سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن توقفت السياحة.. وأغلقت الفنادق أبوابها.. وللخروج من الأزمة
الوصايا العشر..! السياحة المصرية تواجه أكبر أزمة في تاريخها تستدعي تعاون القطاع الخاص مع الدولة لانقاذها
التاريخ دروس وعبر.. لمن يريد أن يتعلم ويعتبر. وتعلمنا من دروس التاريخ وثورات الشعوب.. ان للحرية والعدالة والديمقراطية والاصلاح ثمنا لابد أن تدفعه الشعوب.. بقصد أو غير قصد.. بتخطيط أو بغير تخطيط.. هذا الثمن تدفعه الأجيال التي قامت أو طالبت بالثورة.. أملا في مستقبل أفضل للأجيال القادمة. هذا ماحدث في كل الثورات حتي أكثرها بياضا من الثورة الفرنسية.. وحتي الآن في كل مكان علي وجه الأرض. وغالبا فإن الثمن الذي يتم دفعه يتراوح مابين ضحايا وعدم استقرار ومتاعب اقتصادية واجتماعية أو أكثر من ذلك. بالضبط هذا مايحدث في مصر فمنذ اندلاع مظاهرات الشباب الاحتجاجية في25 يناير الماضي خاصة في ميدان التحرير, والذي تحول الي رمز لما نسميه الآن ثورة الشباب شباب الفيس بوك, والذي لم يتخيل أحد يوما أن هذه الوسيلة الحديثة يمكن أن توجد ثورة.. لكن هذا ماحدث بالفعل.. أو ما أحدثه المصريون لأول مرة في التاريخ. لقد تحول الشباب الذي كنا نصفه بالجهل والتفاهة وعدم الاكتراث الي شباب يفجر ثورة يتحدث عنها كل العالم. ورغم ترحيبنا وتأكيدنا علي أن ثورة هذا الشباب الطاهر الرائع من أجل الاصلاح والمستقبل الأفضل هي ثورة سلمية وبيضاء.. أو هكذا بدأت إلا أن الثورة لم تسلم من الضحايا لأخطاء هنا وهناك ليس هذا مجال الخوض فيها وبات علي الشعب المصري أن يدفع ثمن الثورة والاصلاح من أجل غد أفضل, وذلك بقبول ماحدث من عدم استقرار أو متاعب اقتصادية وصلت في بعض القطاعات الي حد الانهيار أو الخراب إن جاز التعبير كما حدث في قطاع السياحة دون مبالغة منا في هذا التعبير..!! وهنا نقفز للحديث عن قطاع السياحة.. فهذه بالطبع صفحة تهتم بالسياحة والسفر.. ونقول: إن الدموع تملأ العيون.. والحزن يملأ القلوب.. لمن يتابع أحوال قطاع السياحة الآن.. فعشرات الفنادق أغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح وعشرات أخري لا يشغلها إلا نفر قليل وتكاد تغلق أبوابها هي الأخري في الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان وبالطبع قبل ذلك كله القاهرة. فتقريبا نسب الاشغال ببساطة شديدة كما يقول الجميع إن السياحة لا توجد ولا تعيش إلا حيث يوجد الاستقرار والأمان. والسياحة صناعة هشة ضعيفة تهرب فورا خاصة إذا تعلق الأمر بعدم الأمان.. فما ذنب السائح الذي جاء من بلده للثقافة أو الاسترخاء أو حتي يلهو ويلعب ويستمتع.. ويفاجأ بحظر التجوال أو عدم الأمان؟ بالطبع سيقرر فورا عدم المجيء أو التحول الي مقصد سياحي آخر. إن السياحة المصرية تواجه الآن أكبر أزمة في تاريخها تصل الي حد الكارثة أو المأساة. ان مايحدث الآن أكبر تأثيرا سلبيا علي السياحة مما حدث في نوفمبر1997 عقب مذبحة الأقصر.. رغم أن المذبحة كانت تستهدف السياح.. إلا أن الواقع وقتها كان يقول انه لم يحدث ماحدث الآن من إلغاء لجميع الحجوزات السياحية القادمة الي مصر.. كما كان هناك تعاطف دولي مع مصر لمواجهة الإرهاب باعتبار أن ماحدث كان نوعا من الإرهاب يستهدف الدولة والسياح. لكن الأمر مختلف هذه المرة.. فالقضية هنا اليوم هي عدم الاستقرار وعدم الأمان في كل مناطق أو مدن مصر وعدم الانتظام في حركة الطيران.. هكذا تنقل صورة مصر في وسائل الاعلام الدولية.. رغم ان حقيقة الأمر.. أن المدن السياحية( الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان التي تستحوذ علي نحو70% من السياحة المصرية لم تشهد اضطرابات, ولم نسمع عن سائح واحد تعرض لأي أذي بسبب هذه المظاهرات. لكن ماحدث أن معظم دول العالم السياحية التي تصدر السياحة الي مصر أصدرت تحذيرات لمواطنيها بعدم السفر الي مصر خاصة روسيا والمانيا وبلجيكا وهولندا بل نصحت بعض الدول سائحيها بمغادرة مصر باستثناء السياحة الانجليزية تقريبا التي تواجد منها اعداد قليلة حتي اللحظات الأخيرة. ارتبط بذلك إلغاء رحلات الطيران العارض أو الشارتر الذي هو عصب السياحة والذي ينقل ملايين السائحين الي مدن مصر السياحية. وهكذا أصبحنا في وضع لا نحسد عليه في قطاع السياحة, وبدأت الفنادق تغلق أبوابها.. الأخطر من هذا بدأ أصحاب الفنادق والمشروعات السياحية يستغنون عن الآلاف من العاملين الذين لا ذنب لهم.. لكن هذا هو الواقع رغم محاولات البعض منهم التمسك بالعمالة.. لكن ماباليد حيلة, كما يقولون لأن الأزمة يمكن أن تطول في ظل استمرار المظاهرات أو في ظل عدم الاستقرار!! والآن.. ما هو الحل؟ من وجهة نظرنا أن هذا القطاع يحتاج الي النجدة.. أو ما يمكن أن نسميه خطة انقاذ عاجلة تتعاون فيها الدولة مع القطاع الخاص.. ولكن تعتمد بشكل أساسي علي رؤية اعلامية وتسويقية تراعي كل الظروف.. وتراعي أو تحاول أن تتغلب علي أن عدم الاستقرار مازال يهدد السياحة طالما استمرت المظاهرات حتي وان كانت في القاهرة فقط لأن هذه هي الصورة التي تنقلها الفضائيات الي كل العالم. هذه النجدة أو هذه الخطة الاعلامية والتسويقية لانقاذ السياحة المصرية يمكن تنفيذها بشكل عاجل من خلال هذه النقاط أو الوصايا العشر ان جاز التعبير والتي نقترحها بشكل شخصي علي النحو التالي: 1 التأكيد بداية علي أن السياحة المصرية أو السائحين لم يكونوا مستهدفين علي الاطلاق, وأن المصريين يرحبون بالسائح في كل وقت وفي كل مكان, وأن مايحدث في مصر مظاهرات سياسية تحدث في كثير من الدول. 2 إن التعامل مع وسائل الاعلام الدولي هو الأهم في هذه اللحظة بشكل حرفي ومهني وواقعي, ومن متخصصين وقادرين علي الاتصال بوسائل الاعلام الدولية. 3 في هذا الاطار يمكن أن نبدأ تنفيذ الخطة العاجلة بالتأكيد علي أن الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان خارج اطار المظاهرات أو عدم الاستقرار وخاصة الغردقة وشرم الشيخ وبالتالي يمكن أن تكون الخطة تعتمد بشكل أساسي علي اخراج هذه المدن من الأزمة, وأن نتعامل مع وسائل الاعلام الدولية علي أن السياحة يمكن أن تعود فورا الي مدن مصر السياحية دون مشاكل.. لأنه لا يمكن أن نقول غير ذلك طالما استمرت المظاهرات في ميدان التحرير. 4 ان يتم توحيد الرسالة الإعلامية بين المسئولين الرسميين وزارة السياحة وبين ممثلي القطاع الخاص أي نتكلم لغة واحدة تنطق برسالة واحدة تؤكد الاستقرار في المدن السياحية. 5 أن يتم التنسيق بين وزارات السياحة والإعلام والخارجية ومكاتبهم في الخارج للتواصل مع الإعلام الدولي في اطار هذه الرسالة. 6 أن يتم الاتصال بوزارات الخارجية في الدول التي أصدرت تحذيرات بعدم السفر الي مصر للتخفيف من هذه التحذيرات وقصرها علي القاهرة فقط الي ان تنتهي المظاهرات. 7 أن تقوم وزارة السياحة بالاتفاق مع الشركة الدولية التي تنفذ حملات مصر بالخارج وشركة العلاقات العامة علي تغيير رسالتها في إطار مايتم الاتفاق عليه بالتركيز علي المدن السياحية, وأن يتم التركيز علي حملة علاقات عامة مع وسائل الاعلام الدولية. 8 ان الجانب السياحي المهني الذي يتولاه القطاع الخاص يجب أن يركز علي التفاهم مع منظمي الرحلات الأجانب الكبار وأصحاب الطيران الشارتر علي عدم رفع برامج مصر السياحية من برامجهم في المرحلة القادمة خاصة في المدن السياحية, ومن الممكن دعوتهم الي مصر للتعرف علي الواقع بشكل سريع حتي لا يتوقف بيع برامج زيارة مصر. لكن الأهم في هذه النقطة هو ضرورة استمرار برنامج دعم الطيران الشارتر في الشهور الثلاثة المقبلة ابتداء من فبراير الحالي لأن استمرار هذا الطيران سيساعد جدا في تجاوز الأزمة ومن الممكن دراسة زيادة الحوافز خلال شهري فبراير ومارس. 9 أن يتم التواجد من خلال رسالة إعلامية موحدة في المعارض والبورصات الدولية القادمة المهمة خاصة في بورصة برلين في مارس المقبل وعدم الانسحاب من هذه البورصات مهما كانت الظروف. 10 تبقي نقطة أخيرة وهي مواجهة الوضع الداخلي في قطاع السياحة, وذلك بأن يتفاهم القطاع السياحي مع الدولة في كيفية عدم الاستغناء عن العمالة ومواجهة مشاكل الفنادق مع جميع وزارات وأجهزة الدولة لتخفيف الأعباء عنها في ظل حالة عدم تشغيل هذه الفنادق. * إن هذه اجتهادات أو رؤية شخصية لخطة انقاذ عاجلة لنجدة هذا القطاع مما حدث له حتي يستمر في أداء رسالته لخدمة الاقتصاد القومي. ونحن علي ثقة بأن السياحة المصرية قادرة علي تجاوز هذه الأزمة.. مثلما تجاوزت أزمات أخري سابقة.. وان كانت هذه أكبر كما قلنا في بداية المقال.. لكن الأمل في الله كبير في عودة الاستقرار الي مصر.. وحتي تزدهر السياحة من جديد.. يارب