أكد الإتحاد الأوروبي أن الحوار بين مختلف الأطراف في اليمن هو' الطريق الوحيد المؤدي إلي إحراز تقدم فعلي' علي طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن. جاء ذلك في بيان صدر أمس عن مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون, والتي عبرت عن قلقها لما يجري في هذا البلد, خاصة الأحداث التي وقعت في محافظة عدن أمس الأول, وأضافت:' نحن نأسف لوقوع الضحايا, وندعو الجميع لضبط النفس'.. وشددت آشتون في بيانها علي ضرورة أن يتم احترام وحماية حرية الشعب في التعبير عن مصادر قلقه, وقالت' يجب التعامل مع الأمر بواسطة الحوار البناء والتوصل إلي توافق'. وجددت استعداد الإتحاد الأوروبي لمساعدة اليمن, بالتعاون مع باقي الشركاء الدوليين, من أجل تحقيق الإصلاحات في مختلف المجالات.. جاء ذلك في الوقت الذي, اتسع حجم ونطاق المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها العاصمة صنعاء, لتنتقل إلي عدد من مدن المحافظات ومنها( تعز) و(البيضاء) و(عدن) و(إب) و(لحج) و(الحديدة) جنوب وغرب البلاد, وذلك رغم محاولات الأجهزة الأمنية تفريق هذه المظاهرات. ففي العاصمة صنعاء, وقعت مواجهات بشارع الرباط( أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة) بين المتظاهرين المناهضين للنظام الحاكم والمتظاهرين المؤيدين له أسفرت عن إصابة أكثر من10 أشخاص من الجانبين, ولم تنجح قوات مكافحة الشغب من تفريق المتظاهرين من الجانبين. ورغم الإجراءات التي تتخذها السلطات اليمنية للحد من اتساع نطاق المظاهرات, إلا أن الوضع يتجه إلي المزيد منها, خاصة في ظل الدعوة من خلال الانترنت إلي تنظيم مظاهرتين مليونيتين, إحداهما لتأييد القيادة السياسية اليمنية والحزب الحاكم, والثانية لمناهضة النظام ومطالبته بالرحيل. ونتيجة اتساع الاحتجاجات, انتشرت وحدات أمنية بالقرب من دار الرئاسة اليمنية بصنعاء تحسبا لوصول متظاهرين إلي المكان, كما تم نشر نقاط أمنية في العديد من المناطق الحيوية التي يحتمل أن تشهد مظاهرات احتجاجية أخري. من جانبه, وجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها مدينة' المنصورة' بمحافظة' عدن' جنوب اليمن وأسفرت عن سقوط ضحايا بين قتلي وجرحي في المظاهرات بالمدينة أمس الأول. ذكرت ذلك صحيفة'26 سبتمبر' اليمنية الأسبوعية نقلا عن مصادر وصفتها يمنية بأنها مطلعة. وكانت المظاهرات التي وقعت أمس الأول بمدينة' المنصورة' قد أسفرت عن مقتل اثنين من المتظاهرين وإصابة5 آخرين حسب تقديرات أولية, إضافة إلي إحراق عدد من السيارات الحكومية وتخريب عدد من المنشآت والممتلكات العامة بالمدينة. فيما عبر المؤتمر الشعبي العام( الحزب الحاكم باليمن) عن إدانته واستنكاره للجوء بعض العناصر والقوي السياسية لبث وترويج الشائعات التي تهدف إلي إثارة النعرات والفتن والضغائن والنزعات المناطقية بين أبناء الشعب اليمني. وقال المؤتمر- في بيان له أمس الأول-' إن هناك محاولات لافتعال الأزمات لتحقيق مكاسب حزبية أو ذاتية ضيقة علي حساب الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار والتنمية والسلم الاجتماعي', وأكد رفضه لهذه الأساليب التي قال' إنها تسيء إلي المجتمع اليمني وتخدم المخططات التي تسعي إلي إثارة الفتن وإضعاف دول المنطقة لفرض الأجندات الأجنبية'.