انهي العرض المسرحي الزومبي والخطايا العشر مؤخرا ليالي عرضه في مركز الهناجر الفنون, بينما يستعد المسرح لاستضافة الدورة السادسة لمهرجان حكاوي الدولي لمسرح الطفل الذي تنظمه منظمة افكا ومن المقرر أن تبدأ فعالياته اليوم في الهناجر. وأشار الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون إلي أن الزومبي والخطايا العشر حقق النجاح خلال فترة عرضه واجتذب الجمهور مرة اخري وأعاد الهناجر الي سابق عهده ولعروضه المتميزة التي تنال اعجاب الجمهور والنقاد علي حد سواء وتقدم فكر مختلف للمتلقي, مضيفا ان العرض سيشارك في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي المنتظر عقده في اغسطس المقبل. وعقد دسوقي ندوة لمناقشة العرض في اخر ليلة له لتقييم التجربة التي عاد بها المخرج طارق الدويري لمركز الهناجر, وشارك في الندوة الناقد جرجس شكري ود.مايسة زكي مع المخرج طارق الدويري وفريق عمل العرض, الزومبي والخطايا العشر يعتمد علي اكثر من نص,1984 لجورج اوريل وفهرنهايت451 لراي برادبري وكتابات وديع سعادة والنص المسرحي نتاج ورشة كتابة لطارق الدويري ود.نشوي محرم وديكور محمد ابو السعود وأزياء نشوي معتوق وتصميم, وبطولة مجموعة من الشباب منهم أحمد مرعي وأشرقت اسلام واحمد وحيد وريهام دسوقي ونشوي محرم وإسماعيل جمال وإسلام سمير وبكر محمد, ومحمد نشأت ونوران عدلي وعبد الله شكري ودينا ممدوح وملك عبد المعطي وضيوف الشرف بأصواتهم الفنان أحمد مختار وحمادة شوشة. وقال الناقد جرجس شكري انه يعتبر هذا العرض حلقة مكملة لسلسلة عروض طارق الدويري التي قدمها من قبل حيث تعامل مع ثلاث مراحل للفكر, فعرض جاليليو كان عن عصر الإيمان, وفي ميراث الريح قدم عصر الصراع بين العقل والإيمان ومرحلة الحداثة, والان في الزومبي والخطايا العشر يقدم عصر مابعد الحداثة ويتمرد علي الفرضيات الكبري وتحول الانسان الي آله. وأشارت د.مايسة زكي إلي أن الدويري استخدم الوسائط المتعددة في العرض للتعبير عن عالمه الخاص ورغم اعتماده علي نصوص مكتوبة في فترات ماضية إلا انه خلق عالما عصريا اقرب الي واقعنا مستخدما عناصر مختلفة, موضحة أن عروضه دائما ما تحمل أسئلة كونية عن الوطن والعقل وتجربة الإنسان بصفة عامة تعبر عنه وعن افكاره, وهي اسئلة تخصه وتخص المجتمع بشكل عام, وفي هذا العرض تمكن من طرح تساؤلات حاضرة بقوة بيننا الان عن العقل والتغييب والحرية والقهر, فهو فنان صاحب هم يجمع في اعماله الفنية بين همه الذاتي والهم الانساني العام. وقالت د.نشوي محرم التي شاركت في كتابة نص العرض, أن الافكار موجودة ليكون لها معني ومطلوبة لان لها دور, وأن افكار مابعد الحداثة ليست موضة نسير خلفها وانما لابد أن تكون قادرة علي تقديم جديد ونعبر من خلالها سواء كتقنيات او افكار عن الواقع المعاصر وما نعيشه الان ومعاناة الإنسان, مشيرة إلي أن العرض استمد من اشعار وديع سعادة حس مابعد الحداثة, اما الروايتين فقدموا له الجانب الخاص برفض القهر والشمولية والديكتاتورية, بينما يعارض العرض فكرة الحقيقة الواحدة في رواية1984, فمن المهم طرح فكرة ان الحرية هي أن ما اقتنع به انا انه حقيقة فهو حقيقة وكل منا رؤيته الخاصة. وأضافت حاولنا في العرض التركيز علي فكرة التفرد والاختلاف, الناس الكتاب بالنسبة لنا هم المختلفين بمعني ان يفكر كل واحد لنفسه وألا نتقولب, فمهما كانت الفكرة أو الحلم جميلا لا اريده اذا كان مفروضا علي وليس نابعا مني وهو ما يتلاقي مع ثورة25 يناير التي وصفها الكثيرون بأنها مابعد حداثية لأنها كسرت امور كثيرة.