حررالجيش العراقي والحشد الشعبي نحو60% من الأراضي التي سيطر عليها داعش, رغم ضربات النيران الصديقة للطيران الأمريكي, وها هو يدخل مركز مدينة الرمادي عاصمة الأنبار ليقلص فرص التدخل الأجنبي في العراق, بدعوي محاربة داعش من جانب الدول التي دعمت وخططت لاجتياح داعش لأراضي سوريا, واضطرت القوات التركية للانسحاب من شمال الموصل, بعد أن اعتبرتها الحكومة العراقية قوات غازية, وتقدمت بشكوي إلي مجلس الأمن, وهو ما أحرج أصدقاء تركيا, الذين تخوفوا من أن تتخذ الحكومة العراقية واقعة دخول القوات العراقية مبررا لاستدعاء روسيا إلي العراق مثلما فعلت سورية, إلي جانب تلويح العراق بتوجيه ضربات جوية للقوات التركية, في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش السوري علي معظم المحاور, وحرر عشرات المدن والبلدات خلال الأسبوعين الماضيين, بينما يواصل ساسة أمريكيون الدعوة لعدم توجيه التحالف الأمريكي ضربات إلي داعش قبل تجهيز البديل المناسب, وقال جون بولتون السفير الأمريكي السابق في الأممالمتحدة في صحيفة نيويورك تايمز إن علي الإدارة الأمريكية إنشاء دولة علي الأراضي التي تحتلها داعش في غرب العراق وشرق سوريا, وأطلق عليها اسم سنستان نسبة إلي السنة, واعترض علي أي جهد أمريكي لضرب داعش قبل إنجاز تصور واضح, حتي لا تعود سيطرة حكومتي العراقوسوريا علي تلك الأراضي, واعتبر أن هذا السيناريو سيكون هزيمة لأمريكا وحلفائها, ونصرا لروسيا وإيران وسورياوالعراق. كما دعا السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل إلي تشكيل قوة عربية لدخول العراقوسوريا, لتنفيذ هذا المخطط, وواكبت هذه التصريحات تسريبات روسية ذكرت أن الرئيس التركي أردوغان ومسعود برزاني رئيس اقليم كردستان العراق ضالعان في مخطط لإعلان استقلال كردستان, مقابل مساعدة تركيا وقوات عربية علي إقامة دولة سنية. وكانت أمريكا قد عرقلت تدريب وتسليح الجيش العراقي, كما اعترضت علي تشكيل قوات الحشد الشعبي شبه النظامية, بينما أصرت علي تشكيل جيش للسنة تحت اسم الحرس الوطني, لكن الانتصارات السريعة للجيشين العراقي والسوري أضعفت كثيرا من احتمالات تنفيذ هذا المخطط, الذي بدأ يواجه عثرات عديدة, منها عدم حماس أي دولة عربية لإرسال جيوشها إلي معارك مع جيشي العراق وسورية المدعومين من روسيا وإيران, وهو ما سيوسع من نطاق الحروب والفوضي في المنطقة, كما جاء التدخل الروسي ليعرقل الدور التركي, بل يشل فاعليته في سوريا, ومن الصعب أن يجد الأتراك نجاحا في العراق يعوض الفشل في سوريا, لهذا بدأ أردوغان يغير وجهته, ويطبع العلاقات مع إسرائيل, وتراجع عن مطالبه برفع الحصار عن غزة وتعويض واعتذار ومحاكمة المسئولين عن ضرب سفينة المساعدات التركية إلي غزة, والتي كان أرسلها أردوغان ليقدم نفسه كسلطان للعرب والمسلمين, وها هو يستقبل خالد مشعل قائد حركة حماس, ليخفف عنه صدمة تخلي تركيا عن الحركة. في هذا السياق يمكن فهم قرار مجلس الأمن بالحل السلمي للصراع في سوريا, والتخلي عن شرط تنحي الرئيس الأسد, وتجريم تمويل ودعم الجماعات الإرهابية, التي بدأ بعضها تغيير ملابس مقاتليها السوداء, لترتدي ملابس الجيش السوري الحر وإعلان جبهة الفتح ومنظمات أخري أنها ستعيد تشكيل تحالفاتها تحت مسميات جديدة, لتتمكن من اللحاق بركب الجماعات المسلحة المعتدلة, وتخرج من قوائم الإرهاب, وهو ما أحدث ارتباكا في صفوفها, وتسارعت وتيرة انهياراتها تحت ضربات الجيش السوري. وتكثف أمريكا جهودها باتجاه الدخول في مفاوضات, ووقف إطلاق النار, قبل أن يفقد الإرهابيون معظم معاقلهم, ولا يجدون ما يفاوضون عليه, ويخسر التحالف الأمريكي كل رهاناته.