4 أحداث مهمة رافقت دخول روسيا الحرب إلي جانب سوريا,أولها الإعلان عن مولد التحالف العسكري بين روسيا وإيران وسوريا والعراق وحزب الله اللبناني, وإنشاء مركز عمليات مشترك في بغداد,يضم ممثلي قيادة أركان القوات المشاركة في التحالف,وهو ما يعني أننا أمام قوة عسكرية ضخمة مستعدة لأي توسع في نطاق الحرب,وثانيها أن الجماعات الإرهابية لم تعد مجهولة النسب,وأصبح لها آباء وأمهات وأقارب,تباروا في الدفاع عنها,واستنكروا الضربات الروسية ضدها,بعد أن ظلوا طويلا ينكرون العلاقة السرية التي تربط بين دول التحالف الأمريكي والجماعات الإرهابية,وثالثها الضربة الجوية العراقية المزدوجة لموكب أبوبكر البغدادي خليفة داعش والإعلان عن مقتل نائبه,بينما لا يزال مصير البغدادي مجهولا,وسيكون لفقد داعش العشرات من أبرز قادته تداعيات مؤثرة علي فعالية وتماسك أكبر تنظيم إرهابي في المنطقة. أما أخطر التداعيات فكان إعلان موسكو أنها ستضرب أي دولة تمد الجماعات الإرهابية في سوريا بأسلحة يتم استخدامها ضد القوات الروسية,وهو تغيير في قواعد الاشتباك,قد يسفر عن توسيع نطاق العمليات,ويطال دولا كانت تعتقد أنها بمنأي عن دخان المعارك,ويحبط أي مخططات لتحويل سوريا إلي أفغانستان جديدة,عبر تزويد الجماعات المسلحة بأسلحة متطورة. مؤشرات قوية علي قرب انطلاق الحرب البرية الواسعة علي الأراضي التي تحتلها الجماعات الإرهابية,تحت غطاء جوي وصاروخي روسي,وجاء الإعلان عن مقتل كل من الجنرال الإيراني حسين همداني والقيادي العسكري بحزب الله اللبناني حسن حسين الحاج خلال معارك في ريف إدلب شمال سوريا ليؤكد أن القوات البرية لكل منهما باتت في الخطوط الأمامية للمعارك,التي بدأت بعمليات حذرة للجيش السوري,لاختبار التنسيق بين العمليات الجوية الروسية والتحركات البرية في معارك صغيرة متفرقة,لكن المعركة الأوسع جري استكمال حشود قواتها,وباتت جاهزة للتحرك في أي وقت. علي الطرف الآخر نجد أمريكا قد أعلنت أن طائراتها ألقت نحو50 طنا من الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة علي مجموعات مسلحة تضم بعض الأكراد والعشائر العربية والتركمان والأزيديين وأقليات أخري,لكن المراقبين يرون في الخطوة الأمريكية مجرد عملية استعراضية,وإثبات وجود للقوات الأمريكية علي الأرض,بعد فشل جهودها في تشكيل جماعات مسلحة موالية لها تنطلق من أراضي تركيا والأردن. أما تركيا التي تتجه إليها الأنظار بوصفها العضو الأبرز في ميدان التحالف الأمريكي,فقد انشغلت بالاضطرابات الداخلية,التي أعقبت تفجيرات مسيرة حزب تحالف الشعوب الكردي,والذي مازالت تداعياته الخطيرة تحاصر أردوغان الغارق في الأزمات,ويبدو موشكا علي السقوط في الانتخابات البرلمانية مطلع الشهر المقبل,لكنه اكتفي بتحريك معسكر للنازحين السوريين من تركيا إلي داخل سوريا,تحت حماية عسكرية تركية,لكن هذه الخطوة لا تعني أن الجيش التركي يرغب في التورط بعمليات قتالية,قد تجعله في مواجهة مع القوات الروسية والإيرانية. المملكة العربية السعودية رأت الذهاب إلي روسيا بوفد يرأسه ولي ولي العهد,الذي التقي بوتين,وصدر بيان عن تقارب وجهات نظر البلدين,وأعلن وزير الخارجية السعودي لأول مرة أن المملكة تحترم وحدة الأراضي السورية, لكنه عاد ليعلن أنها ضد استمرار الأسد في سدة الرئاسة. أما جماعة الإخوان في سوريا فقد أصدرت بيانا تعلن فيه الحرب علي روسيا وإيران,وقالت إنها تنسق مع40 جماعة أخري لإنشاء تحالف إسلامي يشن الحرب علي روسيا وحلفائها,وهو ما كررته الرسالة التي أذاعها الجولاني زعيم جبهة النصرة,ودعا فيها كل التنظيمات المسلحة إلي شن هجمات علي روسيا وحلفائها في أي مكان,وهو ما يؤكد استمرار حالة الذعر بين التنظيمات المسلحة في سوريا. وتتواصل اللقاءات والاتصالات بين موسكو وواشنطن والاتحاد الأوروبي,سواء لتجنب أي صدام مباشر بين التحالفين,أو لإيجاد مخرج سياسي للأزمة,وترحب روسيا بكل الجهود,مطمئنة لقوة وجودها مع حلفائها علي الأرض,واستمرار تقدم العمليات العسكرية في دحر الجماعات الإرهابية,وتغيير موازين القوي علي الأرض لمصلحة تحالفها.