حدثت معركة ذات الصواري في عهد الخليفة الراشد الثالث: عثمان بن عفان رضي الله عنه, وكان قائد المعركة والي مصر بعد عمرو بن العاص, عبدالله بن سعد بن أبي السرح, وقد حدثت بعد سقوط قبرص في ايدي المسلمين بثلاث سنين, أما ما حدث بسببها هو أن الروم خرجوا بأسطول ضخم قوامه خمسمائة(500) سفينة أبحرت تجاه الإسكندرية. وقام قائد المسلمين بربط صواري السفن بالقرب من الإسكندرية, وقريبا من الشاطيء, وكان أسطول المسلمين لا يزيد عن مائتي(200) مركب, كما أنهم كانوا حديث عهد بالبحر وركوب السفن والقتال فيه. وقد هدي القائد فكره أن يكون قريبا من الشاطيء وذلك لعدم تكافؤ جنده وأسطوله مع العدو ومعداته حتي يستطيع الانتصار عليه. وقد تحقق ذلك فعلا, فقد اشتبك الفريقان بالسيوف علي ظهور السفن واستطاع الجند المسلمون الانتصار علي الجند الرومان وذلك بعد أن تحول البحر المتوسط إلي ساحة من دماء الشهداء وكان قتلي الروم هائلة وكذلك قتلي المسلمين وفي النهاية عبر الروم عن قتال المسلمين وذلك بشجاعة المسلمين, ففر قائدهم هو( قسطنطين بن هرقل) فر هاربا إلي( سرقوسة) حيث غضب أهلها عليه لهزيمته ثم قتلوه في حمامه. وبذلك انتصر المسلمون في معركة( ذات الصواري) انتصارا عظيما. هذا, وقد ذكر بعض المؤرخين العرب أن عدد سفن الروم بلغت ألفا, بينما كانت سفن المسلمين مائتي سفينة مما يؤكد أن الإيمان بالله تعالي والأخذ بالوسائل التي تدفع إلي النصر, كان الله تعالي مع المؤمنين, لذلك أصبح البيزنطيون أضعف من أن يفكروا في غزو الشواطيء المصرية أو الشامية أو الافريقية التي سيطر عليها المسلمون, ودخلت في نطاق حوذتهم بينما استطاع المسلمون العرب الاستيلاء علي عدة جزر في البحر المتوسط. ففي عام(49 ه) استولوا علي جزيرة( صقلية) وفي عام(53 ه) فتحوا جزيرة( رودس), وفي السنة الحادية و والثمانين(81 ه) استولوا بأساطيلهم علي جزيرة( قوصرة) وهي تبعد ستين ميلا عن صقلية. ثم تحرك الأسطول الإسلامي العربي حتي وصل إلي القسطنطينية, وكاد يفتحها عام(52 ه) حيث قتل الصحابي أبوأيوب الأنصاري ودفن هناك وقد حدثت عدة معارك بين المسلمين والرومان في حوض البحر المتوسط عقب هذه الانتصارات.