رغم نجاح ثورة الخامس والعشرين من يناير فانها وجهت ضربة موجعة لقطاع السياحة الذي تكبد خسائر وصلت الي600 مليون دولار خلال اسبوعين منذ بداية توتر الاوضاع داخل ميدان التحرير. قطاع السياحة الذي كان يدر لمصر11 مليار دولار سنويا اي ما يعادل11% تقريبا من اجمالي الناتج المحلي يقف علي حافة الانهيار بعدما قامت العديد من حكومات الدول منها الامريكية والالمانية والتركية بتوجيه تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر لجميع المدن المصرية طوال الفترة الماضية, كما قامت معظم الدول الاوروبية باجلاء مواطنيها من مصر اثناء توتر الاوضاع. هذه الاضرار اصابت جميع قاعات السياحة بداية من اصحاب البازارات وحتي الشركات الكبري وعن هذا يقول مرسي الجابري صاحب بازار سياحي ان اضرارا كبيرة لحقت به في فترة الاسبوعين الماضيين خاصة وان موقع البازار امام السفارة الامريكية مما كان اثره في منع وصول السياح له حتي قبل مغادرتهم لمصر. ويضيف انه اضطر للاستغناء عن عشرة ممن يعملون لديه لعدم تمكنه من دفع مرتباتهم لغلق البازار فترة طويلة. ويري سامح غازي رئيس مجلس ادارة فندوق شهرزاد السياحي ان القطاع السياحي هو الاكثر تأثرا باي حدث يتعلق بالامن فمثلا اثناء بعض حوادث الارهاب التي وقعت بشرم الشيخ والاقصر تأثرت حركة السياحة لفترة وجيزة انتهت بانتهاء الحادث واثره, اما الوضع الحالي فكان سببا رئيسيا في انهيار قطاع السياحة الذي شهد خسائر كبيرة تحتاج وقتا طويلا لتعويضها والعودة لما كانت عليه, لان هذه المرة كانت ثورة للشعب باكمله وليس مجرد حادث ارهابي فردي يسبب فترة من الذعر والقلق لدي السياح. ويؤكد غازي ان الخسائر تمثلت في قيام بعض المستثمرين الاجانب بسحب شراكتهم لبعض رجال الاعمال المصريين, مما تسبب في خسائر فادحة لهم, ثم جاءت مغادرة السياح للمدن المصرية والغاء كل الرحلات والحجوزات لتضاعف من خسائر القطاع. ويناشد غازي الدولة التدخل لمساعدة المتضررين حتي لاينهار القطاع تماما حتي يعود الهدوء داخل المنشآت السياحية ليشعر به الخارج اولا لضمان عودة السياح. اما عن اضطرار بعض اصحاب الشركات السياحية والفنادق للاستغناء عن العمالة المؤقتة لديهم يري غازي ان الامر كان جبريا وتحت ظروف قهرية ليس لاصحاب الشركات او الفنادق دخل فيها ولكنه يؤكد تمسك معظمهم بالعمالة الخاصة بهم لانهم مدربون واصحاب خبرة كبيرة ويمكنهم المساعدة في الخروج من هذه الازمة. وعلي الرغم من سوء اوضاع قطاع السياحة فانه يجب ان تكون هناك رؤية مستقبلية للوضع في مصر. وكيف يمكن اعادة الطمأنينة للسياح الذين غادروا مصر وسط حالة من الذعر والخوف, وحول ذلك يقول وجدي الكرداني رئيس مجلس ادارة غرفة المنشآت السياحية وعضو مجلس ادارة الاتحاد المصري للغرف التجارية, ان لجنة الازمات اتخذت عدة اجراءات كرؤية مستقبلية يمكن عن طريقها تصحيح وضع السياحة وانقاذه, خاصة بعد اعلان بعض الشركات المنظمة للرحلات السياحية عزمها استئناف تسيير رحلات الطيران مرة اخري الي مصر بعد فترة التوقف خاصة وان مدن الغردقة وشرم الشيخ والاقصر لم تتأثر سلبا بالاحداث التي وقعت في مصر, وحان وقت تعديل الوضع من الداخل. وتمثلت هذه الاجراءات التي وضعتها اللجنة كما يقول الكرداني في ضرورة الوجود وبكثافة بالمعارض الدولية لتسويق مصر سياحيا, كما تلعب الرسالة الاعلامية في الوقت الحالي دورا خطيرا نظرا لمتابعة كل شعوب العالم لها لمعرفة تطورات الاحداث في مصر لذلك لابد وان تظهر حضارة الشعب المصري وقدرته علي تخطي هذه الازمة التي واجهت قطاع السياحة بأكمله. ويضيف ان الحل الامثل الان بيد السائح المصري اولا والعربي ثانيا, حيث يمكن استغلال هذا الظرف السياسي الذي تابعه العالم العربي باهتمام لاجتذاب السياح العرب لتغطية الفراغ الذي تركه السياح الاجانب. ويوضح رئيس مجلس ادارة غرفة المنشآت السياحية ان تشجيع السياحة الداخلية امر في غاية الاهمية, خاصة وانها في وضع سيئ حتي قبل الاحداث الاخيرة لذلك يدرس اتحاد الغرف التجارية حاليا بعض الوسائل التي يمكن من خلالها جذب المواطن المصري عن طريق بعض التسهيلات التي ستنفذ قريبا مثل جعل السفر للاطفال اقل من12 عاما مجانيا وتوزيع بعض الوجبات المجانيةعليهم اثناء الرحلات بالاضافة الي تضمين الرسائل الاعلامية لابرز المنشآت السياحية المصرية, واهمية التعرف عن قرب بكل الاماكن السياحية داخل مصر. ويؤكد الكرداني ثقته في ان استقرار الوضع في مصر خلال الفترة القادمة سيعيد الثقة والطمأنينة لدي السياح, وتكون السياحة افضل مما كانت عليه, خاصة بعدما اصبحت مصر محط انظار العالم واعجابهم. ويري احمد النحاس رئيس اتحاد الغرف السياحية ان مصر حاليا تتمتع بسمعة ممتازة بين كل دول العالم, حيث كانت محط اعجاب واشادة من الجميع خاصة بعد مغادرة معظم السياح دون التعرض لاي خسائر, حيث تأكدت الدول من سلامة مواطنيها وانه لا علاقة لهم بهذه المظاهرات السلمية, خاصة بعد سيطرة القوات المسلحة علي الوضع. ويضيف ان وزارة الخارجية وجهت خطابا ردا علي بعض الدول التي حذرت مواطنيها من السفر الي جميع المدن المصرية يؤكد عودة الهدوء لهذه المدن وخاصة الغردقة وشرم الشيخ والاقصر واسوان وهي اكثر المدن التي يوجد بها السائحون. ويري النحاس ان وجود بعض المصريين في الاقصر واسوان خلال اجازة نصف العام ابرز دليل علي استقرار الاوضاع وطمأنة السياح, مؤكدا ان هناك حملة ضخمة تقوم بها مكاتب السياحة عن طريق الاتصال بجميع مكاتب السياحة العالمية لتنشيط الرحلات مرة اخري. وقد بدات بالفعل دعوة علي الفيس بوك تحت عنوانsupportfreedomvisitegypt لانقاذ قطاع السياحة, وذلك من خلال مسيرة سلمية يتم تصويرها لدعوة شعوب العالم لجعل بلد التحرير وجهتهم. ولن تزيد مدة المسيرة عن ساعتين تبدأ من مبني الاذاعة والتليفزيون حتي المتحف المصري, ولن تكون هذه المسيرة هي الاولي من نوعها حيث شهد كوبري قصر النيل مسيرات تضم بعض السائحين الذي يدعون اقرانهم للعودة مرة اخري الي مصر بعدما رفعوا شعار الان اكثر امانا للتدليل علي استقرار الاوضاع في مصر بعد نجاح الثورة. ويؤكد علي غنيم, رئيس مجلس ادارة شركة مون ريفير للسياحة ان عودة الامان والهدوء داخل مصر هي الضمان لعودة نشاط السياحة مرة اخري ولابد ان يكون الاستقرار مستمرا حتي تتوقف الانهيارات التي اصابت جميع المنشآت السياحية والتي اثرت علي بعض القطاعات الاخري التي ترتبط بالسياحة. ويضيف غنيم انه لابد من قيام الحكومة بمساعدة المتضررين من الازمة عن طريق صندوق الكوارث وتخصيص مبالغ تساعد في تعويض هذه الخسائر القادمة والاتترك القطاع وحده يواجه الازمة, كما فعل في العديد من الازمات التي واجهته سابقا. ويري غنيم ان وجود بعض الحملات التي تدعو لتنشيط السياحة قد تساعد في حل الازمة ولكنها لاتكفي في ظل استمرار بعض المظاهرات والاعتصامات في مختلف انحاء مصر.