أثق في قدرة المصريين علي التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر ماضية بكل عزم لبناء مشروعها الوطني لبناء دولة مدنية حديثة تقوم علي أسس الوطنية والعدالة والحرية، مشيرا إلي أن الشعب المصري استطاع بقوة إرادته استعادة حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف، كما نجح في استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة. وتطرق الرئيس في خطابه الشامل أمام مجلس النواب أمس والذي يعد أول خطاب لرئيس منتخب أمام البرلمان منذ ثورة 25 يناير 2011 إلي أهم ملفات العمل الوطني في المرحلة الراهنة، وشدد علي استمرار الدولة في مواجهة التحديات المحدقة بمصر، سواء في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف نشر الفوضي والخراب، ووجه الرئيس التحية لتضحيات رجال الجيش والشرطة، كما تعهد باستمرار العمل لتخفيف العبء عن الفقراء والكادحين. واستعرض الرئيس في خطابه عددا من الانجازات الكبري التي تحققت منذ توليه المسئولية باستجابته لنداء الشعب لانقاذ الوطن، وفي مقدمتها شق قناة السويس واطلاق المشروع القومي لتنمية محورها، كما تطرق لعدد من الانجازات في مجالات الكهرباء والبنية التحتية وتوفير فرص العمل، مؤكدا استمرار العمل لخدمة الفقراء ومد مظلة الحماية الاجتماعيهم لهم. ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي عددا من الرسائل لمجلس النواب وقطاعات الشباب والمرأة، كما تناول عددا من قضايا العلاقات الخارجية واكد حرص مصر علي انفتاح مصر علي العالم واستثمارها لعلاقات الصداقة لخدمة التنمية وفيما يلي نص الخطاب: تعلمت في المؤسسة العسكرية مبادئ الشرف والإخلاص.. وأجبت نداء الشعب لإنقاذ الوطن المشروع الوطني أعدنا بناء قواعد النظام الديمقراطي مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف الأوضاع الراهنة تفرض مسئولية تاريخية وأداء استثنائياً الحاضر والمستقبل شبابنا علي رأس اهتمامات الدولة 200 مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة مساعدون شباب للوزراء والمحافظين الرعاية الاجتماعية دعم الكادحين والفقراء شاغلي الأول مواجهة حازمة للمتلاعبين بأقوات البسطاء مظلة اجتماعية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة طموحاتنا نتحول من مرحلة الانتقال إلي الانطلاق نسعي لرفع معدل النمو في زمن قياسي نستهدف تلبية متطلبات الأبناء والأحفاد مواجهة الإرهاب سنواصل المعركة بلا تراخ أو ملل رجال الجيش والشرطة يدفعون أرواحهم لحماية مقدسات الوطن نواب ونائبات شعب مصر العظيم في بداية كلمتي إليكم اليوم أتقدم لكم جميعاً بخالص التهنئة علي الثقة الغالية التي منحكم إياها الشعب المصري وتمتزج التهنئة بكل أمنياتي القلبية لكم جميعاً بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنا الغالية . وفي مستهل لقائنا أطلب من حضراتكم أن يحضر معنا بذكراه في هذه القاعة كل من دفع حياته ثمناً لأن نصل لهذه اللحظة التاريخية وأدعوكم بأن نقف سوياً دقيقة حداداً علي أرواح شهداء مصر جميعاً. السيدات والسادة: إننا نقف في لحظة دقيقة وفارقة من عمر أمتنا ولذلك فإن صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتُم إلي مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت في مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيراً جلياً عن إرادة الشعب المصري العظيم واستكملنا - نحن المصريين -خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعاً يوم قررنا إستعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه والمعبرين عن طموحه وآماله. السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم: إنني أعلن أمامكم ممثلي الشعب بإنتقال السلطة التشريعية إلي البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كإجراء استثنائي فرضه علينا الظرف السياسي وأتمني من الله «سبحانه وتعالي» أن يوفقكم إلي ما فيه الصالح لهذه الأمة العظيمة وهذا الشعب الذي يُعلق عليكم آمالاً كبيرة. الإخوة والأخوات من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله أنه أرسي قواعد نظامه الديمقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية لقد إستطاع شعبنا العظيم أن ينتصر للحرية والديمقراطية، لقد استطاع أن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف. لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تُفرط فيه أبداً. أبناء وبنات مصر الأبية العزيزة: لقد أثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبرياءه وبرهن بلا أدني شك علي تفرده في صناعة الحضارة وكتابة التاريخ وأكد علي صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج، إن دولتنا تواجه أعتي التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهرها. ولقد قرر المصريون إنفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن إنفاذ إرادتهم كائنٌ من كان، إننا ماضون قدماً في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجي. السيدات والسادة: لقد انتميت إلي المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلاً وتعلمت فيها المعاني الوطنية ومبادئ الشرف والإخلاص والتضحية وإنكار الذات ومارست ذلك علي مدار أكثر من ثلاثين عاماً كانت مصر هي الأمل والرجاء، كان طموحي أن أري وطني يحتل مكانتهُ اللائقة بين الأمم، لم أتقاعس يوماً عن أداء مهمةٍ أو تكليف، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفوني به لأتولي معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة إنقاذٍ وبناءٍ. ومنذ اللحظة الأولي كنت علي دراية وعلي معرفة بحقائق الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، كنت مدركاً لدقائق الظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبأبعاد ما يُحاك لوطننا. ولم أخفِ عنكم شيئاً لقد كنت صادقاً معكم إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق إلا أن ذلك لم يقطع يقيني وثقتي بأننا نحن المصريين قادرون علي تحدي التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعي الحقيقي والإرادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطني. إن إيماني لم يتزعزع أبداً في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الآمال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيدي أبنائه جميعاً. السيدات والسادة: إن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الآن تفرض علي الجميع مسئولية تاريخية وأداءً إستثنائياً تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كي يبقي البنيان قائماً وشامخاً. إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلماناً حراً وممثلاً حقيقياً لرغبات الشعب وعليه أن يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمُقراطية السليمة دون استعراض إعلامي أو تنافس سياسي لايضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه. لقد جابهنا معاً موجة عاتية من إرهابٍ غاشم استهدفت الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضي والخراب بين ربوع الوطن، وفي صدارة المواجهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ علي مقدسات هذا الوطن.. ولكن بفضل من الله وبإرادة وطنية لا تلين وبصمود شعبنا العظيم استطعنا أن نكسر شوكة تنظيمات الإرهاب في الوادي وسيناء وعلي حدودنا الغربية، ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخٍ أو ملل. السيدات والسادة: ونحن نواجه هذا الإرهاب الأسود لم نغفل أن هدفنا الأسمي وغايتنا الكبري هي إعادة بناء الدولة المصرية دولة ديمُقراطية مدنية حديثة، وكان انطلاق مشروعنا الوطني وفق رؤية علمية وخُطي طموحة يراعي التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة، ولم تقتصر هذه الرؤية علي متطلبات الحاضر فقط، إنما امتدت لتلبي متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل وهو ما خلق الدافع والباعث كي نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه. واليوم ونحن نتحول من مرحلة الانتقال إلي مرحلة الانطلاق، فإننا نسعي إلي تحقيق ارتفاع في معدلات النمو الاقتصادي في زمن قياسي وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق ارتفاعاً ملحوظاً في إجمالي الناتج القومي وترفع معدلات التشغيل والتصدير بما ينعكس إيجابياً علي موارد الدولة، ولذا كان من الضروري أن نبدأ علي الفور في تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرقٍ وموانئ ومطارات ومحطات كهرباء بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيئ الأجواء لتشجيع الاستثمار. ولإدراكنا بأن كل لحظة من حياتنا يجب أن تكون لحظة عمل وبناء فقد تزامن مع ذلك إنشاء وإفتتاح مجموعة من المشروعات الضخمة والعملاقة تعيد رسم خريطة الوطن وتعيد صياغة مفهوم الحياة علي أرضه الطيبة وتزيد مساحة الرقعة المأهولة بالسكان وتخفف التكدس السكاني في وادي النيل ودلتاه. السيدات والسادة في غضون العام ونصف العام استطعنا « بفضل الله» وبعزيمة المصريين أن نقطع خطوات واسعة يفخر بها الشعب علي طريق إنجاز مشروعنا الوطني فقد بدأنا تنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلي (5) آلاف كم وانتهينا من تشييد مجموعة من المطارات المدنية بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، كما حققنا إنجازاً غير مسبوق في تاريخ مصر من خلال تطوير شبكة الطاقة الكهربية، حيث تم التغلب علي العجز الشديد في إنتاج الطاقة الكهربية، كما تم التوقيع علي إنشاء المحطة النووية بالضبعة والتي سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع القادمة. ولقد كان شق قناة السويس الجديدة وافتتاحها أمام الملاحة الدولية وإطلاق المشروع القومي لتنمية محور قناة السويس هما أيقونة إنجازاتنا والتي أعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم. كما بدأنا أيضاً في المشروع القومي لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان في سياق تكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة قائمة علي مفهوم التنمية المستدامة. ولقد أتاحت هذه المشروعات فرص عمل لأكثر من مليون مواطن مصري، بما تنعكس آثاره علي نحو أكثر من (5) ملايين مواطن غير أنني أُدرِك أن ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتاً أكبر كي نحصدها. كما كان للشباب نصيبٌ من جهود الدولة حيث تضعهم الدولة في أولويات اهتمامها كونهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل، حيث تم تكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب، كما كان لهم تمثيلٌ كبيرٌ في تشكيل المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية وجاء الإعلان عن العام 2016 عاماً للشباب لتبدأ الدولة في تنفيذ مشروع قومي لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة 200 مليار جنيه. وتأتي خطة تطوير مراكز الشباب والتي تسير بمعدلات هائلة كخطوة أخري في إطار جهود الدولة لرعاية الشباب. ولإدراكنا بأن هذا الوطن يتسع للجميع ولليقين بأن احتواء الشباب إنجازات عام ونصف شبكة طرق بأطوال 5 آلاف كم.. والتوسع في انشاء المطارات وتطوير الموانئ إنجاز تاريخي في تطوير الكهرباء.. والعمل بمحطة الضبعة خلال أسابيع قناة السويس الجديدة أيقونة إنجازاتنا فرص عمل لأكثر من مليون مواطن.. وثمار المشروعات الكبري تستغرق وقتاً العلاقات الخارجية القوي الكبري تدعم مصر وتساند مشروعها الوطني نسعي لتسوية سياسية في سوريا وليبيا واليمن فلسطين مازالت قضية شعب مصر ضرورة، فقد استخدمت سلطاتي الدستورية في إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكامٌ بالحبس والذين أتمني أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لدمجهم في المسيرة الوطنية. وإيماناً بأن أهم مشكلات الشباب هي إيجاد من يسمع لهم ويتفهم مطالبهم فقد بدأنا بإطلاق حوارٍ موسع لكافة أطياف الشباب المصري للوقوف علي آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفوري مع مشكلاتهم. السيدات والسادة: إن الشخصية المصرية تتميز بإمتلاكها أبعاداً حضارية وثقافية متميزة ومتفردة، ولكي نبني مصر المستقبل علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية علي أساس علمي ومعرفي، ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمناً قومياً وتأتي علي رأس أولويات الدولة المصرية، ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية لكي تتماشي مع متطلبات العصر.. كما جاء إطلاق «بنك المعرفة» المصري كأول وأكبر مكتبة رقمية معرفية وعلمية وثقافية علي مستوي العالم ليدلل ويبرهن بلا شك أننا نسعي لبناء مجتمع المعرفة.. مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر. السيدات والسادة: منذ أن توليت مهمتي ومسئوليتي كان همي الأكبر وشاغلي الأساسي هم الكادحون والبسطاء من أبناء هذا الشعب وكان التخفيف عنهم والإرتفاع بمستواهم المعيشي علي رأس أولويات الدولة. ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعي ليصل إلي 3 ملايين أسرة، كما انطلق مشروع تكافل وكرامة ليكون مظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. وعلي الجانب الآخر، كانت مواجهتنا الحازمة والفعالة لمن يتلاعبون بأقوات البسطاء، فقد شرعت مؤسسات الدولة في مكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية عن طريق توفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، كما أصدرت توجيهاتي بقيام صندوق « تحيا مصر» بتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، حيث يتم تنفيذ خطة شاملة لتطوير القري الأكثر إحتياجاً.. وكذلك توفير العلاج لفيروس c لغير القادرين. كل ما سبق ذكره لكم لا يمنعني من أن أؤكد بأنه لازال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء من أبناء أمُتنا الذين عانوا علي مدار عقود من الإهمال والتجاهل والتهميش. السيدات والسادة.. نواب الشعب الكرام: لقد شهدت الفترة التي سبقت ثورتنا علاقات خارجية متوترة مع الكثير من الأشقاء والأصدقاء وتراجع الدور المصري إقليمياً ودولياً بشكل غير مسبوق. ولكن في غضون العام ونصف العام نجحت الدولة المصرية بفضل دبلوماسيتها العريقة وبجهودها الحثيثة وإتصالاتها السياسية المكثفة من أن تعيد انفتاحها علي العالم كله شرقاً وغرباً، حيث انتهجنا نهج بناء علاقات دولية رشيدة قائمة علي التفاهم والمصارحة والاحترام المتبادل واستطعنا أن نستعيد دورنا الإقليمي والدولي. والآن فإننا نحصد ثمار سياستنا الخارجية من خلال الحصول علي مقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأسنا لجنة مكافحة الإرهاب به ونترأس القمة العربية، وجمعنا بين عضوية مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ. كما توثقت علاقات مصر بدول العالم وقواه الكبري، وانعكس ذلك علي إقدام العديد من الدول علي دعم مصر ومساندة مشروعها الوطني وتمويل مشروعاتها الإنمائية وتشجيع الاستثمار بها. إننا ماضون قُدماً في استثمار علاقات الصداقة والانفتاح علي العالم والمواقع التي حصلت عليها مصر في المحافل الدولية والعربية والأفريقية، من أجل خدمة قضايا السلام والأمن لتحقيق الاستقرار والتنمية فهذه رسالة مصر إلي العالم دوماً رسالة سلام ومحبة. ولن نألو جهداً في السعي نحو التوصل إلي تسوية سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي كانت ومازالت قضية شعب مصر. ومن هُنا من داخل مجلسكم الموقر، وعلي مرأي ومسمع من العالم كله أجدد دعوة مصر للعالم كي تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي بات يمثل الخطر الأكبر علي الحضارة الإنسانية والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها، ويجب أن تكون مواجهته وفق رؤية متكاملة وعلي أعلي مستوي من التنسيق بين دول العالم، وتراعي الأبعاد الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية. السيدات والسادة.. نواب مصر الكرام ما سردته لكم هو موجز عن بعض من التحديات وبعض من الإنجاز والحق أقول لكم إن ما يواجه هذا الوطن من تحديات يجعل القلق والتخوف أمراً مشروعاً ولكن حجم الإنجاز غير المسبوق الذي تم بإرادة وعزيمة المصريين يجعل من الأمل أمراً حتمياً وفرضاً وطنياً ولعل مجلسكم هذا خير دليل علي إنجاز الأمة المصرية علي طريق الديمُقراطية، حيث نري أكبر عدد من النواب في تاريخ مصر أكثرهم من الوجوه الجديدة سياسياً بما يضمن لنا ضخ دماء جديدة في شريان الحياة السياسية فضلاً عن التمثيل غير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن هذا الكم الكبير من التمثيل الحزبي والمستقل داخل البرلمان يدلل ويبرهن علي حالة من الحراك السياسي الحميد والصحي داخل المجتمع المصري. نائبات مصر المحترمات أخاطب من خلالكُن المرأة المصرية صوت ضمير الأمة النابض بعشق الوطن التي أثبتت دوماً أنها صمام أمان مصر وشعبها، عبرن عن قضاياكن وكن صوتاً للحق تحت هذه القبة تمسكن بحلمكن في وطن مستقر وآمن ودافعن عن ذلك بكل ما آتاكن الله من عزيمة وإرادة وتحد. شباب مصر المتحمس: إن سعادتي لا توصف بأن أري هذا التمثيل الكبير لكم في البرلمان أري فيكم الأمل والمستقبل وثقتي فيكم بلا حدود وتلك الثقة هي التي تدفعني لليقين بأنكم ستكونُون نواة حقيقية ومحترمة لحياة سياسية متجددة قائمة علي الثوابت الوطنية يدفعها حماسكم للأمام. كما أن لدي اطمئناناً وفرحة تسري بين جنبات نفسي وأنا أري تمثيلاً مشرفاً لذوي الاحتياجات الخاصة، بل ذوي القدرات الخاصة الذين يمثلون رمزاً مصرياً خالصاً قادراً علي التحدي والإرادة ويشكلون نموذجاً للتحدي ومواجهة الصعاب ما أحوجنا إليه. نواب ونائبات الشعب: أوصيكم بإعلاء المصالح العليا للوطن.. تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا انعكاساً حقيقياً لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة.. اعملوا علي بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقي سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعاً. أدعوكم لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني علي رأس أولوياتكم وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامكم. الإخوة والأخوات أمامنا عمل شاق يحتاج منا جميعاً شعباً ونواباً وحكومةً وقيادةً إلي التكاتف نحو هدف واحد لا ينبغي أن يغيب عن عقولنا وقلوبنا هو الدفاع عن الدولة المصرية وإنجاز مشروعها الوطني. علينا ألا ننسي أننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ولايريد لهذا البلد أن يكون استثناء بين مصائر دول هذه المنطقة المضطربة وأن يعرقل مشروعنا الوطني للتنمية والاستقرار. السيدات والسادة.. شعب مصر العظيم نحن نمتلك حلماً نطبقه عملاً ويقيني بالله سبحانه وتعالي بأننا أمة عظيمة وعريقة قادرة علي اجتياز المحن وعبور الصعاب نحو الغد المشرق فإرادة شعبنا أقوي من كل المكائد وعزم الأمة قادر علي صناعة المستقبل.. إن شعب مصر يتطلع إلينا بأمل كبير وثقة غالية يتعين علينا أن نضعها في صدارة اهتماماتنا ولا يساورني شك في أننا معاً سنمضي قدماً في مسيرتنا نحو بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة قائمة علي أسس الوطنية والعدالة والحرية. أري وترون معي أن الأمل يشرق في الأفق نراه في سريان نيلينا الخالد حقولاً تزهر وتثمر وآلات تدور ومباني تعلو وعمراناً يمتد وعملاً دؤوباً ونوايا خالصة علي هذه الأرض الطيبة. أراه في عيون أطفالنا وسواعد شبابنا وضمير المرأة ونتاج عقول العلماء وإبداع المثقفين والفنانين وخطاب علماء الدين الأجلاء وأزهرنا الشريف وكنيستنا الأصيلة. أري الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء.. أري الأمل في عيون شرطتكم الساهرة علي أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه أري الأمل في منصة قضائنا الشامخ الذي يُعلي صوت الحق ويُقيم العدل في أرجاء الوطن.. أري الأمل في عيونكم أنتم نواب شعب مصر الأبي الكريم. أيها المصريون: هذه مصر نادتنا فلبينا وها هي تناديكم فلبوا النداء وتعالوا نبني سوياً مجتمع العمل والأمل.. مجتمعا تجمعه المساحات المشتركة ولا تفرق أبناءه الصغائر والمصالح الضيقة. تعالوا نقيم سوياً ومعاً دولتنا.. دولة شابة قوية إن أمامنا فرصة تاريخية لبنائها.. وسنبنيها بإذن الله سبحانه وتعالي. حفظ الله مصر وشعبها .. وصانها مستقرة وآمنة.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته