لص تحية

طرق الباب, انتبهت السيدة سريعا وتشككت في الصوت الخافت, وقبض صدرها لسبب لا تعلمه, فالوقت بعد العشاء, وهي تقيم وحدها وبمنطقة شبه زراعية, ولم تعتد علي استقبال زائرين, كانت السيدة تفكر سريعا والصوت الضعيف ينقر علي الباب, اقتربت السيدة خلف الباب تسأل عن الطارق, أجابها صوت بدا واهنا شبه مكتوم يسأل عن أم أحمد!!..
كانت السيدة تعرف عشرين أم أحمد فاحتارت بماذا ترد ولكن الصوت لم يمهلها وعاجلها بأنها لم تعد لبيتها حتي الآن.. وسيترك لها أمانة أمام بابها لم تفهم السيدة شيئا, ولم تجد بدا من فتح الباب.. وبدأت الآلام..
ذكرت سطور الواقعة بعد ذلك وعلي لسان السيدة تحية عبد الحميد55 سنة, المقيمة بقرية وردان مركز منشأة القناطر, لحظات مرعبة: فتحت الباب وفوجئت برجل ملثم يقفز الشرر من عينيه بيمناه سكين وبالأخري كتم فمي ومنع صياحي وصراخي, ودفعني إلي الداخل وأصابني الشلل والذعر كان يشير بسبابته في توعد وتحذير وأجلسني علي أقرب كرسي وأخرج حبلا من جيبه.. وأوثق يدي وقدمي وكمم فمي بايشارب سقط عن رأسي وقالت السيدة في أقوالها أمام المقدم علي عبد الكريم رئيس مباحث مركزمنشأة القناطر: كان الرجل الملثم يحذرني ويرفع صوته متوعدا بقتلي, وسألني عن مكان ادخاري النقود بالبيت وقسي علي كثيرا ونزع ما ارتديه من مصوغات ذهبية ولكني لم أخشه وقاومته كثيرا وهو يشد وثاقي وحاولت نزع الكوفية عن وجهه وهو يسلبني مصاغي وانكشف نصف وجهه بالفعل فأسرع بتغطيته وأنذرني بالقتل وأنهت تحية بلاغها ببكاء شديد وهي تروي لرئيس المباحث تخوفها من عودة المعتدي بعد أن حذرها من إبلاغ الشرطة وإلا سيحدث لها مكروه.
طمأن المقدم علي عبد الكريم تحية ووعدها بضبط اللص بأسرع وقت, وتابع معها سماع أوصاف اللص مع فريق من رجال المباحث والبحث الجنائي, وتم رسم صورة تخيلية لوجه شاب, وبدأت التحريات تحصر من يدور حوله الشبهات وخلال ساعات ضاقت دائرة الاشتباه في ثلاثة أشخاص, وفي الليلة نفسها تم استبعاد شخصين وبدأ عد أنفاس المشتبه به الثالث ورصد تحركاته وتم تحديد مقهي بالقرب من مسكنه يتردد عليه, وأمكن ضبطه عقب مغادرته المقهي, وتبين أنه محمود ع. ا.30 سنة وصحيفته الجنائية مسجل سرقات وبمواجهته بأقوال المبلغة أقر بارتكابه الواقعة,وبأنه يسكن بالقرب من محل الواقعة واعترف بالتخطيطلارتكاب الواقعة بعد مشاهدته المجني عليها أكثر من مرة ترتدي المصوغات في السوق القريبة من المنطقة, وقام المتهم بتسليم النقود وأرشد عن مكان إخفاء المصوغات في قطعة أرض زراعية, فأمر اللواء أحمد حجازي مساعد الوزير لأمن الجيزة بتحرير محضر بأقوال المتهم وإحالته إلي النيابة التي تولت التحقيق.