الشعب المصري الآن يمسك بين يديه فرصة ذهبية بالمعني التاريخي, فرصة لاتتكرر ولايجود بها الزمن إلا كل حين من الدهر, لايجوز ان تشغلنا الأمور العاجلة, ولا المسكنات الوقتية, ولا الانفعالات العارضة سواء كانت إيجابية تدعو للتسامح والتفاؤل, أو كانت انفعالات سلبية تدعو للقلق والغضب والسخط والانتقام والتشفي. لدينا فرصة ثمينة, لنخطط لبناء الدولة والمجتمع من جديد, نبني بلدنا وفي تصورنا ان يكون كبيرا, متقدما, يتحرك إلي الامام, نبني مستقبلا يليق بحجم وعمق امة عظيمة وشباب عظيم وشعب عظيم. هذه فرصة للخطط السياسية والاقتصادية والعمرانية, التي تجعل من المليون كيلو متر مربع جنة خضراء, عامرا بكل أنشطة الإنتاج, والخدمات, في موقع يتوسط الدنيا ويقع في قلبها.. خطط عمرانية وتأهيلية وتدريبية وتشغيلية تكافئ قيمة مايزيد علي ثمانية ملايين مواطن مصري. نريد متوسط دخل فرد سنوي يوازي ماتم إنجازه في بلدين مثل: تركيا وماليزيا, نحن لدينا مقومات وإمكانات أفضل منهما ألف مرة, نريد للفرد في مصر ان يصل متوسط دخله إلي آلاف الدولارات, هذا هو المشروع الكبير الذي ينبغي ان نركز عليه, وليس صعبا ان نصل إليه في نهاية هذا العقد, فالانجاز التركي تحقق في اقل من عشر سنوات. هذا معناه ان نخطط ليكون الإنتاج والعمل هو العقد الاجتماعي الذي نتوافق عليه, ووظيفة الدولة في عهدها الجديد ان توفر للمجتمع كل الوسائل التي تجعل منا شعبا منتجا بالمعايير الدولية, لانريد ان يكون الهدف هو ان نستمر شعبا من الموظفين الذين يقدمون عملا وهميا لدي اجهزة الدولة ويحصلون في المقابل علي اجور وهمية منها. نريد ان ننقل عواطفنا ومشاعرنا وطاقاتنا النفسية والروحية من عقلية النفق المظلم, إلي عقلية الافق المفتوح علي آفاق الأرض طولا وعرضا, إلي عقلية الافق المفتوح علي عنان السماء حلما, فطموحا, فعملا, فعلما, فسعيا, فوصولا إلي الهدف. نظم التفكير القديمة, اخطر علينا من نظم الحكم القديمة, نريد اسقاط انظمة التفكير البالية, نريد بناء منظومات فكرية متفتحة, متحررة, متحدية, حالمة, طموحة, كادحة, ساعية إلي الافضل, ليس الأفضل مما نحن عليه, ولكن الافضل مما وصلت إليه الشعوب المتقدمة.