انفرجت الأزمة المالية الكبيرة التي تعاني منها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني, ودفعتها قبل عدة أشهر إلي إغلاق بعض مكاتبها الإعلامية, ووقف تقديمها رواتب موظفيها والمفرغين للعمل في أطر الحركة, وذلك بسبب وقف إيران, الممول الأكبر للحركة عمليات الدعم, وذلك لتحافظ إيران علي سياسة الحياد التي تتبعها القيادة السياسية للجهاد الإسلامي تجاه عدد من القضايا الإقليمية علي رأسها اليمن. وأكد د. طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط أن الازمة المالية لحركة الجهاد انتهت بعودة الضخ المالي الإيراني عقب عقد سلسلة من الاجتماعات مؤخرا في لبنان وسوريا بين أمين عام الجهاد, رمضان شلح, ونائبه زياد نخالة, ومسئولين إيرانيين, ومندوبين عن حزب الله, تم خلالها الاتفاق علي استئناف المساعدات للحركة التي تضررت كثيرا, وواجهت صعوبات كبيرة في الأشهر الأخيرة في توفير رواتب عناصرها والعاملين في المؤسسات المختلفة التابعة للحركة وأدت بها لاستصدار قرارات تهمش من حركتها السياسية والإعلامية. وأشار د. طارق الي ان الانفراج في الأزمة المالية للحركة أدي للكشف عن بعض التطورات الأخيرة والتي فرضت نفسها مؤخرا, ومنها ما يلي: انخفاض المتأخرات المالية لدي الحركة مؤخرا من ستة شهور, إلي ثلاثة أشهر فقط, بعدما حصل الموظفون علي هذه المتأخرات المالية علي دفعات وأن ما تبقي للعاملين من قيمة المتأخرات هو رواتب ثلاثة أشهر فقط وهو ما يؤكد أن الضخ المالي الإيراني بدأ يتم علي مراحل وهو ما أكدته مصادر داخل حركة الجهاد الفلسطيني ذاتها مؤخرا. كما جري تجاوز مرحلة التقشف الكبيرة التي سادت داخل أطر الحركة في المرحلة المقبلة,وبدليل بدء عملالجمعيات التابعة لحركة الجهاد الإسلامي من جديدوالتي توفر خدماتها للمواطنين الفلسطينيين, وهي جمعيات تؤدي دورا مجتمعيا متميزا, ومن ثم فمن المتوقع أن يؤثر ذلك علي عودة شعبية الحركة في الداخل الفلسطيني, والتي تضررت في الفترة الأخيرة, ليس في القطاع وإنما أيضا في مدن الضفة الغربية. الي جانب تخطيط حركة الجهاد لاستئناف عمل ومهام العديد من المؤسسات خاصة الإعلامية, حيث تملك الحركة فضائية مقرها لبنان وهي فلسطين اليوم, كما تملك إذاعة تبث من قطاع غزة تسمي القدس, وكذلك لها صحيفة ناطقة باسمها تسمي الاستقلال وتصدر هي الأخري من قطاع غزة, إضافة إلي مؤسسات أخري تهتم بقطاعات العمال وحملة الشهادات الجامعية, ومؤسسات تطوعية أخري. علاوة علي التأكيد علي أن حركة الجهاد الإسلامي وفرت مؤخرا مستحقاتها المالية لعناصرها في الجناح المسلح لها سرايا القدس, وهو ثاني أكبر الفصائل المسلحة في قطاع غزة, حيث ثقل الحركة بعد جناح حركة حماس المسلح, وهذا الجناح المسلح تأثر هو الآخر بالأزمة المالية بشكل كبير في المرحلة السابقة. وحسمت الحركة خلافها مع إيران بشأن اعتراض حركة الجهاد الإسلامي عليما أسمته تشكيل جيب تنظيمي مواز للحركة ومنفصل عنها هو حركة الصابرين,علي أساس أن إيران قدمت دعما خفيا لمجموعات مفصولة منها, وقد استخدمت ايران تلك الإستراتيجية مرارا- وهو ما تحسبت منه حركة الجهاد الفلسطيني- وحسمته مع إيرانعلي اعتبار أن الأولوية للمصلحة الفلسطينية بصرف النظر عن شكل وإطار الدعم الذي تحصل عليه الحركة, ويشار إلي أن ايران تعاملت مع حركة أمل الشيعية وأخرجت منها حركة أمل الإسلامية, التي تحولت لحزب الله, وحدث هذا أيضا مع الجماعة الإسلامية في لبنان,حيث استدعت إيران فتحي يكن الرئيس السابق للجماعة لتأسيس جبهة العمل الإسلامي لتكون ذراعا سنيا لحزب الله اللبناني,وذلك بعد أن قضت علي قوات فجر المقاومة والتابعة للجماعة,حتي ينفرد حزب الله بالمقاومة, ويعمل مع جبهة العمل الإسلامي السنية وقد دفع ذلك الحركة لتصويب مسارها تجاه العلاقات مع ايران مؤخرا. وأشار الي ان الوضع الجديد للحركة بعد الانفراج في الأزمة المالية سيؤدي الي ما يلي: حسم مسألة الانشقاقات داخل حركة الجهادوهو ما سيؤدي لتفعيل دور الحركة في المرحلة المقبلة خاصة في إطار تعاملها مع حركة حماس وحركة فتح خاصة وأن حركة الجهاد الفلسطيني تحظي بعلاقات جيدة مع دول الإقليم. استمرار تمسكالقيادات العليا لحركة الجهاد الاسلامي بعدم التدخل المباشرفي أي من الصراعات الإقليمية وان توجه علاقاتها مع الدول علي قاعدة العداء مع إسرائيل. وأشار الي انسبب عودة الدعم الإيراني لحركة الجهاد الفلسطيني من جديد, جاء لأن العلاقة مع إيران لم تصل إلي حالة الانفصال الكامل, وان كان من المخطط ان تقوم إيران بمراجعة سياستها الإقليمية مع تنظيمات المقاومة بأكملها خاصة مع قرب دخول الاتفاق النووي مع الدول الغربية حيز التنفيذ.