هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت مجلس النواب على الثقة التي منحها الشعب لاعضائه. وفيما يلي نص خطاب الرئيس السيسي الأول أمام مجلس النواب بمناسبة انعقاد الدورة التشريعية الجديدة. بسم الله الرحمن الرحيم الاخوة والاخوات ..نواب ونائبات شعب مصر العظيم في بداية كلمتي اليكم اليوم اتقدم لكم جميعا بخالص التهئنة على الثقة الغالية التي منحكم اياها الشعب المصري وتمتزج التهنئة بكل امنياتي القلبية بالسداد والتوفيق في مهمتكم العظيمة ومسئوليتكم الجسيمة في هذه اللحظات من تاريخ مصر. وفي مستهل الجلسة يحضر معنا بذكراه كل من دفع حياته ثمن لأن نصل إلى هذه اللحظة التاريخية لذلك أدعوكم لأن نقف دقيقة حداد على اروح شهداء مصر جميعا . اننا نقف في ظل دقيقة فارقة من عمر أمتنا ولذلك فان صدق الكلمات فرض ودقتها ضرورة والحق أنكم وصلتم الى مقاعدكم تلك نتيجة إلى انتخابات برلمانية تمت في أجواء شفافة وآمنة شهد لها العالم أجمع. وتابع الرئيس السيسي في كلمته أمام مجلس النواب " وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيرا جليا عن ارادة الشعب المصري العظيم ،،استكملنا نحن المصريون خارطة المستقبل التي توافقنا عليها جميعا ،يوم قررنا استعادة الوطن ممن ارادوا اختطافه لحساب اهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة ،فكان رد المصريون عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من ابناء هذا الوطن ممثلين شعبه ومعبرين عن طموحه واماله . السيدات والسادة ،،شعب مصر العظيم ،،أنني أعلن أمامكم ممثلي الشعب بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب بإرادة حرة بعد أن احتفظ بها رئيس السلطة التنفيذية كاجراء استثنائي فرضه علينا الظرف السياسي ،،واتمنى من الله أن يوفققكم إلى ما فيه الصالح لهذه الامة العظيمة .وهذا الشعب الذي يعلق عليكم امالا كبيرة . الاخوة والاخوات ..... من هذا المكان من تحت قبة برلمان مصر يعلن شعبنا للعالم كله انه ارسى قواعد نظامه الديمقراطي وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية وقد استطاع شعبنا العظيم ان ينتصر للحرية والديمقراطية ،وقد استطاع ان يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوي الردة ودعاة التخلف ،،لقد استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية في إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديمقراطية التي ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تفرط فيه أبدا . ابناء وبنات مصر الابية العزيزة ،،لقد اثبت هذا الشعب من جديد عظمته وعراقته وكبريائه ،وبرهن بلا أدنى شك على تفرده في صناعة الحضارة وكتباة التاريخ . واكد على صلابته وأصالة معدنه وهو يواجه بكل جسارة المخاطر التي تحيق بدولته من الداخل والخارج . إن دولتنا تواجه أعتى التحديات وتجتاز أشق المصاعب وتقهروها ، ولقد قرر المصريون انفاذ إرادتهم ولن يثنيهم عن ذلك كائنا من كان ، إننا ماضون قدما في مشروع وطني لبناء الدولة الحديثة ولن نسمح لاحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادي والنهوض الاجتماعي والثقافي والمعرفي والتكنولوجي. السيدات والسادة لقد أنتميت إلى المؤسسة العسكرية المصرية مقاتلا وتعلمت فيها المعاني الوطنية ومبادىء الشرف والاخلاص والتضحية وانكار الذات ومارست ذلك على مدار أكثر من 30 عاما ، كانت مصر هي الامل والرجاء كان طموحي أن أرى وطني يحتل مكانته اللائقة بين الامم ، لم اتقاعس يوما عن اداء مهمة أو تكليف ، ومن هذا المنطلق أجبت نداء بني وطني وتحملت التكليف الذي كلفونني به لتولى معهم وبهم مسئولية وطن في مهمة انقاذ وبناء. ومنذ اللحظة الاولى كنت على دراية ومعرفة بحقائق الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد في مختلف المجالات سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا ، كنت مدركا للظروف الصعبة التي تحيط بمنطقتنا المضطربة وبما يحاك لوطننا ولم اخف عنكم شيئا لقد كنت صادقا معكم اذ اعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق إلا أن ذلك لم يقطع يقيني وثقتي باننا نحن المصريون قادرون على تحدي التحدي ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل مادمنا نمتلك الوعي الحقيقي والارادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف . إن ايماني لم يتزعزع أبدا في أن قدرات المصريين ستبلغهم الغايات وستحقق الامال وستظل راية هذا الوطن عالية خفاقة بأيد ابنائه جميعا . السيدات والسادة ..إن الاوضاع الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحدق بمصر الان تفرض على الجميع مسئولية تاريخية واداء استثنائي تتضافر فيه الجهود وتتكامل فيه السلطات كي يبقى البنيان قائما وشامخا إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلمان حرا ممثلا حقيقيا لرغبات الشعب وعليه أن يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمقراطية السلمية ، دون استعراض اعلامي أو تنافس سياسي لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه . لقد جابهنا معا موجه عاتية من إرهاب غاشم استهدف الدولة المصرية بلا هوادة أو رحمة وأرادت أن تنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن ، وفي صدارة المجابهة كان رجال جيشنا العظيم وشرطتنا البواسل يدفعون الدم ويقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن ولكن بفضل من الله وبارادة وطنية لا تلين وبصمود الشعب العظيم استطعتنا ان نكسر شوكة تنظيمات الارهاب في الوادي وسيناء وعلى الحدود الغربية ولازلنا نواصل هذه المعركة بلا تراخي . السيدات ولسادة ..ونحن نواجه هذه الارهاب الاسود لم نغفل أن هدفنا الاسمى وغايتنا الكبرى هي إعادة بناء الدول المصرية ، دولة ديمقراطية مدنية حديثة ، وكان انطلاق مشروعنا الوطني وفق رؤية علمية وخطى طموحة يراعي التنسيق والتكامل بين مؤسسات الدولة ، ولم تقتصر هذه الرؤية على متطلبات الحاضر فقط انما امتدت لتلبي متطلبات الابناء والاحفاد في المستقبل ، وهو ما خلق الدافع والباعث كي نقتحم المشكلات ونختصر الزمن بل ونسابقه .