لم يختلف حال السينما المصرية هذا العام كثيرا عن السنوات التي أعقبت ثورة يناير, رغم أن العديد من المتابعين تنبأوا بتعافيها بعد الصحوة التي شهدتها في عام2014 من حيث جودة الأفلام والإيرادات إلا أن الأمر يبدو أنه كان مجرد صدفة, حيث شهد العام الجاري العديد من الأفلام التجارية التي لم تستهو الجمهور مما أثر بشكل كبير علي الإيرادات وأدي في النهاية لفارق كبير في الإيرادات بين2014 و2015, هذا إلي جانب بعض الأزمات التي تعرضت لها صناعة السينما سواء علي مستوي حروب التوزيع بين الشركات المختلفة, وأزمة الفيلم الأجنبي. وإغلاق دور العرض, وعدد من الظواهر التي قد تؤثر بشكل خطير علي الصناعة في حال استمرارها عام.2016 ففي2015 لا تزال السينما بحاجة إلي تدخل قوي من الدولة لإنهاء الروتين الذي يسيطر علي حالها مما أثر بشكل قوي علي سوق الفيلم المصري في الخارج أو تصوير الأفلام الأجنبية داخل مصر أو إعادة صياغة القوانين المنظمة للصناعة, وهو أمر يستلزم تدخل قوي من الدولة لإنهاء هذا الملف الشائك الذي بنجاحه سيعد انجازا مهما في العام الجديد. لقاء شهدت بداية العام لقاء بين وفد ضم مجموعة من الفنانين وفايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشئون الأمن القومي ومنير فخري عبد النور لمناقشة أزمة صناعة السينما والنهوض بها بالإضافة إلي مناقشة أزمة القرصنة ودور العرض وهو ما اعطي بريق أمل في رؤية الدولة لأهمية هذه الصناعة التي تشكل مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي. رغم عدم وجود اي نتائج جادة علي أرض الواقع, وقد قام الحضور بالإشارة إلي ملف صناعة السينما الذي يقوم عليه مسعد فودة نقيب المهن السينمائية, جابي خوري. شريف مندور, خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة, النائب خالد يوسف, ولا يزال الملف في انتظار تفعيله. 34 فيلما رغم طرح ما يقرب من34 فيلما في دور العرض خلال عام2015 إلا أن النجاح لم يكتب إلا لعدد قليل من الأفلام جاء ابرزها شد أجزاء, أهواك, ولاد رزق, كابتن مصر, عيال حريفة, زنقة ستات, حياتي مبهدلة, يوم مالوش لازمة, فيما اكتفت باقي الأفلام التي طرحت بتحقيق إيرادات تتفاوت ما بين700 ألف إلي5 ملايين وهي كلها إيرادات تؤكد تراجع حال صناعة السينما في.2015 أزمة الفيلم الأجنبي تعتبر أزمة توزيع الفيلم الأجنبي من أكثر الأزمات التي تؤرق الموزعين والتي دائما ما تكون مثار للجدل داخل غرفة صناعة السينما التي انقسمت ما بين فريق مؤيد لزيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي تحقيقا للإيرادات في حال عدم قدرة الفيلم المصري علي تحقيقها وذلك لضمان تحقيق دور العرض لمكاسب وحتي لا تتعرض لخسارة متتالية تؤدي إلي إغلاقها, بينما يري الفريق المعارض لزيادة النسخ ان عشر نسخ للفيلم الأجنبي كافية وان انتشارها قد يدفع أصحاب دور العرض لرفع الفيلم المصري من القاعات واستبداله بفيلم أجنبي لضمان تحقيق إيرادات, ليصل الأمر في النهاية إلي مكتب وزير الثقافة ليتولي الفصل في هذه القضية إما زيادة عدد النسخ إلي14 نسخة أو بقاء الوضع علي ما هو عليه, والاكتفاء بعدد النسخ. القرصنة لم تنجح محاولات صناع السينما في إنهاء أزمة القرصنة علي الأفلام السينمائية التي تسببت في خسائر كبيرة دفعت عدد كبير للتخوف من تجربة الإنتاج وحساب الأمر أكثر من مرة, وفشلت محاولات الدولة في إصدار قرار بإغلاق للقنوات التي تلتقط تردد النايل سات لتوضع القناة إجباريا في قائمة قنوات القمر الصناعي المصري. ليتم بث الأفلام إجباريا ليشاهد المنتج خسارته دون أن يكون قادرا علي التحرك لوقف نزيف الخسائر التي يتعرض لها. كما سبق وأكد المنتج فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي أن القرصنة علي الأفلام السينمائية هي قضيته التي يكافح من أجلها بهدف وقف نزيف الخسائر التي يتكبدها المنتجون في ظل وجود25 قناة علي القمر الصناعي اليوتيل سات يلتقط بثها القمر الصناعي المصري نايل سات لعرض أحدث الأفلام السينمائية الموجودة بدور العرض بدون حساب, مشيرا إلي أنه أقام دعوة قضائية ضد النايل سات مطالبا بتعويض1.5 مليار دولار وأخبر رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب أن هذا التعويض للشعب المصري من المرضي والمحتاجين بينما نحن يكفينا فقط الحفاظ علي حقوقنا في الأفلام الجديدة. الإيرادات وحروب التوزيع شكلت حرب تصريحات الإيرادات بين النجوم وصراعهم علي احتلال المركز الأول إعلاميا قبل أن تكون في شباك التذاكر أزمة كبيرة وضحت بشكل كبير بين الفنان أحمد عز وفيلمة ولاد رزق الذي نافس فيلم شد اجزاء لمحمد رمضان, حيث تبادل الطرفان التصريحات حول أكبر إيرادات بينما وقفت غرفة صناعة السينما موقف المتفرج دون إصدار بيان رسمي بالإيرادات الصحيحة, نفس الأمر تكرر خلال عرض فيلم أهواك لتامر حسني الذي نافس عيال حريفة إلا أن الفارق الكبير في الإيرادات لصالح تامر وضعت الفيلم الأخير في المركز الثاني. و من خلال الإيرادات الضخمة التي حققتها بعض الأفلام اتضحت حجم الأزمة في لعبة توزيع الافلام من خلال عرض الفيلم صاحب المركز الاول أو الثاني في قاعات الأفلام صاحبة المراكز الاخيرة رغم وجودها أسما في دور العرض, دون اعطائها أي فرصة لتحقيق المزيد من الإيرادات, وقد تكرر الأمر هذا العام اكثر من مرة مع عدد من الأفلام مثل نوم التلات والجيل الرابع لهاني رمزي بعدما فشل في الاسبوع الأول في تحقيق إيرادات وسط منافسة عز ورمضان, وكذلك4 كوتشينة لأوكا وأورتيجا, وفزاع للفنان هشام إسماعيل. لم تتخطي الإيرادات هذا العام حاجز ال25 مليونا حيث تقاسمت الإيرادات الضخمة بين الثلاثة شد أجزاء وولاد رزق وأهواك, بينما لم يلقي يتفق النقاد أو الجمهور علي أي من الثلاث أفلام علي عكس ما حدث في عام2014 حول أفلام الجزيرة2 والفيل الأزرق. الرقابة كان للرقابة دورا كبيرا في سينما2015 حيث ابتكر عبد الستار فتحي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية السابق عدد من المصطلحات يتم توزيعها علي الأفلام طبقا للتصنيف العمري في محاولة منه لتفادي أكبر نسبة لسيطرة الرقابة علي الأفلام مع الاحتفاظ بالثوابت القائمة عليها مثل الدين والجنس والسياسة, حيث سبق وأكد فتحي أن التصنيف العمري ليس بديلا للرقابة لكنه احدي آلياتها وبالتالي الفيلم الذي نأخذ عليه بعض الملاحظات أصبح الآن يمكن عرضه علي الجمهور لكن لفئة عمرية معينة يتم تحديدها مسبقا, ولكن هذا لا يمنع التصدي للأفلام التي تدعو مثلا إلي الإلحاد أو تحرض علي الفتنة الطائفية ورفضها. كما شهدت الرقابة عدد من الأزمات والإضرابات خلال العام الجاري بسبب نقص في أدوات العمل مما أثره علي سير العمل ونتج عنه الإضراب. عودة الكبار شهد عام2015 عودة الكبار إلي السينما علي مستوي التمثيل والإخراج والتأليف ومن بينهم الفنان محمود حميدة الذي عاد إلي السينما بفيلمي اهواك لتامر حسني وإخراج محمد سامي. وقط وفار للمخرج تامر محسن, والمؤلف وحيد وحامد الذي عاد هو الأخر الي السينما بعد غياب ما يقرب من6 سنوات منذ قدم فيلم إحكي يا شهرزاد. كما شهدت نهاية العام أيضا عودة المخرج داوود عبد السيد بفيلم قدرات غير عادية بطولة خالد أبو النجا ونجلاء بدر, كذلك عادت الي السينما الفنانة صفية العمري التي غابت لفترة طويلة عن التمثيل بشكل عام لتعود بفيلم الليلة الكبيرة الذي شهد ايضا عودة الفنان وائل نور, وسيمون من خلال فيلم فزاع. أيضا عاد خلال عام2015 المخرج هاني خليفة بفيلم سكر مر بعد غياب منذ طرح فيلمه سهر الليالي. .. ورحيل نجوم السينما فقدت صناعة السينما هذا العام عدد كبير من نجومها وعلي رأسهم الفنان نور الشريف, سعيد صالح, حسن مصطفي, عمر الشريف, فاتن حمامة, مما يرشحه بقوة ليكون أكثر عام رحل خلاله عدد كبير من النجوم. هدية2015 إلي2016 علي الرغم من انتهاء عدد من الأعمال في عام2015 إلا أنها لن تعرض إلا عام2016 ومن بين هذه الأعمال فيلم قبل زحمة الصيف بطولة هنا شيحا وماجد الكدواني وإخراج محمد خان, كما سيعرض فيلم من ضهر راجل بطولة آسر ياسين ومحمود حميدة وياسمين رئيس ومحمد لطفي وتأليف محمد امين راضي. وإخراج كريم السبكي في يناير المقبل. وتعرض المخرجة هالة خليل فيلمها نوارة بطولة منه شلبي التي حصلت علي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي. كما يعرض المخرج خالد الحجر فيلمه حرامي الجسد. أيضا ينتظر المخرج يسري نصر الله العائد بعد غياب منذ فيلمه بعد الموقعه, بفيلم الماء والخضره والوجه الحسن بطولة ليلي علوي ومنة شلبي وباسم سمرة حيث قارب علي الانتهاء من تصويره, وهي كلها أعمال لمخرجين ونجوم كبار مما يجعلها بمثابة هدية سينمائية لعام.2016