فيلم كلمة كومبارس والكومبارس شارك معظمهم في أفلام السينما منذ بدايتها الصامتة الكوميدية, وكان للكومبارس وجود كبير في صناعة هذه الأفلام الصامتة التي كانت منتشرة في عالم السينما, وظهر أكثر من نجم في عالم هذه الأفلام بمشاركة الكومبارس وكانت فترة يطلق عليها كلاسيكيات الأفلام الصامتة ونجمها الشهير شارلي شابلن وكان أول عقد وقعه شابلن كان تاريخه 25 سبتمبر1913 وكان أجره فيه 150 دولارا طبعا في الأسبوع. وأهم فيلم سينمائي ناطق لشابلن هو الفيلم الساخر الدكتاتور العظيم عام 1940 وكان للأخوين لوريل وهاردي أفلام عديدة صامتة وبها أعداد من الكومبارس!! والكومبارس منذ بداية مشاركتهم في الأفلام المصرية حتي الآن يحاولون بكل جهدهم أن يصبح لهم نقابة تهتم بأمورهم ولن أنسي, وأنا أصور فيلما في استوديو الأهرام في الثمانينيات وحدث أثناء الراحة لتناول الغداء وظهرت فتاة كومبارس في الفيلم وهي متزعمة أزمة زملائها الكومبارس لأنهم لا تصرف لهم الأجور المناسبة أو الطعام الواجب مثل كل نجوم الفيلم, وطلبت منها أن تأخذ طعامي لها ولبعض زملائها فرفضت وشكرتني وقالت لي نحن الكومبارس لن نقوم بتصوير مشاهدنا بعد الراحة ونرجوك أن تقف معنا يا أستاذ. وتم فعلا تجمع الكومبارس أمام المكان الذي أجلس فيه واستعد المصورون بكاميراتهم في داخل الحارة التي سيتم فيها المشهد, ولكنهم اندهشوا ووقفوا في حيرة من أمرهم ولا يوجد أي أحد من الكومبارس في الحارة.. وحدثت ضجة كبيرة من الإنتاج والمسئولين عن الفيلم بحثا عن الحل وتصديت أنا لأحل المشكلة وأخبرت المسئولين بمشكلة الكومبارس ومطالبهم وقمت بحل المشكلة بإحضار الطعام كامل ودائم لهم والقيام بزيادة أجورهم الهزيلة. وفعلا وافق الإنتاج والتف حولي كل الكومبارس يشكرونني وطلبت منهم أن يقوموا بتكوين نقابة خاصة بهم, وفعل أيامها ظهر لهم مكان وبعض زملائهم قاموا بمسئولية شبه النقابة ولم تستمر كثيرا واختفي حماس البحث علي جهة مسئولة ترعاهم!!. وفعلا جاءت اللحظة الحاسمة هذه الأيام بعد مناشدة القائمين علي نقابة المهن التمثيلية بتحقيق إمكانية ضم الكومبارس إلي النقابة.. ولكن اعتذر مسئولو النقابة عن عدم إمكانية حدوث ذلك لأنه ضد قوانين النقابة وعضوية المنتسبين إليها التي لها شروط منح العضوية, وتطور الأمر وتم الحصول علي تصريح من وزارة القوي العاملة والهجرة بإمكانية إنشاء نقابة تحقق الكثير من أحلام الكومبارس وتحمل النقابة اسما خاصا بها وهو نقابة ممثلي الأدوار الثانوية بالسينما والمسرح والتليفزيون وقد أكد رئيس جمعية كومبارس مصر إبراهيم عمران أنه من اليوم مفيش حاجة اسمها كومبارس وسيصبح الاسم المتعارف عليه بين الجميع هو اسم نقابة ممثلي الأدوار الثانوية!!. والممثل الثانوي لا يقل أهمية عن فنان كبير وسنعمل علي صون كرامة أي ممثل ثانوي في مكان التصوير وفي كل مكان, وأضاف قائلا نحن الآن في انتظار عودة الوزير من الخارج للبدء في إجراءات تأسيس النقابة التي ستعمل وفقا لعدة مطالب أساسية من بداية ساعات العمل ورفع الأجور بعد انخفاضها بشكل كبير في الفترة الماضية وتأمين صحي ومعاش لكبار السن الذين أفنوا أعمارهم في هذه المهنة, وسيتم انتخاب رئيس لمجلس الإدارة وأمين صندوق وسكرتير عام من بيننا حتي يكونوا جميعا ملمين بهمومنا. وهناك عديد من الكومبارس الذين أصبحوا باسم ممثل ثانوي ولهم شهرتهم في عالم أفلام السينما المصرية.. واشتركوا في أفلامها منهم فايزة عبد الجواد, وهي أشهرهم التي رحلت السبت الماضي, واشتركت في أكثر من 100 مائة فيلم أبطالها عادل إمام ومحمود ياسين وفريد شوقي وأحمد رمزي ورشدي أباظة وسعاد حسني وليلي علوي ومنهم كومبارس مشهورون آخرون نصر سيف وثريا فخري وماري باي باي وإديمون تويما, ويرهم وكل منهم له حكايات رائعة نتمني أن تقدم حكاياتهم ونرجو النجاح لنقابتهم الجديدة.