في كل صباح, تتحمم المحروسة بشمس رب العالمين, تغمرها أشعة الشمس كخيمة هائلة تمدها بالدفء والتفاؤل. تمتص الخلايا الشمسية الطاقة من خيوط الشمس. خيط إلي جوار خيط, يتكون نسيج الطاقة المتجددة في المحروسة. عامة تمدنا المصادر المتجددة بنحو10% من الكهرباء النظيفة معظمها من الطاقة المائية. طبقا لما انتهت إليه اتفاقية باريس لتغير المناخ, صار المرور إلي المستقبل عبر مسار الطاقة المتجددة إلزاميا ما ظل أهل الأرض يسعون لعدم زيادة درجة حرارتها لأكثر من درجتين مئويتين. تشجيعا علي الاستثمار, أعلنت مصر في أكتوبر2014 عن آلية تعريفة التغذية, بمعني استعداد الحكومة شراء الكهرباء المنتجة من مشروعات الخلايا الشمسية والرياح بأسعار محددة سلفا. إعلان أسعار الشراء يمكن المستثمرين من تقدير أرباحهم بدقة وتحديد مستوي مخاطر الاستثمار. الإعلان عن إنشاء4000 ميجا وات عبر محطات مرتبطة بالشبكة الكهربائية يصل قدرة الواحد منها إلي50 ميجا وات يفتح باب الاستثمار أمام العديد من الشركات المحلية والعالمية. كما ينتظر أن تفي الطاقة المنتجة باحتياجات مليون ونصف المليون منزل, أي من5-6 ملايين مواطن يستمدون الكهرباء من مصادر نظيفة لا تلوث البيئة وتوفر نحو160 مليون متر مكعب غاز طبيعي سنويا.بصفة عامة, يمضي برنامج التنفيذ بشكل جيد, حيث تسلم المستثمرون أراضيهم وبدءوا في إجراء الدراسات المتخصصة وتصميم محطاتهم بمعدلات تشير إلي بدء الإنتاج أوائل العام القادم. علي الجهة الأخري, تضمن برنامج تعريفة التغذية استهداف تركيب300 ميجا وات أعلي الأسطح, بمعني اتاحة الفرصة لأصحاب المنازل, والمحال التجارية, وبعض المنشآت الأخري لتركيب نظم خلايا شمسية أعلي المباني وبيع الكهرباء المنتجة إلي شركات التوزيع نظير مقابل مادي يتراوح من97.384.4 قرش لكل كيلوات ساعة لمدة تصل إلي25 سنة. أدي الإعلان عن البرنامج إلي اتجاه العديد من الشركات للاستثمار في الخلايا الشمسية, فقبل الإعلان عن تعريفة التغذية لم يزد عدد الشركات عن عشر شركات, الآن تخطي العدد مائة شركة ومرشح للزيادة. تتميز الخلايا الفوتوفلطية بملاءمتها للمدن والقري, فالمساحة المطلوبة تصل إلي12 مترا مربعا لكل كيلو وات. علي المستوي الفني, تتسم نظم الخلايا الشمسية أعلي الأسطح بجاهزيتها للتنفيذ في غضون أيام, بخلاف المشروعات الكبري التي تصل مدد تنفيذها إلي عدة شهور. تركيب النظم أعلي الأسطح يسمح للمواطنين بالتحول إلي منتجين لبعض الوقت بدلا من كونهم مستهلكين دائمين. محاكاة تجارب عالمية كما في ألمانيا, والصين, واليابان, وإيطاليا, والهند وغيرها من الدول يضمن نجاح التجربة وتخفيف العبء علي الشبكة الكهربائية. حاليا, بلغ مجموع ما تم تركيبه من نظم خلايا شمسية أعلي الأسطح نحو10 ميجاوات, أي3% من المستهدف. لذا, تثار التساؤلات عن أسباب تباطؤ الطلب من جانب المواطنين خاصة في ظل عائد يصل إلي13%, هل هي قيمة الاستثمار التي تستدعي دفع نحو12 ألف جنيه عن كل كيلو وات, أي أن تركيب3 كيلو وات للأسرة يتطلب أكثر من36 ألف جنيه كاستثمارات. أم عدم الدراية بأعمال التشغيل والصيانة والتي يمكن التغلب عليها بتوقيع عقود تشغيل وصيانة مع الشركة المنفذة مثلها مثل المصاعد الكهربائية والتي عادة ما تمتد عقود تنفيذها إلي التشغيل والصيانة, وغيرها من الأسباب التي ستكون محل نقاش في المقال القادم إن شاء الله. [email protected]