احترت كثيرا لاختار الفكرة الرئيسية التي ابدأ بها, خاصة مع بداية عهد جديد تمر به بلدنا الحبيب مصر لنشارك في لحظات تاريخية لم أكن أتخيل أن نعيشها. يا حبيبتي يا مصر.. فكثيرا ما سمعنا هذه الأغنية لكننا لم نشعر بمعانيها إلا بعد أن ترجمت عبر الأحداث الأخيرة التي مررنا بها, فعلي الجميع أن يعلم أن مصر تظل مصدر للفخر والكرامة واعتزاز لكل مصري, فدائما أسأل نفسي طول الوقت إلي أين نحن ذاهبون؟ فأصبحت لا أحمل طموحاتي الشخصية فقط بل قلقي يصل لكيفية رسم مستقبل هذا البلد العريق, فالآن اصبحنا نستيقظ علي أحداث وقرارات تصنع تدريجيا مستقبلا جديدا لهذه الأمة, فثورة25 يناير مغامرة عشناها ومازالنا نعيشها لنصحو علي فجر جديد ليكون أما بداية ليوم جديد نتمناه, وأما سيتحول إلي حلما ضائعا, فلا أريد أن أكون متشائمة بل ما يثير بداخلي من ما هو قادم لا أستطيع أن اخفيه, فايماني بالله ليس له حدود بأنه يحفظ هذا الوطن, لكن علينا أن نشارك بكل ما نملك للحفاظ علي هذا البلد, فما لا أتمناه أن تتحول الحرية إلي فوضي تجلب علينا الخسارة والألم اللذان لا نتمناها أبدا. من اليوم علينا أن نعلم أن غدا قد بدأ, فما نمر به الآن مرحلة انتقالية تحتاج إلي الجهد وعدم إضاعة الوقت في ما لا يفيد فما نريده هو التقدم والبناء والاصلاح في كل شيء, وهذا يحتاج منا الكثير من الجهد والعمل والابتكار, وليس النظر إلي الخلف لأن هذا قد يخسرنا كل شيء, فما نعيشه الآن مرحلة حرجة يجب أن نجتازها لتحقيق غد أفضل لكل من يحب هذا الوطن, وأن يكون الهدف الرئيسي هو كيف نبني مصر الحديثة؟ لنصنعها بأيدينا وليس بيد الآخرين وما أدعو إليه الصبر علي ما هو قادم, فلسنا أمام الفانوس السحري الذي يحقق كل أحلامنا في يوم وليلة ليجعل من كل الفقراء أغنياء ويقضي علي كل أشكال الفساد. والمثير للتساؤل ما هو الداع من وجود البعض بميدان التحرير حتي الآن, فهذا يعكس أن هناك عناصر تحاول استغلال الظروف لصالحها, ولماذا يستمر البعض في إملاء شروط وطلبات علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي نكن لها كل الاحترام والتقدير والثقة, واعتقد أنها كفيلة لتحقيق جميع الأحلام, ويكفي عليها المسئولية الجسيمة التي تحملها الآن من حماية البلد في الداخل والخارج, فعلينا أن نترك أمورنا لهذه المؤسسة التي علي علم تام بالطريق السليم لادارة شئون البلد, بل علينا أن نساعدها في أداء دورها والوقوف أمام الفوضي التي تسود فهناك من يشرع في النهب والسرقة لأراضي زراعية, ومن يقتحم منازل ويقطنها بالعنوة, ومن يحرض علي اضطرابات تستهدف إثارة القلق ليجد معدومي الضمير لأنفسهم مكانا, ويظهر كذابو الزفة علي السطح فما يجب أن يعلمه الجميع أن الحرية والفوضي لن يجتمعا. وما أتمناه أخيرا هو أن تنتقل عدوي الثروة بداخل كل شخص, وأن يخاطب كل شخص ضميره ليثور علي سلبيات لا تجد لها مكانا الآن, وأن تعود لنا القيم والعادات الجميلة من ولاء وحب وانتماء وأن تؤدي علينا من واجبات مثلما نطالب بالحقوق وعلي الجميع أن يشارك فيها.