أنا امرأة كتبت عليها الأقدار أن تكون حبيسة خلف جدران الخوف والحرمان دون ذنب اقترفته غير أني مطلقة لأسباب لم يكن لي يد فيها فقد كان زوجي غليظ الطباع يعاملني بقسوة إلي حد الضرب المبرح في أحايين كثيرة وكنت أتحمله إلي أن فاقت قسوته قدرتي علي التحمل حتي عندما رزقنا الله بطفل لم يشفع لي ذلك عنده أن يترفق بي ويحسن عشرتي. وانتهت مأساتي بطلب الطلاق الذي حصلت عليه بعد أن تنازلت له عن كل حقوقي الشرعية وعدت لبيت أمي بالملابس التي أرتديها ومعي ابني الصغير ثلاث سنوات. كان والدي توفي وليس لي أشقاء يقفون له ويطالبونه بحقوقي مما دفعه ذلك للتمادي في غيه وظلمي بأن اشترط علي عدم الزواج طالما ان الصغير في حضانتي وقال لي إن القانون في صفه, وأنه سوف يأخذ ابني مني ويحرمني منه إلي الأبد. وعبثا حاولت التفاهم معه وإقناعه بالحسني أن يتوقف عن تعذيبي وقهري نفسيا واجتماعيا وفي النهاية فوضت أمري لله واستسلمت طوعا لأن أكون حبيسة في زنزانة اصطنعها لي هوووقف علي بابها سجانا يتلذذ بعذاباتي. أعيش علي الفتات الذي يلقيه لي كل شهر أقتات منه أنا وابنه ولولا معاش والدتي لكنت تسولت لقمة العيش. أعرف أن القانون يكفل لي الحصول علي نفقة شهرية كريمة رغما عنه ولكنني لا أملك حتي نفقات التقاضي والمحامين. تكورت علي حالي وانعزلت عن الدنيا.. تقلصت مسحة الشباب في وجهي حزنا وكمدا وحرمانا ولكن لست أدر إلي متي يستمر بي الحال هكذا أتعذب إلي ما لا نهاية ؟ أراد الله لي أن أتعرف علي شاب انفتح له قلبي وارتاحت له نفسي يريدني زوجة له ولكن هاجس حرماني من ابني يجعلني أحترق خوفا ورعبا فأنا لا أطيق فراقه, ولكني في الوقت نفسه لم أعد أحتمل حياتي خلف جدران الخوف والحرمان. ولأني أعرف أن أمر زواجي هوالسلاح الذي يسلطه طليقي رفضت من تقدم للزواج مني ولكنه تمسك بي وقال إنه لا يطيق الحياة بدوني وإنه سيكون لابني الأب البار به وسيعمل علي تربيته وكأنه ابنه ومن صلبه وحاول أن يقنعني بفكرة الزواج العرفي حتي لا يملك طليقي السلاح الذي يمكنه أن يذبحني به ويحرمني من ابني. وقال لي إن هذا الزواج حلال طالما توفر فيه شرط الاشهار. أنا الآن في حيرة من أمري هل أوافق من يريدني وأغامر بحياتي وحياة ابني أم أستكين علي حالي استسلاما وخضوعا لقهر طليقي. أكتب لك لعلي أجد خيط نور استضئ به في ظلمة حياتي فقد يظن البعض أني امرأة مستهترة لم تفلح في أن تحافظ علي زواجها الأول وتريد أن تلهومع رجل آخر لا تبالي إلا لمتعتها. ولكن أحدا لا يدر حجم عذابات امرأة في ريعان شبابها تجاوزت العشرين ببضع سنوات ولاقت من العذاب ما ينوء عنه كثيرون. فقل لي بالله عليك أليس من حقي أن أبدأ مرحلة جديدة من حياتي تعوضني عما ألاقي من حرمان وعذاب ؟ م. ن القاهرة بالتأكيد من حقك أن تعيشي سعيدة وليس من حق أحد أن يسلبك سعادتك أيا كان وعليك أن تدافعي عن سعادتك بكل ما أوتيت من قوة ضد هذا الرجل قاسي القلب المتجبر ولا تخشي في مواجهتك له شيئا مما هددك به وإن كان طبيعيا أن تسقط حضانتك للطفل بزواجك فهذا لا يعني أن يكون له الحق في أن يضمه إليه ويحرمك منه, فالقانون هنا يمكنك من مواجهته وكسر شره طالما أن أمك ما زالت علي قيد الحياة ففي مثل حالتك ينص قانون الأسرة علي أن تنتقل حضانة الطفل في المقام الأول عند زواج الأم إلي الجدة للأم أي والدتك وإن لم تكن علي قيد الحياة تأتي بعدها الجدة للأب. فيلم الحيرة واللجوء لطرق ملتوية للاحتفاظ بالصغير في حضانتك وأمامك الحل القانوني ولا غبار عليه. أما أمر الزواج العرفي وإن كان حلالا أم حراما فالأمر واضح فيما قلتيه من توافر شرط الاشهار في الزواج, وهوالمتمم لأي زيجة سواء كانت بورقة عرفية يشهد عليها شاهدا عدل أوزواج رسمي علي يد مأذون فلوافترضنا أن زواجك بمن تحبين كان رسميا ولكن نقصه عنصر الاشهار فهوزواج غير مكتمل ولا يحل لك وقد يكون الزواج موثقا بأوراق مدنية ولكنه مكتمل بالإشهار. وهناك فتوي للدكتور علي جمعة, مفتي الديار المصرية السابق, بأن الزواج بدون ورقة أومأذون حلال, قال فيها إن للزواج في الشريعة الإسلامية أركانا يجب أن تستوفي, وطالما خلا الزواج من الموانع الشرعية فهوحلال وأضاف, أن أحد أركان الزواج, هوالقبول والإيجاب علي أن يكون الزواج أمام اثنين من الشهود العدول, وأن تقول الزوجة ردا علي طلب الزوج لها: زوجتك نفسي. وأوضح أن من شروط الزواج أن يكون للزوجة ولي, أما إذا كانت بالغة وثيبا يمكن أن تزوج نفسها وفقا للإمام أبي حنيفة, وقال يترتب علي هذا العقد المهر, فيتم تحديده أوعن طريق مماثلة أقارب الزوجة أوجيرانها. وصدق الله تعالي عندما قال في محكم آياته فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم( الطلاق:2)