إبراهيم عيسى: "في أي لحظة انفلات أو تسامح حكومي البلاعات السلفية هتطلع تاني"    تخفيض 25% من مقابل التصالح بمخالفات البناء حال السداد الفوري.. تفاصيل    الأرصاد تحذر من أطول موجة حارة تضرب البلاد.. تبدأ من اليوم    تشكيل برشلونة المتوقع أمام ألميريا في الدوري الإسباني    جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباريات اليوم الخميس    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الخميس 16-5-2024 بالمصنعية    «حقوق الزقازيق» تعقد محاكمة صورية لقضايا القتل ( صور )    طلاب الإعدادية بشمال سيناء يؤدون امتحاني الجبر والكمبيوتر اليوم    شقيقة ضحية «أوبر» تكشف القصة الكاملة ل حادث الاعتداء وترد على محامي المتهم (فيديو)    مقبرة قرعونية السبب في لعنة الفندق والقصر.. أحداث الحلقة 8 من «البيت بيتي»    أسعار اللحوم والدواجن اليوم 16 مايو    ترامب عن بايدن بعد تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل: متخلف عقليا    أجمل 5 هدايا في أعياد ميلاد الأطفال    فصائل عراقية تعلن استهداف مصفى حيفا النفطي بالمسيرات    استقرار أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أمريكا    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    تراجع الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة لأول مرة في الولايات المتحدة منذ الجائحة    "في الخلاط" حضري أحلى جاتو    طريقة طهي الكبدة بطريقة صحيحة: الفن في التحضير    رضا عبد العال: «حسام حسن كان عاوز يفوز بكأس عاصمة مصر عشان يستبعد محمد صلاح»    4 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة "الحلقاوي" وسط رفح الفلسطينية    رئيس تتارستان: 20 مليون مسلم داخل روسيا ولدينا خبرات فى تشييد الطائرات والسفن    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    ارتفاع حصيلة العدوان على مدينة طولكرم بالضفة الغربية إلى 3 شهداء    فوائد تعلم القراءة السريعة    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    تين هاج: لا نفكر في نهائي كأس الاتحاد ضد مانشستر سيتي    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    وزير الرياضة يطلب هذا الأمر من الجماهير بعد قرار العودة للمباريات    حظك اليوم برج العذراء الخميس 16-5-2024 مهنيا وعاطفيا    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    طلعت فهمي: حكام العرب يحاولون تكرار نكبة فلسطين و"الطوفان" حطم أحلامهم    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    الرئيس السيسى يصل البحرين ويلتقى الملك حمد بن عيسى ويعقد لقاءات غدًا    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    طريقة عمل الدجاج المشوي بالفرن "زي المطاعم"    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    «البحوث الفلكية» يعلن عن حدوث ظاهرة تُرى في مصر 2024    قمة البحرين: وزير الخارجية البحرينى يبحث مع مبعوث الرئيس الروسى التعاون وجهود وقف إطلاق النار بغزة    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    سعر الفراخ البيضاء وكرتونة البيض بالأسواق فى ختام الأسبوع الخميس 16 مايو 2024    شريف عبد المنعم: مواجهة الترجي تحتاج لتركيز كبير.. والأهلي يعرف كيفية التحضير للنهائيات    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    كامل الوزير يعلن موعد تشغيل القطار الكهربائي السريع    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الخميس 16 مايو 2024    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوف نبني مصر .. في خطاب تاريخي شامل أمام النواب: الرئيس يعلن انتقال السلطة التشريعية رسميا إلي البرلمان المنتخب

حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من المخاطر التي تتعرض لها البلاد, مؤكدا في أول خطاب له أمام مجلس النواب, ضرورة أن تكون مصر استثناء من بين دول المنطقة في التنمية والاستقرار, والمضي قدما نحو التقدم, ومذكرا بإبطال مفعول مؤامرات تعطيل الدولة.
وسلم السيسي السلطة التشريعية إلي النواب, الذين وصلوا إلي مقاعدهم بعد انتخابات تمت في أجواء شفافة, وآمنة شهد لها العالم أجمع, تعبيرا عن إرادة الشعب, مشيرا إلي استكمال خارطة المستقبل, التي توافق عليها الشعب بعد ثورة وطنية استردت الوطن ممن أرادوا خطفه.
وحث السيسي نواب البرلمان علي الاهتمام بقضايا الصحة والتعليم والاعلام وتجديد الخطاب الديني, ووضعها علي رأس أولويات الأجندة التشريعية, مطالبا النواب بممارسة دورهم التشريعي والرقابي في صالح الوطن, لأن الشعب يعلق آمالا كبيرة علي نوابه, بعد أن أرسي قواعد نظامه القانوني, وأعاد بناء مؤسساته الدستورية, وانتصر للديمقراطية في مواجهة دعاة الردة والتخلف.
ودعا الرئيس نواب الشعب إلي الوقوف حدادا علي أرواح شهداء الوطن, الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفعته واستقراره, وقال في خطابه: إننا نقف أمام لحظة فارقة في عمر أمتنا بعد أن حاولت فئة خطف الوطن, لكن الشعب وقف ضدها من خلال ثورة وطنية شديدة النقاء.
وأضاف السيسي أننا نمتلك حلما سوف يتحقق عمليا من خلال إرادة شعبنا العظيم الذي يتطلع إلي بناء دولة مدنية حديثة تحكمها العدالة والحرية, مشيرا إلي أنه يري الامل يشرق في الافق, وفي قضائنا الشامخ, وفي قواتنا المسلحة, وفي الشرطة صمام الأمن والأمان.
وفيما يلي نص خطاب الرئيس السيسي أمام مجلس النواب:
في بداية كلمتي إليكم, اليوم, أتقدم لكم جميعا بخالص التهنئة علي الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصري وتمتزج التهنئة بكل أمنياتي القلبية لكم جميعا بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية.
في مستهل لقائنا أطلب من حضراتكم أن يحضر معنا بذكراه في هذه القاعة كل من دفع حياته ثمنا لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية وأدعوكم إلي أن نقف سويا دقيقة حدادا علي أرواح شهداء مصر جميعا.
إننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا, ولذلك فإن صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتم إلي مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك, وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرا جليا عن إرادة الشعب المصري العظيم واستكملنا- نحن المصريين خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعا يوم قررنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله.
إنني أعلن أمامكم ممثلي الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلي البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضه علينا الظرف السياسي وأتمني من الله سبحانه وتعالي, أن يوفقكم إلي ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذي يعلق عليكم آمالا كبيرة.
من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسي قواعد نظامه الديمقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية لقد استطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية, لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف.
لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيه أبدا.
مشروع وطني
أبناء وبنات مصر الأبية العزيزة:
لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه وبرهن بلا أدني شك علي تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ وأكد صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج, إن دولتنا تواجه أعتي التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها.
ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائن من كان, إننا ماضون قدما في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لأحد بأن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الإجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجي.
لقد انتميت إلي المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلا وتعلمت فيها المعاني الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات ومارست ذلك علي مدي أكثر من ثلاثين عاما كانت مصر هي الأمل والرجاء, كان طموحي أن أري وطني يحتل مكانته اللائقة بين الأمم, لم أتقاعس يوما عن أداء مهمة أو تكليف, ومن هذا المنطلق أجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفونني به لأتولي معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة إنقاذ وبناء.
ومنذ اللحظة الأولي كنت علي دراية وعلي معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا, كنت مدركا لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يحاك لوطننا.
ولم أخف عنكم شيئا.. لقد كنت صادقا معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق
إلا أن ذلك لم يقطع يقيني وثقتي بأننا نحن المصريين قادرون علي تحدي
التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطني.
إن إيماني لم يتزعزع أبدا في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الآمال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدي أبنائه جميعا.
السيدات والسادة:
إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن تفرض علي الجميع مسئولية تاريخية وأداء استثنائيا تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كي يبقي البنيان قائما وشامخا.
إن المهام المنوطة بالبرلمان تحتم عليه أن يكون برلمانا حرا وممثلا حقيقيا لرغبات الشعب وعليه أن يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمقراطية السليمة دون استعراض إعلامي أو تنافس سياسي لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.
لقد جابهنا معا موجة عاتية من إرهاب غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضي والخراب بين ربوع الوطن, وفي صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ علي مقدسات هذا الوطن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الوادي وسيناء وعلي حدودنا الغربية, ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخ أو ملل.
إعادة بناء الدولة
ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمي وغايتنا الكبري هي إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمقراطية مدنية حديثة, وكان انطلاق مشروعنا الوطني وفق رؤية علمية وخطي طموحة يراعي التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة, ولم تقتصر هذه الرؤية علي متطلبات الحاضر فقط, إنما امتدت لتلبي متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل وهو ما خلق الدافع والباعث كي نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه.
واليوم ونحن نتحول من مرحلة الانتقال إلي مرحلة الانطلاق, فإننا نسعي إلي تحقيق ارتفاع في معدلات النمو الاقتصادي في زمن قياسي وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق ارتفاعا ملحوظا في إجمالي الناتج القومي وترفع معدلات التشغيل والتصدير بما ينعكس إيجابيا علي موارد الدولة, ولذا كان من الضروري أن نبدأ علي الفور في تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرق وموان ومطارات ومحطات كهرباء بجانب إجراء تعديلات تشريعية تهيئ الأجواء لتشجيع الاستثمار.
ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء فقد تزامن
مع ذلك إنشاء وافتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة تعيد رسم خريطة الوطن وتعيد صياغة مفهوم الحياة علي أرضه الطيبة وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان وتخفف التكدس السكاني في وادي النيل ودلتاه.
نقطع خطوات واسعة يفخر بها الشعب علي طريق إنجاز مشروعنا الوطني فقد بدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلي(5) آلاف كم وانتهينا من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من المواني البحرية, كما حققنا إنجازا غير مسبوق في تاريخ مصر من خلال تطوير شبكة الطاقة الكهربية, حيث تم التغلب علي العجز الشديد في إنتاج الطاقة الكهربية, كما تم التوقيع علي إنشاء المحطة النووية بالضبعة والتي سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع القادمة.
ولقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية وإطلاق المشروع القومي لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا والتي أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم. كما بدأنا أيضا في المشروع القومي لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان في سياق تكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة قائمة علي مفهوم.
ولقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لأكثر من مليون مواطن مصري, بما تنعكس آثاره علي نحو أكثر من(5) ملايين مواطن غير أنني أدرك أن ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتا أكبر كي نحصدها.
الشباب أمل المستقبل
كما كان للشباب نصيب من جهود الدولة, حيث تضعهم الدولة في أولويات اهتمامها كونهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل, حيث تم تكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب, كما كان لهم تمثيل كبير في تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية وجاء الإعلان عن العام2016 عاما للشباب لتبدأ الدولة في تنفيذ مشروع قومي لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة200 مليار جنيه. وتأتي خطة تطوير مراكز الشباب والتي تسير بمعدلات هائلة كخطوة أخري في إطار جهود الدولة لرعاية الشباب.
لإدراكنا بأن هذا الوطن يتسع للجميع ولليقين بأن احتواء الشباب ضرورة, فقد استخدمت سلطاتي الدستورية في إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكام بالحبس والذين أتمني أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لدمجهم في المسيرة الوطنية. وإيمانا بأن أهم مشكلات الشباب هي إيجاد من يسمع لهم ويتفهم مطالبهم فقد بدأنا بإطلاق حوار موسع لكافة أطياف الشباب المصري للوقوف علي آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفوري مع مشكلاتهم.
إن الشخصية المصرية تتميز بامتلاكها أبعادا حضارية وثقافية متميزة ومتفردة, ولكي نبني مصر المستقبل علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية علي أساس علمي ومعرفي, ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمنا قوميا وتأتي علي رأس أولويات الدولة المصرية, ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية لكي تتماشي مع متطلبات العصر.. كما جاء إطلاق بنك المعرفة المصري كأول وأكبر مكتبة رقمية معرفية وعلمية وثقافية علي مستوي العالم ليدلل ويبرهن بلا شك أننا نسعي لبناء مجتمع المعرفة.. مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر.
منذ أن توليت مهمتي ومسئوليتي كان همي الأكبر وشاغلي الأساسي هم الكادحين والبسطاء من أبناء هذا الشعب وكان التخفيف عنهم والارتفاع بمستواهم المعيشي علي رأس أولويات الدولة. ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي ليصل إلي3 ملايين أسرة, كما انطلق مشروع تكافل وكرامة ليكون مظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
مكافحة ارتفاع الأسعار
وعلي الجانب الآخر, كانت مواجهتنا الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء, فقد شرعت مؤسسات الدولة في مكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة, كما أصدرت توجيهاتي بقيام صندوق تحيا مصر بتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء, حيث يتم تنفيذ خطة شاملة لتطوير القري الأكثر احتياجا.. وكذلك توفير العلاج لفيروسC لغير القادرين.
رغم كل ما سبق ذكره لكم لا يمنعني من أن أؤكد أنه مازال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمتنا الذين عانوا علي مدي عقود من الإهمال والتجاهل والتهميش.
لقد ادت الازمات التي واجهت الوطن في فترة سابقة إلي تراجع الدور المصري إقليميا ودوليا بشكل غير مسبوق.
ولكن في غضون العام ونصف العام نجحت الدولة المصرية بفضل دبلوماسيتها العريقة وبجهودها الحثيثة واتصالاتها السياسية المكثفة في أن تعيد انفتاحها علي العالم كله شرقا وغربا, حيث انتهجنا نهج بناء علاقات دولية رشيدة قائمة علي التفاهم والمصارحة والاحترام المتبادل واستطعنا أن نستعيد دورنا الإقليمي والدولي.
والآن فإننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول علي مقعد غير دائم
في مجلس الأمن في دورته الحالية, وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية, وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن والأفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ.
كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبري, وانعكس ذلك علي إقدام العديد من الدول علي دعم مصر ومساندة مشروعها الوطني وتمويل مشروعاتها الإنمائية وتشجيع الاستثمار بها.
فلسطين قضية شعب مصر
إننا ماضون قدما في استثمار علاقات الصداقة والانفتاح علي العالم والمواقع التي حصلت عليها مصر في المحافل الدولية والعربية والإفريقية, من أجل خدمة قضايا السلام والأمن لتحقيق الاستقرار والتنمية فهذه رسالة مصر إلي العالم دوما رسالة سلام ومحبة. اننا لن نألو جهدا في السعي نحو التوصل إلي تسوية سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت ومازالت قضية شعب مصر.
من هنا من داخل مجلسكم الموقر, وعلي مرأي ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كي تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر علي الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها, ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلي أعلي مستوي من التنسيق بين دول العالم, وتراعي الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية.
يانواب البرلمان تمسكوا بالدستور والقانون, كونوا انعكاسا حقيقيا لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة.. اعملوا علي بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقي سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعا.
أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني علي رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم.
إنني أري وترون معي أن الأمل يشرق في الأفق, نراه في سريان نيلينا الخالد حقولا تزهر وتثمر وآلات تدور ومباني تعلو وعمرانا يمتد وعملا دؤوبا ونوايا خالصة علي هذه الأرض الطيبة.
أراه في عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وضمير المرأة ونتاج عقول العلماء وإبداع المثقفين والفنانين وخطاب علماء الدين الأجلاء وأزهرنا الشريف وكنيستنا الأصيلة.
أري الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة.
وأري الأمل في عيون شرطتكم الساهرة علي أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه. أري الأمل في منصة قضائنا الشامخ الذي يعلي صوت الحق ويقيم العدل في أرجاء الوطن.. أري الأمل في عيونكم أنتم نواب شعب مصر الأبي الكريم.
هذه مصر نادتنا فلبينا وها هي تناديكم فلبوا النداء وتعالوا نبني سويا مجتمع العمل والأمل.. مجتمع تجمعه المساحات المشتركة ولا تفرق أبناءه الصغائر والمصالح الضيقة.
تعالوا نقيم سويا ومعا دولتنا.. دولة شابة قوية, إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها..
وسنبنيها بإذن الله سبحانه وتعالي.
حفظ الله مصر وشعبها..
وصانها مستقرة وآمنة..
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.