من يتابع فكر وممارسة الرئيس السيسي يلاحظ اعتزازه بالشعب المصري ورهانه الكبير علي وعي شعبه, لاحظ قوله باستمرار وحب يا مصريين عايزين كذا وكذا.. يا مصريين سنحقق أحلامنا معا وبكم وهو في كل خطاباته وفي كل المناسبات شديد الاهتمام بمخاطبة جموع شعبه, ولا يحرص كثيرا علي مخاطبة ما يمكن ان نسميه النخبة لان تلك النخبة ربما في ادراكه وبتعامله معهم الكثير منهم أصابه العطب وعوامل التعرية والتوهان واحسب انهم تائهون متقلبو الاهواء وازعم ان معظمهم يولي مصلحته الخاصة علي مصالح الوطن العليا. انظر علي تكالبهم علي المناصب معظمهم عبده مشتاق. والقليل منهم الذين يمتلكون الرؤية السليمة والتفكير المنطقي ويعشقون الجدل كبحث عن الغلبة, ومن الصفات اللازمة للجدل المكابرة وايثار المغالطة, ومن نتائجه الوخيمة التعلق بالقشور وإشاعة الخلاف واثارة البغضاء, وغالبيتهم يتفرقون بعيدا عن المجري العام للشعب المصري. الشعب المصري هو رهان الرئيس لانهم يمثلون مصر التي سبقت غيرها من الامم في مدرج الحضارة والارتقاء. وحضارة مصر في القمة من حضارات الدنيا القديمة, بل انها اكثر هذه الحضارات رشاقة وجمالا كما يقول ول ديوارنت وهذه الحضارة الباذخة الشماء التي فاقت حضارات العالم القديم جميعا, كانت اروع نتاج لتفاعل الانسان والبيئة وتكيفه معها وتذليله لها واستجابته لعوامل التغير التي تلم بها والتي تطرأ عليها, هذا التفاعل الذي تم في يسر وسهولة استوت في ظلهما الحضارة في مصر اكمل استواء قبل غيرها من الامم حتي غدا القدم سمتها البارزة. وعندما تكون فلسفة الرئيس في التنفيذ الدقيق للمشاريع الكبري في اوقات وجيزة نسبيا فهو ينطلق من تاريخ مصر حيث هذا الشعب الذي استطاع ان يتحدي البيئة ويستجيب لها حين انحدر من حافة الهضبة بعد العصر المطير الي بطن الوادي ليروض النهر وواديه علي هواه, فهذا العمل المزدوج من التحدي والاستجابة كما يقول المؤرخ ارنولد توينبي هو الذي خلق مصر, وأبدع حضارتها لتكون اقدم حضارة عرفها التاريخ. وقد ظل هذا العمل المزدوج من التحدي والاستجابة يسود تاريخ مصر جميعا, وهنا يستلهم الرئيس هذا التحدي بل تحدي التحدي في ان يكرر المصريون بقيادته ما فعله اسلافهم متفقين علي أن حب الوطن من الإيمان, وأن الأصل في الإسلام الولاء للوطن وليس شعارات ترفع فقط, ولا أشعارا ترسل, ولكن تطبيقات عملية في الإعمار وعدم الإفساد, والذود عنه والدفاع عن مقدراته, والرئيس عندما يهتف مع شعبه تحيا مصر فهذا الهتاف يتضمن لبيك يا وطني ايها الاب الذي راعانا وانمانا وانهضنا رجالا لبيك الف مرة في كل لحظة. لبيك يا وطني في كل معاركك ومعركة تطهير مصر من رجس الارهاب في المعركة الاقدس علي تراب سيناء التي يخوضها جيش مصر الباسل الظافر يقومون بواجبهم ويشرفون البلاد ببذل الارواح والدماء حفاظا علي كرامتها وصونا لمجدها وعزتها ومواصلة المسيرة الحضارية. ثقة القائد في شعبه الذي أنشأ اقدم الحضارات ووقف دائما يبني تماثيل الحرية في محارب التاريخ الانساني, ويلقن الحياة ان اروع الحياة هي ان يعيش بنو الحياة شجعانا ابطالا احرارا وهم يحملون في ايديهم المشاعل المقدسة يقتحمون بها ظلمات القهر والجهل والذل, ويمضون علي اضوائها يشيدون مستقبل الانسان المشرق. خبير في الشئون السياسية والاستراتيجية