للراحل العظيم صالح سليم مقولة شهيرة أثارت جدلا واسعا في تفسيرها, وكادت أن تؤثر علي علاقته مع كل الأندية المصرية وهي الأهلي فوق الجميع والتي سارت نبراسا ودستورا وقانونا يسير علي الجميع لكن داخل النادي القاهري الكبير. وكانت مقولة الأهلي فوق الجميع كلمة السر الكبري في صناعة مجد النادي خلال آخر36 عاما,وأصبحت أهم شعار لمن يرغب في الوصول إلي مقاعد مجلس إدارته.. ولكن مع محمود طاهر انهارت تلك المقولة التاريخية تماما وأصبح هناك من يسير عليها بالأحذية مهينا قيمة وهيبة الأهلي العظيم. وليس صحيحا أنه يحافظ جيدا علي هيبة النادي الأهلي كما يروج في كل مكان, فهي هيبة أصبحت زائفة لم يعد لها أنياب, بعدما أصبحت تهان بقوة من داخل النادي وليس خارجه,وعبر قرارات وتصرفات رئيس النادي وسوء إدارته خاصة لدولة الكرة الكبيرة في الأهلي. نحن أمام رئيس غير شرعي بأمر المحكمة حاليا ويعد بقاؤه في منصبه أخطر بكثير من رحيله عن النادي تحت مزاعم يجري الترويج لها من بينها الحفاظ علي الاستقرار. محمود طاهر هو الأزمة الكبيرة التي يعيشها الأهلي حاليا في ظل انتظاره قرار التعيين من جانب المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة خلال آخر72 ساعة, تعد من أسوأ الساعات التي عاشتها هيبة الأهلي علي الإطلاق تم إهانتها علي مرأي ومسمع منه. نحن أمام رئيس للنادي الأهلي تسبب في ثورة حقيقية داخل النادي وخارجه ترفض بقاءه في منصبه وأصبح لا يتمسك به سوي الأعداء والمنافس الطبيعي.. ومن خلال استعراض ما حدث في الأهلي وأسقط هيبته نتأكد أن الأهلي الذي كان فوق الجميع قبل طاهر بات بعيدا عن المقدمة في كل شيء. -1 طاهر وممدوح عباس.. و الهاشتاج الزملكاوي هاشتاج نعم لاستمرار طاهر واستقرار الأهلي هاشتاج زملكاوي أثار جدلا علي مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر علي شبكة الإنترنت يدعو إلي بقاء محمود طاهر رئيسا للنادي الأهلي, وهو تصرف تلقائي وطبيعي لجماهير الزمالك التي تري في محمود طاهر نموذجا للصديق المخلص الذي تسببت إدارته علي مدار20 شهرا في كل إنجازات الزمالك. ويعتبر محمود طاهر في عيون الزملكاوية ممدوح عباس الجديد نسبة إلي ممدوح عباس رئيس الزمالك في الفترة بين عامي.20132006 سواء بالتعيين أو بالانتخاب والرجل الذي يعرف عهده بالأسوأ كرويا وإداريا وإنشائيا وجماهيريا في تاريخ الزمالك. والمثير في الأمر أن محمود طاهر يصر بكل قوة علي إثارة تعاطف جماهير الزمالك ومنحها القوة والشرعية في طلبها بتمسكه بالبقاء ولو بالتعيين, تحت مسمي التكليف, بعد صدور حكم محكمة القضاء الإداري بإلغاء الانتخابات الأخيرة. ويعد بالفعل محمود طاهر نسخة قريبة جدا من ممدوح عباس فهو مثله ملياردير يحترفان العمل في مجال البترول والغاز الطبيعي, لعبت أمواله دور البطولة في تولي المنصب الكبير رئاسة النادي الأهلي بدون أن يكون له تاريخ رياضي في النادي وأتي من مدرجات الدرجة الثالثة وكان ظهوره الإداري بالأهلي لا يزيد علي عضوية المجلس لدورة واحدة بالانتخاب, وقبلها ظهر بالتعيين في دورة مثلما ظهر ممدوح عباس أمينا للصندوق في الزمالك بالتعيين في بداية ظهوره, وكلاهما أيضا جري تعيينه في اتحاد الكرة سواء عباس أو طاهر, وفي نفس الوقت ورغم عدم احتراف أي منهما كرة القدم تمسك بمنصب المشرف العام علي الكرة, فعباس كان يتجاهل حازم إمام وإبراهيم يوسف عضوي المجلس في الزمالك ويدير الكرة منفردا ويدلل النجومويمنح عقودا مالية خرافية, نفس السيناريو يسير عليه رئيس الأهلي الذي تجاهل لفترة طويلة طاهر الشيخ عضو المجلس حتي أدبه الأخير في مشاجرة ساخنة وكاد يسحب منه الإشراف علي الكرة, ويدلل النجوم ويصدر قرارات شخصية لعل أشهرها سحب شارة الكابتن من حسام غالي ثم إعادتها له من جديد. 2 -بيسيرو أهانه بالاستقالة رحيل جوزيه بيسيرو من منصب المدير الفني للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي هو صفعة قوية ولا يزال محمود طاهر يعتبرها ورقة رابحة له بوصفه من تعاقد مع بيسيرو الذي يتولي حاليا تدريب فريق بورتو البرتغالي كما لو كان النادي الأهلي هو معمل للتفريغ وليس ناديا كبيرا ينال من يعمل به شرفا عظيما. في رحيل جوزيه بيسيرو صفعة قوية بالنسبة إلي رئيس الأهلي الذي علم مثل غيره بالقرار المفاجئ لبيسيرو, وهو الرحيل, ليلة وصول عرض بورتو, دون أن يتفقا مثلا علي انتظار بيسيرو لمباراتي الإسماعيلي والاتحاد أو الإسماعيلي فقط, خاصة أن رحيله جاء قبل المباراة ب48 ساعة فقط, وهو أمر يعبر عن سوء الاختيار منذ البداية ولمدرب لا يحترم تعاقداته, وفي نفس الوقت مدرب تمت إقالته من منصبه في أكثر من تجربة سابقة له في مسيرته التدريبية. وظهر محمود طاهر متوترا بشكل غير عادي وقدم مبررا غير متوقع في تفسير رحيل بيسيرو وهو خوف المدرب البرتغالي من عدم الاستقرار الذي يعيشه النادي منذ الحكم القضائي ببطلان الانتخابات الأخيرة ثم عاد ليتباهي بتعاقده مع مدرب تولي فيما بعد تدريب بورتو. وما فعله بيسيرو يعد جريمة في الأعراف الأهلاوية وتفوق ما فعلته أسماء كبيرة مثل مانويل جوزيه الذي لم يتول في عام2009 تدريب منتخب أنجولا إلا بعد انتهاء عقده مع الأهلي.. أو راينر هولمان الألماني الذي رحل في عهد صالح سليم عام1997 ووقتها كان مبرره التخوف من القتل بعد وصول تهديدات له أو مانويل كاجودا الذي اعتذر عن العمل في الأهلي بعد توقيع عقد عام2009 وكان مبرره شجاعا وقبل بداية الموسم وهو عدم قدرته علي تحمل الضغط الجماهيري الكبير في ظل خلافته جوزيه بعد ولاية ذهبية للمدرب البرتغالي. 3 - سبعة مدربين في22 شهرا.. والثامن علي الأبواب ومن بيسيرو إلي بيسيرو أيضا حيث خطيئة أخري أصبح معها الأهليتحت الجميع, بسبب سياسة الفوضي التي يدير بها محمود طاهر ملف كرة القدم وضرب من خلالها رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ النادي القاهري الكبير. فالأهلي مع محمود طاهر في22 شهرا فقط تغير فيه منصب المدير الفني7 مرات, والمدرب الأجنبي القادم أو المحلي سيكون هو المدير الفني الثامن للأهلي في فترة زمنية وجيزة. وبمقارنة محمود طاهر وعصره السيئ الذي صنع خلاله من الأهلي حقلا للتجارب بعصور أخري نجد أنه تفوق علي الجميع, ففي الفترة بين عامي2000-2004 التي كان فيها للنادي رئيسان هما صالح سليم ثم حسن حمدي ولم يحصد فيها لقب بطل الدوري الممتاز, بداية من راينر تسوبيل ثم مختار مختار مؤقت ثم الألماني هانز ديكسي ثم البرتغالي مانويل جوزيه ثم الهولندي جو بونفرير ثم البرتغالي توني أوليفيرا ثم فتحي مبروك مؤقت وأخيرا مانويل جوزيه مرة أخري أي8 مدراء فنيين في فترة4 سنوات وليس22 شهرا. وبمقارنة فترة أخري ذهبية حصد فيها الأهلي أكثر من25 بطولة ما بين عامي.20132005 تعاقب علي تدريب الأهلي مانويل جوزيه ثم حسام البدري ثم زيزو مؤقت ثم مانويل جوزيه ثم حسام البدري ثم محمد يوسف أي6 مدراء فنيين فقط. ولكن مع محمود طاهر حدث ولا حرج فلا يوجد مدرب بدأ موسما وأكمله, فهو أتي ليقيل محمد يوسف من منصبه بعد شهرين من توليه رئاسة النادي ثم أتي بفتحي مبروك ثم تعاقد مع الإسباني خوان كارلوس جاريدو والذي أقيل من منصبه ليأتي فتحي مبروك ثم زيزو مؤقت ثم جوزيه بيسيرو ثم زيزو مؤقت والنادي يترقب الآن مديره الفني الثامن في22 شهرا. 4 - تفاوضه مع الهارب البدري ثلاث مرات من أهانوا الأهلي في صدارة المشهد.. عنوان ثالث يبرر ما فعله جوزيه بيسيرو عندما ترك منصبه غير مهتم بالبقاء في القلعة الحمراء احتراما لعقده بعدما ظل الرجل لنحو3 أشهر كاملة يراقب رئيس النادي وهو يقدم علي تصرفات مسيئة للكيان القاهري الكبير وتستفز مشاعر جماهيره وأدي إلي إفساد العلاقة لأول مرة بين الإدارة والجماهير وهو ما لم يحدث سابقا. ويحسب علي محمود طاهر أنه من تفاوض مرتين في أقل من عام مع حسام البدري المدير الفني السابق للمنتخب الأوليمبي من أجل استقدامه للعمل مديرا فنيا للأهلي دون النظر مطلقا لما فعله البدري عندما ترك النادي في ربيع عام2013 من أجل التعاقد مع أهلي طرابلس الليبي والموسم الكروي مستمر محليا بعد وصول عرض مالي كبير, وفي المرة الأولي من المفاوضات وكانت قبل نحو10 أشهر تعثرت بسبب عقد البدري مع اتحاد الكرة كمدرب للمنتخب الأوليمبي ورفض الاتحاد فسخ العقد قبل توقيع البدري إقرارا بعدم العمل في المنتخبات الوطنية, والثانية بدأت قبل أيام وفوجئ بعدها رئيس الأهلي برد فعل جماهيري عنيف كانت أبرز نصوصه إطلاق هاشتاج علي تويتر تحت مسمي لا لعودة الهارب. وما حدث مع البدري هو سيناريو مكرر لظهور أسماء ضربت النادي في مقتل فمحمود طاهر هو من حرص خلال حفل الأكثر تتويجا علي دعوة التوءم حسام وإبراهيم حسن اللذين لا تنسي لهما الجماهير كيف انتقلا للزمالك في عام2000 ولعبا للمنافس ودرباه أيضا وظلا يتوعدان الأهلي في كل مباراة عملا فيها في مجال التدريب بشكل ساخن ورفع حسام حسن القميص الأبيض في وجوه الجماهير الأهلاوية. 5 - الأهواء الشخصية تحكم الاختيارات.. والدليل جوزيه لا مكان للخلافات الشخصية.. كلمات كانت تمثل نبراسا كبيرا في النادي خلال عصور العظماء قبل أن تختفي مع محمود طاهر الذي قام بإعلاء شخصه علي حساب النادي. من يراقب تصرفات رئيس الأهلي يجد أنه يعيش في عالم آخر ويري في نفسه أكبر رمز للنادي والشخصية التي تمنح وتعاقب ولا صوت آخر يعلو علي صوته. والمؤكد الآن أن النادي يدار بالأهواء الشخصية, بعدما أصبح ممنوعا طرح اسم البرتغالي مانويل جوزيه69 عاما للعمل مديرا فنيا للفريق الكروي الأول طالما كان طاهر رئيسا له بسبب العلاقة السيئة لرئيس النادي مع الخواجة البرتغالي والتي تسبب فيها محمود طاهر نفسه قبل3 أشهر عندما أعلن رفضه تعيين جوزيه بداعي أنه كبير في السن69 عاما. وأهان محمود طاهر تاريخ الكرة الأهلاوية عندما تجاهل دعوة مانويل جوزيه أعظم مدير فني في تاريخ النادي علي الإطلاق وصاحب الأرقام القياسية الأسطورية في حفل الأكثر تتويجا وهو حفل ساهم في صناعة مجده جوزيه كمدير فني حصد8 ألقاب إفريقية للأهلي. وكلمة السر في إبعاد مانويل جوزيه هي توتر علاقتهما بسبب رفض طاهر تعيين جوزيه مديرا فنيا للفريق قبل3 أشهر وظهور المدرب البرتغالي ساخرا فيما بعد من رئيس الأهلي في حلقة تلفزيونية مع الإعلامية إسعاد يونس, وبمقارنة ما فعله محمود طاهر مع جوزيه بالمجلس السابق نجد أن المسئولين في الأهلي خلال عام2014 تناسوا خلافهم مع جوزيه بسبب عدم تجديده لعقده في عام2012 والذي تم الرد عليه بالإبقاء علي حسام غالي كابتن الفريق رغم طلب جوزيه استبعاده, وقاموا بدعوته لحضور حفل الأكثر تتويجا في العالم وكانت آخر مناسبة للمجلس السابق قبل إجراء الانتخابات مباشرة. 6 -جدو يرحل.. وفتحي من عدو إلي حبيب عندما رحل جوزيه بيسيرو مهاجرا إلي بلده البرتغال ليتولي تدريب بورتو البرتغالي كانت هناك الجريمة الأخري والنقطة السوداء في جبين النادي القاهري الكبير واسمها محمد حمدي ذكي جدو الصغير مهاجم سموحة السكندري حاليا والمعار لمدة ستة أشهر. وفوجئ الجميع بالمسئولين في الأهلي بمباركة رئيس النادي يتفاوضون مع سموحة لإلغاء إعارة اللاعب التي تمت صباح ليلة هروب بيسيرو بناء علي توصية الأخير وإعادته للفريق مساء بعد انتهاء ولاية البرتغالي وهو ما رفضه مسئولو سموحة. ورغم الاعتراف بعدم حصول اللاعب علي فرصة كاملة وامتلاكه إمكانات فنية وبدنية مميزة إلا أن محاولة إعادته هي نقطة سوداء في ظل المشكلة التي أثارها اللاعب مع عبدالعزيز عبدالشافي زيزو مدير قطاع الكرة ودخولهما في مشاجرة كبيرة تسببت فيما بعد في رحيله. ولم ينظر رئيس الأهلي وقت ترحيبه بإعادة جدو الصغير أنه لابد من معاقبة اللاعب علي ما فعله وتعامل مع الموقف مثلما تعامل مع لاعب آخر هو أحمد فتحي. الجميع يذكر لرئيس الأهلي كيف كان يخصص دقائق من مؤتمرات صحفية له في الموسم الماضي ليهاجم بشدة أحمد فتحي ويؤكد أنه لن يلعب مجددا في الأهلي بعد أن رفض تجديد عقده مع النادي في صيف عام2014 وتجاهل جلستهما معا للتجديد واختار الرحيل إلي أم صلال القطري وكيف كان رئيس الأهلي يعلن في كل مكان أنه ينتصر للمبادئ, قبل أن يراه الجميع أيضا فيما بعد يجري للتفاوض مع أحمد فتحي ويعيده مرة أخري للأهلي ويمنحه عقدا ماليا ضخما يتخطي ال10 ملايين جنيه في ثلاثة مواسم فقط. 7 إهانة الرموز.. عرض مستمر مهما كان الخلاف مع رئيس النادي الأهلي كانت الخطوط الحمراء.. ولكن في عهد محمود طاهر أصبح سهلا جدا ظهور نجوم المجتمع الأهلاوي فضائيا للهجوم علي سياسات طاهر بغرض الإصلاح ومطالبته باحترام تقاليد ومبادئ النادي القاهري الكبير. ففي الفترة الأخيرة كان الأهلي يعيش في دوامة اسمها صرخات نجوم مجتمعه الذين تعرضوا للإساءة في الوقت نفسه من دولة محمود طاهر في النادي مثل العامري فاروق وزير الدولة لشئون الرياضة وأكبر مساند لطاهر في الانتخابات الماضية وله شقيقه هشام العامري عضوا في مجلس الإدارة, وهناك عدلي القيعي مدير التسويق والاستثمار والتعاقدات السابق بالنادي الذي رحل بعد قدوم طاهر لرئاسة النادي ثم عاد متحدثا إعلاميا قبل أن يرحل لتجاهله وهو نفسه خرج وانتقد رئيس الأهلي في أكثر من مناسبة رغم أنه وافق علي العمل معه عندما احتاجه النادي, وهناك ربيع ياسين المدير الفني السابق لمنتخب الشباب تحت20 عاما والذي هاجم أسلوب النادي الفريد من نوعه في انتقاء المسئولين عن إدارة الكرة واللجوء إلي أهل الثقة علي حساب أهل الكفاءة وإبعاده عن ترشيح مدير قطاع الناشئين, ولا أحد ينسي علاء عبدالصادق أول من وجه الصفعة لمحمود طاهر صديقه القوي لسنوات طويلة عندما أقيل من منصب مدير قطاع الكرة وأصدر تقريرا فنيا أكد خلاله سوء إدارة طاهر للكرة وضرورة إبعاد رئيس النادي عن هذا الملف تماما ورصد مجموعة من الأخطاء القاتلة له.